تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

9] كونهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، قال تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {79}

10] أكلهم الربا واستحلالهم أموال غيرهم بالباطل مع حرمة ذلك في شريعة موسى ـ عليه السلام ـ قال تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} {النساء161}

وقال تعالى: {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {62} {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {63} {المائدة}

وقال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} {آل عمران75}

وغير ذلك من خصالهم الذميمة التي فصلها القرآن تفصيلا في غير ما موضع منه، ولولا خشية الإطالة لبينا ذلك، وكذلك أتت السنّة المطهرة ببيان كثير من هذه الخصال ونترك المجال للقاريء الكريم بالرجوع إليها.

وهنا يثور في النفس سؤال مؤداه:

ما سر التطابق في الخصال التي سقناها بين بني إسرائيل حقيقة، وبين هؤلاء المعاصرين لنا وهم ليسوا من بني إسرائيل أصلا وإنما هم شتات تجمعوا من كل حدب وصوب؟


ما تم ذكره كان ضمن أمسية تأملية في الواقع الذي نعيشه من أحداث مريرة تعيشها غزة المسلمة وشعبها المجاهد البطل بأرض الرباط في فلسطين، ضمت معي شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عبد الغني أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف كلية أصول الدين الأم بالقاهرة وأثمر هذا التأمل عن المقال السابق وما نتج عنه من تساؤل.
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
جزاكما الله خيراً - أَخَوَيَنا الفاضلين: د. عبد الفتاح خضر، و د. عبد الفتاح عبد الغني - على هذه المقالة، و تلك المدارسة، لتلك المسألة المهمة المعاصرة؛ استهداءً بآيات القرآن الكريم، و حديثه عن الأمم و الأقوام السابقة و المعاصرة لأمّة الإسلام؛ لنستخلص العِظةَ و العِبْرة، و لنتجنَّب عاقبتهم و سوء مصيرهم
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. [يوسف: 111]

- و بخصوص التطابق في الصفات بين هؤلاء المنحرفين من بني إسرائيل المذكورين في القرآن الكريم و بين اليهود المعاصرين:
1 - فلا شك في أن اليهود المعاصرين ليسوا كلّهم من سلالة بني إسرائيل؛ فمن الثابت علميا و تاريخيا دخول أقوام أخرى من أجناس أخرى في اليهودية، و من أشهرهم شعوب الخزر حول البحر الأسود؛ كتب الدكتور عبد الوهاب المسيري - رحمه الله - في " موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية ": (نشر كوستلر [كاتب يهودي وُلد في المجر وتَعلَّم في النمسا وألمانيا] عام 1955 كتاباً بعنوان قافلة الديناصور يضم دراسة بعنوان «يهودا في مفترق الطرق» والتي أشار فيها إلى عدم صحة القول بوجود تراث حضاري يهودي مشترك. وفي كتابه القبيلة الثالثة عشرة: إمبراطورية الخزر وميراثها (1976) يناقش كوستلر ظهور إمبراطورية الخزر اليهودية وما يسميه «الشتات الخزري». وقد أثار الكتاب ضجة في الأوساط اليهودية والصهيونية عند صدوره. فالكتاب يذهب إلى أن يهود بولندا، الذين كانوا يشكلون أهم وأكبر تَجمُّع يهودي في العالم، هم من نسل الخزر وبالتالي فهم مختلفون عرْقياً وثقافياً عن بقية يهود العالم وعن العبرانيين القدامى). اهـ

2 - و لا شك في استمرار اجتماع اليهود قديما و حديثا على صفاتٍ مذمومة - كتلك المذكورة في القرآن الكريم؛ كما في المقالة و الاقتباس أعلاه -؛ قال تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا}. [المائدة: 13]، و قد قال عبد الله بن سلام - و كان من أشراف يهود المدينة و سادتهم -:: (إنَّ اليهود قومٌ بُهْت)، قالها عقب إسلامه؛ لَمّا كَذّبه اليهود بعد أن عرفوا بإسلامه، و كانوا قد مدحوه قبل ذلك و أَثنوا عليه.

3 - و لَمّا كان من المتعذَّر علمياً تعميم تعليل وجود تلك الصفات بالانتقال الوراثي عبر الأجيال؛ لم يَتَبَق سوى التعليل باشتراكهم و اجتماعهم على عقائد و أقاويل واحدة، يعتقدونها و يَدينون بها و يؤمنون؛ كالتوراة المُحَرَّفة، و التلمود، و كتب القبّالاه.

و الله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير