تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرات في تفسير المنار]

ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[11 Oct 2010, 04:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لنقف مع تفسير الشيخ محمد رشيد رضا رح1 تعالى المشهور ب:" تفسير المنار " وقد صدر هذا التفسير في اثني عشر مجلدا متوسطة الحجم وقد وصل فيه التفسير إلى نهاية الآية 52 من سورة يوسف، ومما يذكر في ترجمته أنه توفي رح1 عند تفسير الآية 101 من نفس السورة: (((رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين)))

غلب على الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره تبجيل العقل، إلى حد تحكيمه في كثير من الأحيان على النص. ومن منبر ملتقى أهل التفسير أضرب نماذج وأمثلة لذلك مع التعقيب:

المثال الأول: الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى، يرى أن الإمداد في قوله تعالى: (((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين))) [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) إمداد روحاني لا مادي قال:" وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم، عندما يغترون ببعض الظواهر وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل، ولا يثبتها ماله قيمة من النقل، فإذا كان تأييد الله للمؤمنين بالتأييدات الروحانية؛ التي تضاعف القوة المعنوية، وتسهيله لهم الأسباب الحسية؛ كإنزال المطر، وما كان له من الفوائد، لم يكن كافيا لنصره إياهم على المشركين؛ بقتل سبعين وأسر سبعين حتى كان ألف – وقيل آلاف – من الملائكة يقاتلونهم معهم، فيفلقون منهم الهام، ويقطعون من أيديهم كل بنان، فأي مزية لأهل بدر فضلوا بها على سائر المؤمنين؛ ممن غزوا بعدهم وأذلوا المشركين وقتلوا منهم الآلاف؟ " إلى أن قال رح1:" ألا إن في هذا من شأن تعظيم المشركين، ورفع شأنهم وتكبير شجاعتهم، وتصغير شأن أفضل أصحاب الرسول، وأشجعهم ما لا يصدر عن عاقل إلا وقد سلب عقله، لتصحيح روايات باطلة لا يصح لها سند، وابن عباس لم يحضر غزوة بدر لأنه كان صغيرا؛ فرواياته عنها حتى في الصحيح مرسلة، وقد روى عن غير الصحابة حتى كعب الأحبار وأمثاله " [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)

قال الدكتور فهد الرومي في كتابه " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) " :" وغريب من الشيخ محمد رشيد رضا، أن يغمز مرويات عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ بأنها حتى في الصحيح مرسلة، وهو العارف بالحديث وعلومه، ولا أظنه يخفى عليه حكم مرسل الصحابي حتى أن ابن الصلاح لم يعده من أنواع المرسل قائلا:" ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه "مرسل الصحابي" مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله صل1، ولم يسمعوه منه لأن ذلك في حكم الموصول المسند لأن روايتهم عن الصحابة؛ والجهالة بالصحابي غير قادحة لأن الصحابة كلهم عدول والله أعلم."

وغريب منه أيضا أن يغمز ابن عباس رض2 بأنه يروي عن غير الصحابة، حتى كعب الأحبار وأمثاله، فهل يرى الشيخ رشيد بأن ابن عباس رضي الله عنهما يروي عمن لا يثق بصدقه وأمانته، بل وما دَخْلُ روايته عن كعب الأحبار بروايته عن غزوة بدر، لا أرى هذا إلا ضعفا في الحجة " انتهى كلام فهد الرومي.

المثال الثاني: ومن تفسير الأستاذ محمد رشيد رضا بالرأي المجرد تفسيره للمسخ في قوله تعالى: (((ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين))) [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

قال:" أي فكانوا بحسب سنة الله في طبع الإنسان وأخلاقه، كالقردة المستذلة المطرودة من حضرة الناس. والمعنى أن هذا الاعتداء الصريح لحدود هذه الفريضة، قد جرأهم على المعاصي والمنكرات، بلا خجل ولا حياء، حتى صار كرام الناس يحتقرونهم، ولا يرونهم أهلا لمجالستهم ومعاملتهم" ثم قال:" وذهب الجمهور أيضا إلى أن معنى " كونوا قردة" أن صورهم مسخت قردة حقيقيين والآية ليست نصا فيه، ولم يبق إلا النقل ولو صح لما كان في الآية عبرة ولا موعظة للعصاة؛ لأنهم يعلمون بالمشاهدة أن الله لا يمسخ كل عاص فيخرجه عن نوع الإنسان، إذ ليس ذلك من سننه في خلقه، وإنما العبرة الكبرى في العلم بأن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير