تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء ...

ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[14 Sep 2010, 10:19 م]ـ

يخبر تعالى بلطفه بعباده ليعرفوه، ويحبّوه، ويتعرّضوا للطفه وكرمه ..

واللّطف من أوصافه تعالى، ومعناه: الذي يدرك الضمائر والسّرائر، الذي يوصل عباده وخصوصاً المؤمنين إلى ما فيه الخير لهم من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون.

فمن لطفه بعبده المؤمن أن هداه إلى الخير هدايةً لا تخطر بباله بما يسَّر له من الأسباب الدّاعية له إلى ذلك، من فطرته على محبة الحق والانقياد له.

وإيزاعه لملائكته الكرام أن يُثبّتوا عباده المؤمنين ويحثّوهم على الخير، ويُلقوا في قلوبهم من تزيين الخير ما يكون داعياً لأتباعه.

ومن لطفه أن أمر المؤمنين بالعبادات الاجتماعية التي بها تقوى عزائمهم، وتنبعث هممهم، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه واقتداء بعضهم ببعض

ومن لطفه أن قيّض كل سبب يعوقُه ويحولُ بينه وبين المعاصي، حتى إنّه تعالى إذا علم أنّ الدنيا والمال والرياسة ونحوها مما يتنافس فيه أهل الدنيا تقطع عبده عن طاعته أو تحمِلُه على الغفلة عنه أو معصيته، صرفها عنه وقَدَر عليه رزقه، ولهذا قال "يرزق من يشاء" بحسب اقتضاء حكمته ولطفه. " وهو القوي العزيز" الذي له القوّة كلُّها، فلا حول ولا قوّة لأحدٍ من المخلوقين إلا به، الذِّي دانت له جميع الأشياء.

انتهى تفسير الشيخ السعدي رحمه الله لهذه الآية الكريمة، غفر الله له، وأكرم منزلته، وأسكنه الفردوس الأعلى .. اللهم آمين ..

ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[07 Oct 2010, 12:24 م]ـ

الإشراقة الثانية:إن ربِّي لطيفٌ لما يشاء

من لُطفِ الله بعبده أن يبتليه ببعض المصائب، فيُوفِّقه للقيام بوظيفة الصبر فيها، فيُنيله رفيع الدَّرجات وعالي الرُّتب، وأن يُكرمه بأن يُوجد في قلبه حلاوة روح الرَّجاء وتأميل الرَّحمة وانتظار الفرج، وكشف الضُّر فيخِف ألمه وتنشط نفسه.

ومن لُطف الله بِعبده أن يُقيِّض له إخواناً صالحين ورفقاء مُتَّقين، يُعينونه على الخَير ويَشُّدون من أزره في سُلوك سبيل الاستقامة، والبُعد عن سبيل الهلاك والانحراف.

*******

الإشراقة الثَّالثة: إنّ الله يُدافِعُ عن الذين آمنوا

هذا إخبارٌ ووعد وبِشارة من الله للذِّين آمنوا، أنَّ الله يدفع عنهم كل مكروه، ويَدفع عنهم بسبب إيمانهم كُلَّ شُرور الكُفّار وشروروسوسة الشَّيطان، وشُرورأنفسهم، وسيئاتِ أعمالهم، ويحملُ عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحمَّلون، فيُخَفِّفَ عنهم غاية التَّخفيف، وكلَّ مؤمن له من هذه المدافعة والفضِّيلة بحسب إيمانه فمُستَقِل ومُستكثر.

ـ[زمرد]ــــــــ[08 Oct 2010, 07:47 ص]ـ

شكر الله لك أم عبدالباري

اللهم يالطيف ألطف بنا.

ويوجد فرق بين لطف "به"، ولطف "له" مذكور في نونية ابن القيم وفي غيرها والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير