تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كَذَ?لِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ?59? - بني إسرائيل ورثت مصر!!

ـ[منيب عرابي]ــــــــ[02 Nov 2010, 10:44 ص]ـ

السلام عليكم

فأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ?57? وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ?58? كَذَ?لِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ?59?

قرأت في التفسير أن الهاء تعود على مصر ... أي أن قوم فرعون خرجوا من مصر ذو البساتين والأنهر والكنوز والمقام الكريم ثم غرقوا في البحر ... فأورث الله بني إسرائيل أرض مصر ... كيف؟

هل عاد بني إسرائيل إلى مصر بعد حادثة البحر ... ألم يكملوا طريقهم إلى الشرق إلى سيناء قاصدين الأرض المقدسة ثم حصل معهم التيه .. الخ؟

كيف أورث الله بني إسرائيل مصر؟

ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[02 Nov 2010, 01:44 م]ـ

الأخ الكريم منيب

قد تجد الإجابة في هذا المقال المأخوذ من صفحة مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية:

نص القرآن الكريم، في سورة يوسف، على دخول يعقوب، عليه السلام، وجميع أبنائه مصر، والآيات الكريمة توحي بأنهم قد سكنوها واستقرّوا فيها. وليس هناك ما يشير إلى أنهم لم يخرجوا منها حتى أخرجهم موسى، عليه السّلام. ومعلوم في التاريخ أنّ المدّة بين يوسف وموسى، عليهما السلام، لا تقل عن أربعمائة وخمسين سنة. ومعلوم أيضاً أنّ مُلك الهِكسوس، وكذلك الفراعنة من بعدهم، قد شمل بلاد الشام. على ضوء ذلك من المتوقّع أن ينتشر أبناء يعقوب، أي أبناء إسرائيل، وأحفاده خارج القطر المصري، ولا مسوّغ للجزم ببقائهم جميعاً في مصر. هذا يفسر ما ورد في لوح مرنبتاح ابن رمسيس، والمعروف عند المؤرخين بلوح إسرائيل، حيث ينص الفرعون مرنبتاح على إبادته لإسرائيل التي كانت تسكن بلاد الشام. والعبارة الواردة في اللوح هي: " وإسرائيل أُبيدت ولن يكون لها بذرة ".ويبدو أنّ قطاعاً من المستضعفين من بني إسرائيل قد تسرّبوا، فارّين من الاضطهاد الفرعوني، وانضموا إلى أقاربهم الذين سبقوهم إلى بلاد الشام، خلال السنين المتطاولة التي سبقت عصر الاضطهاد، مما جعل مرنبتاح يعمل على اجتثاث هؤلاء، حتى لا يكونوا بؤرة جذب لكل من يصبو إلى التحرر من عبودية الفراعنة. ومما يؤكّد ذلك ما ورد في بند من بنود معاهدة عُقدت بين أحد ملوك الفراعنة وملك الحيثيين، حيث ينص هذا البند على تسليم الهاربين والمجرمين والمهاجرين من إحدى الدولتين إلى الأخرى.

جاء في الآية 83 من سورة يونس:" فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ... " وهذا يعني أنّ قلّة من الشباب هم الذين آمنوا لموسى، عليه السلام، أمّا بقيّة الشعب من بني إسرائيل فاختلفت مواقفهم؛ فمنهم من استمرأ الذل وركن إلى الواقع، ومنهم من هو على استعداد أن يلحق بالمؤمنين في حال هجرتهم. ولا يُتصوّر أن يخرج الشعب الإسرائيلي بالكامل، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الفراعنة، ممن هم مثل قارون: " إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ... " القصص:76. بل إنّ هناك ملأ من بني إسرائيل كانوا يعملون لصالح نظام الفراعنة، بدليل قوله تعالى في آية سورة يونس:" على خوف من فرعون وملئهم ... " وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف، بل هو أكثر من ذلك، أن يخرج خلسة، وأنّى لغير المؤمن منهم أن يثق بموسى، عليه السلام، فيخرج إلى عالم المجهول؟! بهذا نكون قد خلصنا إلى نتيجة تقول: هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى، عليه السلام، إلى مصر. ولا يوجد ما يُثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى، عليه السلام، بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية في مصر وتخرج فقط الأقلية المؤمنة ومن يواليها ويتبعها لسبب أو آخر.

هناك أدلة كثيرة تُثبت أنّ فرعون الخروج هو مرنبتاح بن رمسيس الثاني. ولا مجال هنا لتقديم هذه الأدلة، ولكن من اللافت أنّ الوثائق الفرعونية تنص على حصول فوضى واضطرابات بعد موت مرنبتاح، بل نجد أنّ السلطة الفرعونية تتهاوى ويسيطر على العرش شخص يوصف بأنّه آسيوي سمّته بعض المصادر (أرسو). ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق فرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل، على كل ما تركه الفرعون وأركان سلطته. انظر قوله تعالى: " فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير