[«و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب»]
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[19 Oct 2010, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحية الجميلة مني إليكم أيها الأحبة من مشائخ وأعضاء وعضوات
جزاكم الله كل خيراً
اتمنى أن توضحوا لي مسألة: " هل الذي سبق المراودة على تغليق الأبواب؟ أو كان الغلق أولاً؟ ".
وذلك في قوله تعالى: «وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب».
وفقكم الله ... وأتمنى الإجابة لأنها مهمة عندي ..
ـ[نعيمان]ــــــــ[20 Oct 2010, 05:10 ص]ـ
السّلام عليكم أخي العزيز حاتم ورحمة الله وبركاته
المراودة هي الّتي سبقت التّغليق حسْب النّصّ القرآنيّ المبارك، وهذا سؤال لا يُسأل إلا بسبب "غموض" لفظ "المراودة" "عندك" حفظك الله.
ولفظ "وراودته" بصيغة المفرد لفظ معجِب؛ إذ هو يعني أنّ امرأة العزيز الّتي نسيت ملكها واستغرقت في أنوثتها كانت تعترض يوسف عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام كلّ حين برفق وتؤدة بكل فنون النّساء في الإغراء والإغواء؛ إذ هذا اللفظ مأخوذ من رودان الإبل في مشيتها، الّتي تروح وتجيء برفق، وهي صورة للمرأة المضطربة في حبّها، والّتي لا تعرف كيف تنفذ إلى غايتها.
فلمّا يئست من نيل غايتها غلّقت الأبواب في ثورة نفسيّة عارمة.
آمل أن أكون قد أجبتك عن سؤالك، وأزلت اللّبس من خلال كلام الرّافعيّ عميد الأدب العربيّ بحقّ رحمه الله.
انظر كتابه وحي القلم، وعنه نقل الدّكتور أحمد نوفل حفظه الله في كتابه سورة يوسف دراسة تحليليّة.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Oct 2010, 04:45 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور نعيمان.
كلام الرافعي ذاك من أروع ما قرأتُ في وصف ذلك الموقف رحمه الله وغفر له.
وصح أخي العزيز حاتم بقراءة كتاب الزميل العزيز الدكتور عويض العطوي وفقه الله بعنوان
جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20845)
فهو مفيد جداً في هذا.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Oct 2010, 05:00 م]ـ
مع أن الكلام على الأنبياء مزلق خطر، ومع الاحترام للدكتورين
فسؤال الأخ حاتم وجيه كل الوجاهة
ولا أتفق ألبتة مع الرافعي - ومن فهم هذا الفهم - وأظن أن تغليق الأبواب هو الأول وإلا
كان حاصل تقديم المراودة أحد اثنين:
1 - أنه عليه السلام خادع نفسه بأنه لم يكن يفهم قصدها لما غلقت الأبواب وهذا فاسد، وقدح في ذكائه.
2 - أو أنه لم يشعر بتغليق الأبواب وهذا أفسد؛ لأن الفعل (غلّق) بتشديد عينه يدل على:
1 - السرعة في الأداء، وهذا يناسب الاضطراب النفسي الذي سيطر عليها.
2 - الزيادة والكثرة في العدد؛ فهي أبواب كثيرة حقيقة لا مجازا.
الشدة والقوة في الفعل، وهذا أيضا يناسب الاضطراب النفسي وهذا يستلزم إما أنه عليه السلام لم يسمع أصوات الأبواب وهذا بعيد مستبعد، وإما أنه بريء خالي الذهن من نية المرأة وهذا هو الحق الذي لا شك فيه، ومن لوازمه ولابد
أن تكون المراودة مرة واحدة لا أكثر، وأن يأتي تغليق الأبواب لاحقا لا سابقا
نعم قد تكون مراودات كثيرة متكررة ولكن بالعين لا باللسان، بالتلميح لا بالتصريح
وإلا اتهمنا مقام النبوة العظيم، الذي عصمه الله تبارك وتعالى
أخيرا لو سبقت المراودة، فحاصله أن يوسف عليه السلام فهم ولا بد نية المرأة وهذا لا يخلو من اثنين
1 - أن يكون فهم ولكن يحافظ على لقمة عيشه، وهذا فاسد، ولا يليق بمقام التوكل فضلا عن النبوة.
2 - أن يكون فهم ولكنه علم من نفسه أن لن يخضع، وهذا فاسد؛ فلا يجوز لأحد أن يعرض نفسه للفتن، ولا حتى الأنبياء.
وخاتمة الكلام ..
ليست رغبة وشهوة الأنبياء كأحدنا - ولو قبل البعثة - وأما يوسف عليه السلام فقد قال فيه ربنا
{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف24 كيف يكون مخلصا وقد وقع في مثل هذا، وأين معنى الاصطفاء إذن؟
ولقد تورط المفسرون في هذه القصة فقالوا فيها ما لو قيل في آحاد الصالحين ما قبلناه، فكيف بالأنبياء؟
ومرد هذا إلى وهم الناس أن الذي قال "وما أبرئ نفسي " هو يوسف وليس الأمر كذلك
وإنما هو تتمة كلام امرأة العزيز
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Oct 2010, 05:13 م]ـ
يا رصين كلامك هذا ينسفه حال يوسف عليه السلام فهو لا حيلة له أمام تصرفات المرأة فهو فتاها وهي السيدة
فلما بلغت ما بلغت من أمرها فليس دون الحلق إلا اليدان كما يقولون.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Oct 2010, 05:20 م]ـ
وفهمك يضاده قوله تعالى
{ِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق2 - 3
وقوله صلى الله عليه وسلم
"فأجملوا في الطلب؛ فإن ما عند الله لا ينال بالحرام" وأولى الناس بحسن التوكل هم الأنبياء
أما الشيعة فقد عصموا الأنبياء عصمة مطلقة
وأما بعض الناس فقد تعاملوا معهم كأنهم بشر عاديون
¥