ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:38 ص]ـ
هذا مقال له صلة بهذا الموضوع، وفيه تعقبات على تفسير السعدي رحمه الله، وكثير من هذه التعقبات يتعلق بتصحيح بعض الأحاديث والروايات أو تضعيفها، وفي بعض هذه التعقبات شيئ من النظر، مثل التعقب السابع.
التعقبات الجياد على «تفسير السعدي» لبعض الآيات
الشيخ الدكتور علي رضا
( http://almenhaj.net/SeekingAuther.php?Auther= الشيخ الدكتور علي رضا)
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
فهذه بعض التعقبات التي قيدتها عند قراءتي لتفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى قبل سنوات .... فأقول وبالله أستعين:
1 - ذكر رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم، قالوا الحق وهو العلي الكبير) ص679 – أولي النهى للإنتاج الإعلامي -: (يحتمل أن الضمير في هذا الموضع يعود إلى المشركين؛ لأنهم مذكورون في اللفظ، والقاعدة في الضمائر: أن تعود إلى أقرب مذكور، ويكون المعنى: إذا كان يوم القيامة، وفزع عن قلوب المشركين، أي: زال الفزع، وسئلوا حين رجعت إليهم عقولهم، عن حالهم في الدنيا، وتكذيبهم للحق الذي جاءت به الرسل، أنهم يقرون أن ما هم عليه من الكفر والشرك باطل، وأن ما قال الله وأخبرت به الرسل هو الحق فبدا لهم ما كانوا يخفون من قبل وعلموا أن الحق لله، واعترفوا بذنوبهم).
ثم قال بعذلك بقليل: (وهذا المعنى أظهر، وهو الذي يدل عليه السياق، ويحتمل أن الضمير يعود إلى الملائكة، وذلك أن الله تعالى إذا تكلم بالوحي سمعته الملائكة، فصعقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل ..... ).
قلت: ما استظهره الشيخ رحمه الله تعالى ليس بوارد؛ بل هو غير صحيح بلا شك؛ لأنه قد صح تفسير الآية في (صحيح البخاري) – الفتح – 7481، 4701، 4800)، وفي (سنن أبي داود) برقم 3989، وفي (سنن الترمذي) برقم 3223، وفي (سنن ابن ماجة) برقم 194، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ... ) الحديث.
فالقرآن يفسر بعضه بعضاً، والحديث يشرح ويبين معاني القرآن؛ ومادام أنه قد صح عنه عليه الصلاة والسلام تفسير الآية على القول الثاني الذي لم يستظهره السعدي؛ فإننا نقول كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى في (تفسيره) 6/ 502: (وقد اختار ابن جرير القول الأول: أن الضمير عائد على الملائكة؛ وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه؛ لصحة الأحاديث فيه والآثار .... ) ثم ذكرها رحمه الله تعالى.
2 - قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم): (وهن - على الصحيح -: السور السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، مع التوبة ......
وعلى القول بأن (الفاتحة) هي السبع المثاني معناه: أنها سبع آيات .... )
قلت: هذا الأخير هو المعتمد لتفسير رسول الله عليه الصلاة والسلام به معنى (المثاني)؛ فقد: أخرج البخاري في (صحيحه) برقم 4474، 4647، 5006، والنسائي (2/ 139)، وابن ماجة (3785)، وأحمد في (المسند) 3/ 450، 4/ 211، وغيرهم
من حديث أبي سعيد بن المعلى مرفوعاً: (الحمد لله رب العالمين: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى) 14/ 5: (وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم .... ).
3 - في قوله تعالى: (وما فعلته عن أمري) في سورة الكهف ص484 من تفسيره ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية – وحاشاه أن يكون منهم – في كون الخضر عليه السلام ليس بنبي فقال:
(فإنه لا يدل على أنه – الخضر – نبي؛ وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغيره من الأنبياء ......... )!
¥