[هل الإبحار في السفن أمر معروف عند العرب؟]
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Oct 2010, 09:57 ص]ـ
فَإِذا رَكِبوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَى البَرِّ إِذا هُم يُشرِكونَ ?65? - الفرقان
أعتقد أن الله عز وجل ضرب مثل هذا المثل أكثر من مرة في القرآن .... هل كان الإبحار في السفينة معروف لدى العرب؟ ألم يكن الإبحار بالسفينة غير مشتهر ولا يفعله إلا النادر من الناس؟ أم أن الأمر غير ذلك؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 Oct 2010, 12:02 م]ـ
في الباب حديث الجساسة الذي أخرجه مسلم في صحيحه وفيه عن تميم الداري أنه (ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ... ) الحديث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2010, 03:55 م]ـ
العرب في اليمن وساحل البحر الأحمر وأطراف الخليج العربي يعرفون البحر، وأَشعارُ العربِ في الجاهلية فيها ذكرٌ كثيرٌ للسُّفنِ والبَحرِ مِمَّا يدل على معرفتهم بها وركوب بعضهم لها.
ومن ذلك قول طرفة بن العبد وكان يعيش على الشاطي الشرقي للجزيرة العربية يصف مركب صاحبته خولة المالكية:
كَأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً = خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِنٍ = يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا = كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[14 Oct 2010, 05:05 م]ـ
وكذلك ما ورد من بنائهم الكعبة بحطام سفينة، وهجرة المسلمين الأولى للحبشة عن طريق البحر، وهروب عكرمة بن أبي جهل رض1 يوم فتح مكة إذ لحقت به امرأته وقد همّ أن يركب السفينة، وسؤالهم رسولَ الله صل1 عن تطهرهم بماء البحر.
وإحاطة الجزيرة العربية بالماء، يجعل أحدا لا يشك في معرفتهم البحر وركوبه، إن لم يكونوا أسبق الأمم في معرفة ذلك، لا سيما مع ما عُلم عن حضارتهم من إقامة السدود والدور العالية، وما رجحه بعض الباحثين - كالدكتور سفر الحوالي شفاه الله - من أن جنوب الجزيرة كان أصل الحضارات قاطبة، وما ورد من أن أصل أهل التبت (في الصين) من حِميَر (في اليمن)، إن ثبت يدل على انتقالهم إليها عن طريق المحيط الهندي، وغير ذلك من شواهد كثيرة تؤكد معرفتهم الجيدة بالبحر وصناعتهم السفن.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:46 م]ـ
فوائد جميلة شكر الله لكم جميعا.
وأشكر صاحب الموضوع على سؤاله الطريف والمفيد، إذ من القواعد القرآنية: مراعاة معهود العرب في الخطاب.
قال ابن عاشور:
" والسير في البر معروف عند العرب، وكذلك السير في البحر. كانوا يركبون البحر إلى اليمن وبلاد الحبشة، وكانت لقريش رحلة الشتاء إلى اليمن وقد يركبون البحر لذلك. وقد وصف طرفة بن العبد السفن وسيرها، وذكرها عمرو بن كلثوم في معلقته، والنابغة في داليته"ا. ه. عند آية 22 من سورة يونس
أما أبيات طرفة بن العبد فقد أوردها الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقه الله.
وأما ما ذكره عمرو بن كلثوم فقوله في آخر معلقته:
ملأنا البرَّ حَتّى ضَاقَ عَنَّا = وَظَهْر البَحرِ نَمْلؤُه سَفِينَا
وأما ما ذكره النابغة فقوله في داليته يعتذر إلى النعمان:
فَمَا الفُراتُ إِذَا هَبَّ الرِّيَاحُ لَهُ = تَرمِي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزَّبَدِ
يَمُدّهُ كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ = فِيهِ رِكَامٌ مِنَ اليِنبوتِ والخَضَدِ
يَظَلُّ مِنْ خَوفِهِ، المَلاَّحُ مُعتَصِماً = بالخَيزُرانَة، بَعْدَ الأينِ والنَّجَدِ
يَوماً، بأجوَدَ مِنهُ سَيْبَ نافِلَةٍ = وَلاَ يَحُولُ عَطاءُ اليَومِ دُونَ غَدِ