تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نكتة]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:59 ص]ـ

لقد شبه الله تعالى قلوب الذين كفروا من بني إسرائيل في قسوتها بالحجارة ثم أضرب عن ذلك فما هي النكتة البلاغية في قوله تعالى:

"فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً"؟

موضوع للمدارسة

ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Oct 2010, 11:18 ص]ـ

ويضاف إلى ذلك سؤال عن نكتة أخرى وهي: لماذا لم يصغ القرآن أفعل التفضيل من فعل (قسى) فلم يقل: (فهي كالحجارة أو أقسى) بل قال: (أو أشد قسوة)؟

ثم لماذا اختار الله تشبيه هذه القلوب بالحجارة دون غيرها من الأشياء الصلبة كالحديد وغيره؟

ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[24 Oct 2010, 02:18 م]ـ

السلام عليكم

قال صاحب كتاب غرائب القران ورغائب الفرقان:

"

قوله {ثم قست قلوبكم} الآية. خطاب لأولئك اليهود الذين كانوا في زمن موسى، أو للذين هم في زمن محمد صلى الله عليه وسلم من بعد ذلك الإحياء، أو من بعد ذلك الذي عددنا من جميع الآيات الباهرات والمعجزات الظاهرات. ومعنى «ثم» استبعاد القسوة من بعدما يوجب اللين والرقة. وصفة القلوب بالقسوة والغلظ مثل لنبوّها عن الاعتبار والاتعاظ فهي كالحجارة مثلها في القسوة، أو هي أشد قسوة من الحجارة. فمن عرفها شبهها بالحجارة أو قال هي أقسى من الحجارة، ويجوز أن يقدر مضاف أي هي كالحجارة أو مثل أشد قسوة. فمن عرفها شبهها بالحجارة أو بجوهر أقسى من الحجارة كالحديد مثلاً. وإنما قيل: أشد قسوة مع إمكان بناء أفعل التفضيل من فعل القسوة، لكونه أدل على فرط القسوة، أو لأنه لم يقصد معنى الأقسى ولكن قصد وصف القسوة بالشدة كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة وقلوبهم أشد قسوة منها، وحذف هذا الراجع لعدم الالتباس نحو: زيد كريم وعمر أكرم. وكلمة «أو» ههنا ليست للشك، فعلام الغيوب لا يشك في شيء، وإنما هي للتخيير بأيهما شئت شبهت فكنت صدوقاً، ولو جمعت بينهما جاز. ثم أخذ في بيان فضل قلوبهم على الحجارة في شدة القسوة فقال {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} أي إن منها للذي فيه خروق واسعة يتدفق منها الماء الغزير، وإن منها للذي ينشق انشقاقاً طولاً أو عرضاً فينبع منه الماء وذلك بحسب كثرة المادة وقلتها، فإن الأبخرة تجمع في باطن الأرض ".

ولم شبه قلوبهم بالحديد مع أنه أصلب من الحجارة، لأن الحديد قابل للين فإنه يلين بالنار، وقد لان لداود عليه السلام، والحجارة لا تلين قط ..

والله أعلم

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Oct 2010, 03:22 م]ـ

الحجارة أيضاً تلين وليس هناك جوهر على الأرض لا يلين إذا عُرّض لدرجات كبيرة من الحرارة. الإضراب عن تمثيل القلوب بقسوة الحجارة الى ما هو أقسى منها. تبياناً وتنبيهاً لغفلة أصحابها لعلهم يعتبرون من شدة الوصف المقترن تارة بالحجارة وتارة الى ما هو أشد منها. فيترك ذلك اثراً صعباً على النفس يُدرك عند أصحاء القلوب بالرجوع والإنابة. نعم الحجارة قاسية ولكن رغم قسوتها إلا أنها تلين بتفجر الماء أحياناً وبالهبوط من خشية الله أحياناً أخر. فائدة الإضراب هي التنبيه في تنوع تلك القلوب بين ما هو قاسٍ وبين ما هو أقسى منه فينتبه منه الغافل ويستدرك منه المترنح اللعوب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير