تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمراودة فيها التصريح بالفعل قولا وفعلا منها، وجاء منه الرد الواضح الصريح في عدم مشاركتها فيما أقدمت عليه ..

فإذا جاء موقف الهم، لا نقول هو هم بالفعل لأنه بشر والهم ليس بذنب ما لم يقع .. الخ

ولكن الهم من الطرفين ها هنا، واضح أنه في أمر آخر بعد وقوع التصريح بالفاحشة من المرأة ..

وهو ما قرره المؤلف باستنتاجه: أن الهم أصبح في هذه المرحلة المتأخرة، هم مدافعة ومجاذبة أو ضرب، هي تفعل به ذلك لابائه ورفضه دعوتها للفاحشة، وهو يفعل بها ذلك محاولا الهرب والنجاة ثم بعد ذلك (واستبقا الباب)

وهذا التفسير يؤكده السياق، وهي أنها انتهت من مرحلة التنفيذ (وراودته .. وغلقت .. وقالت .. )

ثلاثة أفعال متتالية، هي خلاصة فعلها بما نوته وهمت به من قبل ..

لان الهم يسبق الفعل بداهة .. ولا يقال فعلت ثم همت ..

المهم: حسب فهمي لهذه الآية بالذات .. فان تصور المؤلف واستدلاله بسياق الآيات أراه متفقا والتفسير الصحيح ..

وأجمل ما فيه أنه قرر العصمة حتى من الهم بالفاحشة ..

وأضيف من عندي أمر آخر - وهو من الوضوح بمكان -:

أن الهم المنسوب لنبي الله يوسف، أي هم هو؟

كل المفسرين يقولون أنه هم بمطاوعة المرأة لما تدعوا إليه ..

إذا: هو هم بالسوء والفحشاء .. لا مفر من هذا التفسير لمن قال به، وإن تبرر بعدم فعل الهم أو أنه طبع بشري أو غير ذلك .. المهم الواضح أنه همٌ لا يدخل في معناه إلا السوء أو الفحشاء ..

وهو عينه ما نفاه عنه ربه تبارك وتعالى بقوله (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) وكلمتي السوء والفحشاء الألف واللام فيهما جاءتا للاستغراق التام، وكأن المنفي أي سوء أو فحشاء ولو كان هماً في الخاطر والنفس لم يتجاوز الفعل .. وهذا أكمل في باب العصمة كما هو ظاهر ..

وقد أكون مخطئاً .. في كلامي الأخير هذا .. فصححوا لي أو سامحوني على الجرأة ..

ومن كان عنده تعليق على ما ذهب إليه مؤلف كتاب الهم والبرهان .. فليفيدنا مأجوراً ..

بارك الله فيكم جميعا ..

وسدد الله خطانا إلى خير.

ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[22 May 2009, 06:20 ص]ـ

جزاكم الله خيرا ..

أخ عادل اتماما للفائدة ماذا قال المؤلف حيال جملة لولا أن رأى برهان ربه لأنها متعلقة بالهم فيما يظهر؟

ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[22 May 2009, 01:35 م]ـ

شكر الله لك أبا عاتكة ..

المؤلف في كتابه، ذهب إلى أن قوله تعالى (لولا أن رأى برهان ربه) هو بلا تعيين ..

وعرض أقوال المفسرين وردها كلها، وقرر ما اختاره ابن جرير من أنه مهما كان هذا البرهان ما هو فقد حجزه عن الفعل ..

والمؤلف إذ يقول أن الهم متساوٍ من الطرفين في النوع ..

أي أنه هم مدافعة ومجاذبة وضرب لكن بالنسبة ليوسف عليه السلام منعه البرهان من أن يتم همه بها أي ضربها ..

لأن هذا سيكون من أكبر الأدلة على أنه هو المعتدي عليها ..

وللفائدة أخي الكريم ..

أحيلك على مقال فيه كلام مهم جدا عن آية الهم، لابن حزم - رحمه الله - مع التعليق عليه ..

على هذا الرابط:

http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=836531#post836531

والله أعلم.

ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 May 2009, 04:56 م]ـ

نسيت أن اذكر في مشاركتي أمر مهم ..

وهو أن مؤلف كتاب: آية الهم والبرهان المذكور ..

ليس على الجادة في منهجه العقدي ..

بدليل أنه اثنى على ابن عربي صاحب الفتوحات والفصوص ..

ذاكم الصوفي الحلولي الاتحادي الذي كفره خلق من أهل السنة ..

وجدت المؤلف قد اثنى عليه ثناءاً بالغا فقال (ص 90):

الشيخ الأكبر رضي الله عنه ..

وفي الحاشية قال:

يعني الامام محيى الدين محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي المرسي (560 - 638 هـ) عرف بابن العربي وجرى المستشرقون عند كتابة اسمه بحذف (الـ) من العربي فقالوا (ابن عربي) وضاهاهم في ذلك بعض علماء المسلمين للتفرقة بينه وبين الامام المجتهد القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي المعروف بابن العربي (468 - 543 هـ) مخالفين بذلك توقيعه بخطه رضي الله عنه كما وصلنا في كتب التراث وهو (ابن العربي) وهو أدرى باسمه منا، وله مئات المؤلفات، بل وصل بعضهم في عدها إلى الألف، وهو صاحب مدرسة أطلق عليها (الأكبرية) وقد أسلم بمجرد قراءة مؤلفاته الكثير من أوروبا وغيرها، وله تفسير ضخم بلغ فيه نصف القرءان العظيم في ستين مجلدة، ولم يبتل أحد بمثل ما ابتلي بالدس عليه في مؤلفاته. اهـ

هذا كلامه في شيخه ابن عربي المتهم بالزندقة والحلول حتى قال الإمام الذهبي عما وجد في كتبه: إن لم يكن هذا هو الكفر فما في الدنيا كفر ..

والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير