ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Jan 2010, 11:04 ص]ـ
شرحه المناوي في فيض القدير:
(أعطيت مكان التوراة) أي بدل ما فيها، وكذا يقال فيما بعده وهي فوعلة لو صرفت من الورى وهو قدح الزناد من الزند استثقل اجتماع الواوين فقلبت أولاهما تاء، قال الحراني: فهي تورية بما هي نور أعقب ظلام ما وردت عليه من كفر من دعى إليها من الفراعنة فكان فيها هدى ونور
(السبع الطوال) بكسر الطاء جمع طويلة وأما بضمها فمفرد كرجل طوال، وقال ابن الأثير: جمع طولى مثل الكبار في الكبرى وهذا البناء يلزمه الألف واللام والإضافة، وأولها البقرة وآخرها براءة - بجعل الأنفال وبراءة واحدة - وغير ذلك
(وأعطيت مكان الزبور المئين) بفتح الميم وكسر الهمزة فمثناة تحت ساكنة أي السور التي أولها ما يلي الكهف لزيادة كل منها على مئة آية أو التي فيها القصص أو غير ذلك
(وأعطيت مكان الانجيل) من النجل وضع على زيادة إفعيل المزيد، معنى ما وضعت له هذه الصيغة وزيادة يائها مبالغة في المعنى، وأصل النجل استخراج خلاصة الشيء، ومنه قيل للولد نجل أبيه كأن الانجيل استخلص خلاصة نور التوراة فأظهر باطن ما شرع في التوراة ظاهره فإن التوراة كتاب إحاطة الأمر الظاهر الذي يحيط بالأعمال وإصلاح أمر الدنيا وحصول الفوز من عاقبة يوم الآخرة فهو جامع إحاطة الأمر الظواهر، والانجيل كتاب إحاطة الأمر الباطن يحيط بالأحوال النفسانية التي بها يقع لمح موجود الآخرة مع الاعراض عن إصلاح الدنيا بل مع هدمها والفرقان هو الكتاب الجامع المحيط بالظاهر والباطن
(والمثاني) وهي السور التي آيها مئة أو أقل أو ماعدا السبع الطوال إلى المفصل: سمي مثاني لأنها أثنت السبع، أو لكونها قصرت عن المئين وزادت على المفصل أو لأن المئين جعلت مبادئ والتي تليها مثاني ثم المفصل وقيل غير ذلك
(وفضلت بالمفصل) بضم الميم وفتح الفاء ومهملة مشددة ويسمى المحكم وآخره سورة الناس اتفاقاً، وهل أوله الحجرات أو الجاثية أو القتال أو ق أو الصافات أو الصف. أقوال، رجح النووي وتبعه القاموس: الأول، وله طوال وأوساط وقصار مفصلة في الفروع وغيرها.
(طب هب) وكذا أحمد وكأن المصنف ذهل عنه وإلا لقدمه في العزو إليه على عادته (عن واثلة) بكسر المثلثة ابن الأسقع، قال الهيتمي: وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه النسائي وغيره أهـ وأقول فيه أيضاً عمرو بن مرزوق أورده الذهبي في الضعفاء، وقال كان يحيى بن سعيد لا يرضاه فنصيب الهيتمي لا يرضاه الجناية برأس عمران وحده خلاف الأنصار.
قلت ورمز السيوطي لحسنه لعله لاعتضاده برواية أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أعطاني ربي السبع الطول مكان التوراة. والمائين مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل ".
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة ويعتبر بحديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورواية أبي الجلد عند ابن الضريس رقم 127 ورواية أبي قلابة رقم 157
وانظر المسند 4/ 107 لرواية سيدنا واثلة رضي الله عنه المشار إليها
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jan 2010, 11:25 ص]ـ
كلام جميل ومنطقي يا أستاذ عبد الله جلغوم
وننتظر المزيد في بيان هذه المسألة
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Jan 2010, 10:45 ص]ـ
باسم الله
هذا الأثر يقسم القرآن أربع مجموعات:
- الطوال
- المئين
- المثاني
- المفصل
ولا أظن الإعجاز العددي هو المراد فقط كما قد يُفهم أستاذنا الكريم ..
بل المراد به ما هو أشمل من أسرار القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه، وخاصة الموضوعات والألفاظ تبع.
السياق يبين المفاضلة بين القرآن والكتب السابقة؛ غير المعلومات الموثقة تنقصنا للمقارنة بين هذه المجموعات وبين تلك الكتب، والقرآن متضمن لمعاني تلك الكتب وزيادة كما لا يخفى.
الأثر يذكر الطوال ج طويلة وصفاً؛ لا الطوليات جمع الطولى التفضيلية.
معيار عد الآي ليس وحده الذي يبين طول السورة (كما في سورة الشعراء: آياتها قصار مقارنة بآل عمران والأعراف).
فهناك عدد الكلمات وهناك عدد الحروف المكتوبة وهناك أيضاً وهو الأدق والأضبط: عدد الأصوات المنطوقة فعلاً.
تبدأ الطوال بالبقرة وتنتهي بالتوبة (وهما قدر يومين في تحزيب الصحابة).
وحذف البسملة من براءة جعلهم يعاملون سورة الأنفال والتوبة كالسورة الواحدة، وإن كانتا سورتين اتفاقاً.
وقارئ هذه السور يأخذ منها هدايات لا يجدها في المئين والعكس.
مثال: الحج في البقرة يذكر الأعمال الظاهرة وفي سورة الحج يذكر الأعمال القلبية (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ... ).
تبدأ المئون من يونس (ذوات: ألر) إلى القصص.
تبدأ المثاني كما بدأت المبادي: (ألم) من العنكبوت حتى الحجرات.
يبدأ المفصل من ق حتى الناس. يؤيده أن تحزيب الصحابة السباعي كان يبدأ 3، 5، 7، 9، 11، 13، المفصل (تفسير سورة ق ابن كثير).
وقد بنى سعيد حوى تفسيره على هذا.
والله تعالى أعلم.
¥