تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تشاد .. هجرة إلى "كتاتيب الأشجار" في سبيل حفظ القرآن]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Oct 2010, 08:12 ص]ـ

صبحي مجاهد

إنجمينا - إسلام أون لاين

عشرات من الصبية والفتيات يتحلقون حول أحد المشايخ تحت أحد الأشجار أو قرب أحد الجدران مفترشين الأرض يستظل بعضهم بالأشجار وأكثرهم بالسماء .. يمسكون بألواح خشبية عتيقة يدونون عليها ما حفظوه من كتاب الله، فيما ترتفع أصواتهم بين الفينة والأخرى وهم يرددون بصوت واحد إحدى السور القصار، فيما يظل شيخهم يصول ويجول مصححا لهم أخطاءهم ... هذا نموذج لما يدور في "كتاتيب الأشجار" أو "الخلاوي القرآنية" التي تنتشر على نطاق واسع في معظم المدن والقرى التشادية، وتجذب التشاديون من كل حدب وصوب لحفظ القرآن بها.

وتختلف "كتاتيب الأشجار" عن "الخلاوي القرآنية" – بحسب مراسل "إسلام أون لاين"- في حجمها حيث أن كتاتيب الأشجار بمثابة خلاوي صغيرة، وقد تتزايد تلك الكتاتيب من فترة لأخرى حيث يأتي المشايخ من مختلف الأماكن في تشاد فيجعلون لأنفسهم مقرأة أو خلوة قرآنية.

وتعد "كتاتيب الأشجار" من أهم المظاهر المعروفة بين التشاديين لحبهم الشديد تعليم أبنائهم ـ ذكور وإناث ـ قراءة وحفظ القرآن الكريم، ونادرا ما تجد فردا في المجتمع التشادي لم يدخل تلك الكتاتيب في يوم من الأيام (تبلغ نسبة المسلمين في تشاد 85%).

المهاجرون

والشيخ الذي يقوم بتعليم القرآن غالبا لا يكون من نفس البلد، وأعلى لقب في تحفيظ القرآن في تشاد ـ بحسب ما قاله بعض مشايخ الكتاتيب لـ"إسلام أون لاين"- هو " الجوني أو الغوني " ويأتي له الغلمان من مسافات بعيدة فيبيتون معه ويصبحون معه ويعيشون معه ويطلق على هؤلاء المهاجرون لحفظ القرآن.

و يصل عدد الذين يحفظون لدى الشيخ في كتاتيب الأشجار عشرون طفلا أغلبهم يطلق عليهم مهاجرون لكونهم يهاجرون من أماكن بعيدة في تشاد لشيوخ في ولايات أخرى لحفظ القرآن، فيصبح هناك أطفال يحفظون في الكتاب من أماكن بعيدة ترسلهم عائلتهم للشيخ بلا مال، ويدعم الأهالي الكتاتيب ومشايخها بزكواتهم وصدقاتهم.

صدقات وزكوات وعمل

وعن كيفية اكتساب مشايخ الكتاتيب رزقهم، يقول الشيخ "الجوني" موسى - صاحب أحد الكتاتبيب ولديه خلوة قرآنية - لـ"إسلام أون لاين": " إن شيخ الكتاب ليس لديه عمل سوى التحفيظ وعادة يتكسب قوت يومه من الزكاة التي يدفعها التشاديون لتلك لمشايخ الكتاتيب حيث تعد تلك الزكاة في سبيل الله، كما أن الأبناء الذين يحفظون في الكتاب ـ لاسيما من المهاجرين الآتين من أماكن بعيدة ـ أغلبهم يعمل في الزراعة ويأتون بشوال من صاحب أرض الزراعة يعطيه إياهم لشيخهم في سبيل الله ".

وبين أنه لا يوجد حصر لعدد مشايخ الكتاتيب في تشاد لكن يوجد ألف محفظة من النساء معروفات لتعليم النساء من كبار السن.

وأشار الشيخ موسى ـ إلى أنه يعمل في تحفيظ القرآن في تشاد منذ عام 1959، وأن عدد من ختم القرآن عنده 1200 طفل وطفلة، بينما حفظ القرآن كاملا منهم 400 طفل أتوا من تشاد والكاميرون ونيجيريا.

وأضاف أن العمل بكتاتيب الأشجار، والخلوات القرآنية ـ وهي الاماكن الواسعة التي يتم التحفيظ فيها ـ تعمل يوميا وتأخذ اجازة من بعد عصر الأربعاء حتى عصر الجمعة.

وعن قضية تسول أطفال الكتاتيب بعد انتهاء درس تحفيظ القرآن قال:" هناك شيوخ كتاتيب لا يهتمون يمهنة الولد في كسب الرزق حتى وإن كان من التسول، لكن هناك مشايخ يعتبرون هؤلاء الأبناء أبنائهم ويوجهونهم للأعمال العادية لاكتساب رزقهم ".

تاريخ الكتاتيب

وحول تاريخ تلك الكتاتيب يقول الدكتور بكر العشري ـ المتخصص في الحياة التشادية والتأصيل التاريخي لها، وصاحب بحث "الكتاتيب الغراء في أفريقيا المتاخمة جنوب الصحراء" ـ لـ" إسلام أون لاين ":" إن الإسلام دخل لتشاد من وقت مبكر ولم تكن تشاد تسمى بهذا الإسم فقد قامت على أرضها ممالك إسلامية بعد أن دخل الإسلام في القرن الأول الهجري، فظهرت مملكة كانم الإسلامية، وكانت امبراطورية ضخمة، حيث كانت رابع دولة على مستوى العالم وكنت تلك الأمبراطورية تتبع الخليفة العباسي في مصر، وكانت هناك مراسلات بين مصر ومملكة كانم، وكان يوصف ملكها بظهير الإمامة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير