تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عقدي في معنى آية]

ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[16 Oct 2010, 12:58 ص]ـ

يقول الله تعالى:

(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15)

حين نثبت صفة الاستهزاء لله تعالى المقيدة بمقابلة من استهزأ به سبحانه هل هناك فرق بين أن نقول:

1 ـ هو استهزاء حقيقي يليق بجلاله وعظمته بلاتمثيل ولاتعطيل ولاتكييف ولاتشبيه ...

و

2ـ هوبمعنى مجازاتهم على استهزائهم.

هل هناك فرق بين التعبيرين؟

أرجو التوضيح بارك الله فيكم.

ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:11 ص]ـ

ألا يمكن الجمع بين المعنيين؟؟ إستهزاء من الله يليق بجلاله كسائر الصفات و يكون ذلك لمجازاتهم على استهزائهم؟

لكن إن قلنا بمعنى مجازاتهم على استهزائهم فقط فهذا فيه صرف للفظ عن ظاهره، أليست المجازاة على استهزائهم تضمنتها خاتمة الآية، ويمدهم في طغيانهم يعمهون؟!

والله أعلم

ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:58 ص]ـ

ألا يمكن الجمع بين المعنيين؟؟ إستهزاء من الله يليق بجلاله كسائر الصفات و يكون ذلك لمجازاتهم على استهزائهم؟

لكن إن قلنا بمعنى مجازاتهم على استهزائهم فقط فهذا فيه صرف للفظ عن ظاهره، أليست المجازاة على استهزائهم تضمنتها خاتمة الآية، ويمدهم في طغيانهم يعمهون؟!

والله أعلم

بارك الله فيكم ....

هل يمكن توضيح الإجابة أكثر؟!

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Dec 2010, 04:31 ص]ـ

زيادة في توضيح ما تفضل به الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين هذا نقل من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى حول هذه المسألة أرجو أن فيه بياناً شافياً.

قال رحمه الله - كما في مختصر الصواعق المرسلة (ص250):

(الله تعالى لم يَصِفْ نفسَهُ بالكيدِ والمكْرِ والخداعِ والاستهزاءِ مُطْلَقاً، ولا ذلكَ داخلٌ في أسمائِهِ الْحُسْنَى، ومَنْ ظَنَّ مِن الْجُهَّالِ الْمُصَنِّفِينَ في شَرْحِ الأسماءِ الْحُسْنَى أنَّ مِنْ أسمائِهِ الماكرَ المخادِعَ المستهزئَ الكائدَ فقدْ فَاهَ بأمرٍ عظيمٍ تَقْشَعِرُّ منهُ الجلودُ، وتَكادُ الأسماعُ تُصَمُّ عندَ سماعِهِ، وغَرَّ هذا الجاهلَ أنَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أَطْلَقَ على نفسِهِ هذهِ الأفعالَ فاشتَقَّ لهُ منها أسماءً، وأسماؤُهُ كلُّها حُسْنَى فأَدْخَلَها في الأسماءِ الْحُسْنَى، وأَدْخَلَها وقَرَنَها بالرحيمِ الودودِ الحكيمِ الكريمِ. وهذا جَهْلٌ عظيمٌ فإنَّ هذهِ الأفعالَ ليستْ ممدوحةً مُطْلَقاً، بلْ تُمْدَحُ في مَوضعٍ وتُذَمُّ في مَوضعٍ، فلا يَجوزُ إطلاقُ أفعالِها على اللهِ مُطْلَقاً، فلا يُقالُ: إنَّهُ تعالى يَمْكُرُ ويُخادِعُ ويَستهزئُ ويَكيدُ، فكذلكَ بطريقِ الأَوْلَى لا يُشْتَقُّ لهُ منها أسماءٌ يُسَمَّى بها، بلْ إذا كانَ لَمْ يَأْتِ في أسمائِهِ الْحُسْنَى الْمُريدُ ولا المتكلِّمُ ولا الفاعلُ ولا الصانعُ؛ لأن مُسمَّيَاتِها تَنقسمُ إلى ممدوحٍ ومَذمومٍ، وإِنَّمَا يُوصَفُ بالأنواعِ المحمودةِ منها، كالحليمِ والحكيمِ، والعزيزِ والفعَّالِ لِمَا يُريدُ، فكيفَ يكونُ منها الماكرُ المخادعُ الْمُستهزئُ.

ثُمَّ يَلْزَمُ هذا الغالطَ أن يَجْعَلَ مِنْ أسمائِهِ الْحُسْنى الداعيَ والآتيَ، والجائِيَ والذاهِبَ والقادمَ والرائدَ، والناسِيَ والقاسمَ، والساخطَ والغضبانَ واللاعنَ إلى أضعافِ ذلكَ مِن الأسماءِ التي أَطْلَقَ على نفسِهِ أفعالَها في القرآنِ، وهذا لا يَقولُهُ مُسلمٌ ولا عاقلٌ.

والمقصودُ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ لم يَصِفْ نفسَهُ بالكيدِ والمكْرِ والْخِداعِ إلاَّ على وجهِ الجزاءِ لِمَنْ فَعَلَ ذلكَ بغيرِ حَقٍّ، وقدْ عُلِمَ أنَّ المجازاةَ على ذلكَ حسنةٌ مِن المخلوقِ، فكيفَ مِن الخالقِ سُبحانَهُ).

وقال أيضاً كما في ص 48 - 50 من الكتاب نفسه:

(لا رَيبَ أنَّ هذهِ المعانيَ يُذَمُّ بها كثيراً، فيُقالُ: فلانٌ صاحبُ مَكرٍ وخِداعٍ وكَيْدٍ واستهزاءٍ، ولا تَكادُ تُطلَقُ على سبيلِ المدْحِ بخِلافِ أَضْدَادِها، وهذا هوَ الذي غَرَّ مَنْ جَعَلَها مَجازاً في حقِّ مَنْ يَتعالى ويَتقدَّسُ عنْ كلِّ عَيبٍ وذَمٍّ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير