حذف ياء ترجموني هو كحذف ياء يحضروني؛ لأن تعوذ موسى عليه السلام بالله هو تعوذ دائم من فرعون وقومه؛ بألا تصله أيديهم بأي أذى. ويحذر دائمًا من الشر والظلم والبطش من أي أحد كان.
9 - لتردين:
في قوله تعالى: (قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (ي) (56) الصافات.
من تردى في نار جهنم كان ترديه دائمًا ومستمرًا، وكان فيها خالدًا مخلدًا؛ وهذا ما كان يخشاه الناجي من النار، والحامد لله على نعمة النجاة. ولم يكن كقرينه الذي رآه في وسط الجحيم.
10 - يردن:
في قوله تعالى: (ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ (ي) الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ (ي) عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (ي) (23) يس
إرادة الله نافذة مستمرة؛ لا قاطع، ولا مانع، ولا راد، ولا محول لها. لذلك حذفت ياء التحول من يردني علامة لنفاذ إرادة الله عز وجل.
11 - يسقين:
في قوله تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (ي) (79) الشعراء.
السقاية هي جلب الشراب لطالبه والمحتاج له، والله عز وجل هو الذي ينزل الماء ليشرب الناس ويحيي الأرض بعد موتها، والناس لا صنعة لهم ولا عمل في إعداد الماء، فالسقاية من الله تعالى وحده على الدوام، لذلك حذفت ياء التحول منها.
بينما أثبتت ياء يطعمني؛ لأن من الطعام ما يكون جاهزًا للأكل مباشرة، ومنه ما لا يمكنه تناوله إلا بعد إعداد الناس له ليكون صالحًا للأكل، وقد يتعدد إعداد الطعام الواحد ويتنوع؛ لذلك ثبتت ياء التحول فيه.
وملاحظة أخرى أن الطعام لم يذكر في القرآن من غذاء أهل الجنة، ولم يأت من مادته إلا بمعنى مذاقه في سورة محمد في قوله تعالى: (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (15) محمد؛ لأن الطعام في معظمه يتغير مذاقه عن الأصل المصنع منه تغييرًا قليلا، أو كبيرًا يجعله شيئًا آخر.
وذكر الطعام من أكل الناس في الدنيا كقوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ (8) الإنسان، ومن أكل أهل النار كقوله تعالى: (وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) المزمل، لأنه مكان هذا الطعام في النار، والنار هي التي تغير الطعام.
فيفهم من كل ذلك أن الله يطعمه في الدنيا، ويسقيه في الدنيا والآخرة؛ فيكون الطعام لأجل وينقطع والسقاية مستمرة ودائمة في الدنيا والآخرة، وفي هذا إشارة إلى أنه لا يوجد في الجنة إلا ما هو طيب صالح للأكل من غير تدخل للإنسان في إصلاحه وإعداده، ولا مكان للنار في نضجه.
أما قوله تعالى:
في قوله تعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) الواقعة، فالآية لم تشر إلى طريقة جعله شهيًا، فقد يكون لحمه لا يحتاج إلى طهي وشواء، ولا تقاس أمور الآخرة على الدنيا في كل شيء.
12 - يشفين:
في قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (ي) (80) الشعراء
شفاء المريض هو إخراجه من مرضه، وإن لم يخرج هلك، والهلاك هو نهاية الأجل، وتقدير ذلك لا يكون إلا لله تعالى، فخفت ياء التحول علامة لذلك.
وما يعالج به المرضى هو مما خلقه الله تعالى في النبات خاصة، وفي خصائص المواد، وهذه كلها من الله تعالى، ويكون فيها البحث عن العلاج، وقد يستفيد منها بعض الناس، ولا تنفع لغيرهم، وجميعها لا تحول بين الناس والموت الذي لا بد منه.
ناهيك عن الشفاء بالدعاء الذي لا يحتاج إلى دواء، والله هو الشافي في كل الأحوال على الدوام.
13 - تشاقون:
في قوله تعالى: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ (ني) فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) النحل.
هذا قول يخاطب به الله عز وجل يوم القيامة الذين استمروا على مشاققته في الدنيا، إلى أن لاقوه على إشراكهم، فكان حذف ياء التحول علامة استمرار المشاققة التي كانت سبب خزيهم والسوء الذي عليهم.
وسقطت مع حذف الياء نون الوقاية؛ لذهاب سببها.
14 - تشهدون:
في قوله تعالى: (قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (ي) (32) النمل
¥