تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشيعة الإمامية وموقفهم من القرآن وتفسيره]

ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:56 م]ـ

[الشيعة الإمامية وموقفهم من القرآن وتفسيره]

تفسير "الكاشاني نموذجًا"

الحمد لله وحْده، والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبي بعده، نبينا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آله وصحْبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:

فهذه وَقفات وإشارات في بيان موقف الشِّيعة الإمامية الاثني عشرية من القرآن الكريم وتفسيره، وكيف يتَعاملون مع القرآن وَفْق معتقَدِهم ومذهبهم، ذلك المذهب الذي حَلَّ به أنواعٌ من الفساد والانْحراف عن جادَّة الإسلام، والتفسير الصحيح الواضح لآيات القرآن، وذلك من خلال المحاور التالية:

أوَّلاً: الشِّيعة "الاثنا عشرية" وموقفهم من القرآن [1] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn1#_ftn1):

لا يزال الحديث عن فِرَق الشِّيعة ومذاهبهم ومعتقداتهم يحتاج إلى المزيد من البيان والإيضاح، وإظهار حقيقتهم؛ ذلك لِمَا حلَّ بالعالَم الإسلامي من مِحَن ونكبات، ولِمَا تتَّجه إليه بعضُ فِرَق الشيعة وفي مقدِّمتهم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، من قيادة عالَمية جديدة لتشييع العالَم الإسلامي على وجْه أخص، وما ثورة الخميني الخمسينية "ولاية الفقيه"، و"الطعن في الصَّحابة" منَّا ببعيد، ولستُ بصَدَد الكلام عنها.

وبالنَّظر التاريخي إلى فِرَق الشيعة، نجد أنَّ كثيرًا من فِرَق الشيعة تختلف مع بعضها في أصولها وفي فروعها اختلافًا قويًّا أحيانًا، ونسبيًّا أحيانًا أخرى؛ حيثُ إنَّ أصول الشيعة تَعُود إلى أربع فرق رئيسيَّة، وهي: السَّبَئية، والكيسانية، والزَّيدية، والرَّافضة، ثم تفرَّعت من كل فرقة فرقٌ أخرى، وتشعَّبت [2] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn2#_ftn2).

وحَسْبنا أنْ نبيِّن موقف الشِّيعة الإمامية الاثْنَي عشرية من القرآن وقولهم فيه، ومعتقَدهم الذي يسيرون عليه؛ حيث إنَّ القول الظاهر من كتب أئمَّتهم وأقوالهم هو القول بتحريف القرآن، ووقوع ذلك فيه، وتحريف تفسيره أيضًا.

والكلام هنا ليس من باب الدَّعاوى الفارغة من أدلَّتها، ولا من باب التقوُّل بغير علْم، كلاَّ، إنَّما هذا بيِّن واضح لكلِّ ذي نظَر وبصيرة، وفَهْم واسْتقراء، وحسْبك أن تقفَ على كتب التَّفسير التي مُلِئت من هذا الهُرَاء، حيث يَجعلون التحريف إمَّا في نصِّ القرآن بالزيادة والنُّقصان، وإمَّا بتحريف تفْسيره وتأويله عن مُرَاده الحقِّ.

ولا ريب أنَّ القول بتحريف القرآن وتبديله إنَّما نشَأ لدَيْهم من سلسلة أخطاء وفوادِح، تناقلوها عبْرَ السنين والأيَّام، حتَّى استقرَّت معهودةً لِمَا هي عليه اليوم؛ لأنَّ القول بالولاية والإمامة لعليٍّ - رضي الله عنه - ثُمَّ للأئمة التابعين، جعَل الشِّيعة يَطْعنون في الصحابة - رضي الله عنهم - ويخلعون عليهم من ثياب الطَّعن والسِّباب ما طفَحَت به كتبهم وأقوالهم؛ لأنَّهم جعَلوا الإمامة والخلافة من أصول الإسلام وقواعده، وذلك بما تعارفوا عليه هم من أصولٍ وقواعد، فلا بُدَّ من النص عليها وبيانِها للنَّاس بزعْمهم، وهذا من الافْتراء على الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم [3] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn3#_ftn3).

ثانيًا: أقوالهم في القرآن والقول بالتَّحريف:

ويُمكِنُنا هنا أن نَعْرِض بعضًا من الأقوال والنُّقول التي تَذْكر لنا أنَّ غُلاة الشِّيعة - وخاصَّة الاثني عشرية منهم - يقولون بوقوع التَّحريف في القرآن وتفسيره، فمِن ذلك ما يلي:

(أ) قالوا بأنَّ القرآن له ظاهِرٌ وباطن:

"أي: إنَّ للقرآن مرَاتِبَ من المعاني المُرَادة بحسب مراتب أهله، ومقَاماتِهم، وأنَّ الظَّهر والبطْن أمْران نِسْبيَّان، فكلُّ ظهْر بطْنٌ بالنسبة إلى ظهْره، وبالعكس" [4] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn4#_ftn4).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير