[ماهى مهمة النبى موسى الى فرعون دعوته للتوحيد ام انقاذ بنى اسرائيل؟]
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[05 Oct 2010, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
معلوم ان الله تعالى امر نبيه موسى بالذهاب الى مصر لملاقاة فرعون ولكنى كلما تلوت الآيات المتعلقة بهذه القصة فى مواضعها يرد على خاطرى أمر احببت ان اعرضه على مشايخى واخوانى طلاب العلم وهو
معلوم ان فرعون طغى وتكبر وادعى الربوبية (انا ربكم الاعلى) وكذا ادعى الالوهية (ماعلمت لكم من إله غيرى) ولما كان يحكم دولة عظيمة وقتئذ وبالتالى تكون الفتنة عظيمة فكان من الحكمة ان يرسل الله اليه رسولا يرده عن غيه ويظهر له انه عبد ضعيف مربوب لله رب العالمين وان تكون مهمة هذا الرسول دعوة فرعون وقومه للتوحيد
ولكن عندما ننظر الى اول لقاء بين فرعون والنبى موسى نجد ان طلب موسى هو (أن أرسل معنا بنى اسرائيل) الشعراء 17
(فأرسل معى بنى اسرائيل) الاعراف 105 (فأرسل معنا بنى اسرائيل ولاتعذبهم) طه 47
والسؤال لماذا لم يبدا نبى الله بالاهم وهو الحوار مع هذا المغرور فى امر التوحيد بل بدا وكأن مهمته قاصرة على نجاة بنى اسرائيل
نعم حدث بعد ذلك حوار فى امر الدين ومن هو رب العالمين وقد افحمه نبى الله واظهر كذبه على الملأ مؤيدا بآيات ربانيه
ولكن هنا سؤال افتراضى مهم جدا
لنفرض ان فرعون اطاع موسى فى اول لقاء وارسل معه بنى اسرائيل هل بهذا تكون مهمة موسى قد انتهت؟
والذى يزيد من الاشكال عندى انه فى سورة الشعراء كان التوجيه لموسى واضحا (فأتيا فرعون فقلا إنا رسول رب العالمين 16
(أن أرسل معنا بنى إسرائيل) 17
واين الدعوة للتوحيد وهى مهمة الرسل الاولى
ارجو من مشايخى واخوانى طلاب العلم الافادة ماجورين بارك الله فيكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Oct 2010, 04:34 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا معاذ
لقد سبق وأن طرح هذا السؤال من قبل الأخ الفاضل منيب عرابي عل هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20176 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20176)
وقد أجبته بالتالي:
أخي الكريم منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:
"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) " سورة الأعراف
"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) " سورة طه
"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) " سورة الشعراء
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف (5)
إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.
أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) "
أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)
ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها، قال تعالى:
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر (24)
أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.
والسلام عليكم ورحمة الله
¥