تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ضوابط مقترحة لتأصيل البحث في الإعجاز العددي - أبو مالك العوضي]

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[21 Oct 2010, 06:44 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا مقال نشر في موقع الألوكة لشيخنا أبي مالك العوضي، رأيتُ نقله هنا للفائدة.

نشر: الخميس: 6/ 11/1431.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الضابط الأول:

التحدي الوارد في القرآن لم يقع بالإعجاز العددي ولا بالإعجاز العلمي، ولذلك فإن قولنا هاهنا (الإعجاز) فيه شيء من التجوز؛ لأن المراد به أنه دليل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، لا أنه قد وقع التحدي به، نعم يمكننا نحن أن نتحدى به غيرنا، لكن المقصود أنه ليس هو الذي وقع به التحدي المذكور في القرآن.

الضابط الثاني:

الإعجاز العددي يمكن اعتباره نوعًا من الإعجاز العلمي؛ لأن الأساس المبني عليه الإعجاز العلمي هو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف هذه العلوم، وهذا تقريبًا هو الأساس نفسه الذي ينطلق منه الإعجاز العددي.

الضابط الثالث:

الفكرة الأساسية في الإعجاز العددي هي أن هذه العلاقات الرياضية التي تكتشف في القرآن لا يمكن أن تحصل اتفاقًا، ولذا فحصولُها في أي كتاب يدل على أن صاحب هذا الكتاب على علم عميق بالعلاقات العددية، وعلى خبرة ومهارة عالية جدًّا في توفيق الكلمات لتكون متماشية مع هذه العلاقات، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم أميًّا ولا يعرف الكتابة والحساب، فلا يمكن أن يكون هذا الكتاب من وضعه، ولذلك لم يُمكن أحدًا أن يزعم أنه أتى به من عند نفسه، وإنما قصاراهم أن يزعموا أنه أخذه عن غيره، ولكن لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين، فثبت المطلوب وأنه كلام خالق البشر.

الضابط الرابع:

الإعجاز العددي مبني على أصلين لا يتم إلا بهما: الأول: الترابط العددي الخارج عن الموافقات المعتادة. الثاني: تواتر أمية الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه ليس بحاسب.

وهذان الأصلان لا يتم بناء الإعجاز العددي إلا عليهما معا، ولهذا فلا يمكن استعمالُ نتائج الإعجاز العددي في الطعن أو التشكيك في الأصول المتواترة عند العلماء؛ لأن الطعن في هذا التواتر كالطعن في أحد هذين الأصلين، فيئول الأمر إلى هدم الإعجاز العددي نفسه.

الضابط الخامس:

السبب في اشتراط الشرط السابق أن بعض الناس من المتمرسين يمكنه أن يأتي بأنواع من الأعاجيب تقرب من هذا الإعجاز العددي، كما عُرِف عن الحريري في عجائبه الشعرية، وكما في كتاب (عنوان الشرف الوافي) الذي جمع فيه صاحبه عدة فنون في كتاب واحد بحيث إذا قرئ العمود الأول كان علما وإذا قرئ الثاني كان علما آخر!!، وبعض المتأخرين له تفسير كامل للقرآن يخلو من الحروف المنقوطة ... إلخ، فإذا قال قائل: إن هذه العلاقات الرياضية غير مستحيلة على بني البشر كان الرد عليه بأنها مستحيلة من محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ليس بحاسب، وكذلك فهي مستحيلة بالنظر إلى كيفية نزول القرآن مفرقا بحسب الحوادث.

الضابط السادس:

الإعجاز العددي لا يتنافى مع كون ترتيب السور اجتهاديًّا من الصحابة؛ لأن الله عز وجل لا يجمع الأمة إلا على الحق، ولأنه لا مانع أن يهتدي الصحابة إلى ما يريد الله أن يهديهم إليه؛ من باب حفظ الذكر؛ لأن ما يتجدد من وسائل اهتداء الناس ودعوتهم يمكن إدخاله في حفظ الذكر.

الضابط السابع:

العلاقات العددية التي يذكرها المكتشفون لا بد أن تكون قريبة غير معقدة؛ لأن الإعجاز أو التحدي لا يحصل إلا بالواضح القريب لا بالمتكلف البعيد؛ حتى يكون ممكنَ الفهم لجميع الناس.

الضابط الثامن:

لا بد أن تكون هذه العلاقات المكتشفة أو المفروضة بعيدة جدًّا من إمكان الاتفاق والمصادفة؛ وذلك لأن عجائب الاتفاقات كثيرة جدًّا بين البشر، ولا يمكن أن يحصل بها الدلالة على المطلوب فضلا عن التحدي والإعجاز.

الضابط التاسع:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير