تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[محاولة لفهم موضوع سورة الشورى]

ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[14 Sep 2010, 03:27 م]ـ

[محاولة لفهم موضوع سورة الشورى]

يُعتبر علم موضوعات السور من العلوم الجليلة التي تفتح على قارئ القرآن فتوحات تدبرية عميقة , وتكشف له من الأسرار ما لاينكشف له بدونها ..

وفي رمضان هذا العام خاصة , أتحفنا برنامج التفسير المباشر بالجديد والمفيد في هذا الباب , وفتح شهيتنا ودفع بنا إلى المحاولة والاجتهاد والتدبر في مواضيع السور , وهذا ما بذلت له شيئاً من جهدي في ختمتي في العشر الأخير لرمضان هذا العام , وكانت بحمد الله تعالى ختمة متميزة عن كل سابقاتها في ظل التدبر في مواضيع السور القرآنية الجليلة ..

ويكفي من حسنات الاهتمام بمثل هذا الأمر أني ربما سمعت أو قرأت السورة كاملة من أولها إلى آخرها , وذلك دون شرود أو انقطاع أو خروج عن جو السورة , خاصة مع اجتماع شرف الزمان والمكان , حيث جاورت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا من عظيم فضل الله تعالى الذي لا يعد ولا يحصى ,, فلله الحمد أولا وآخرا , ونسأله تعالى الإخلاص والقبول.

وفي هذه الورقة سجلت بعض ملا حظاتي التي خرجت بها , في محاولة مني لفهم موضوع سورة الشورى , أضعها بين يدي مشايخي , وأساتذتي وإخواني , أرجو أن لايحرموني من تصويبهم ونصحهم وتعقيبهم , خاصة وأن الحديث في مثل هذا الأمر عده بعض أهل العلم من التقول على الله تعالى , لكن إنما هو اجتهاد طالب بين يدي أساتذته.

موضوع السورة واسمها:

اقترحت عنوانا لموضوع لهذه السورة: دعوة إلى جمع الكلمة , أو دعوة إلى ترك الإختلاف المذموم , حيث تحدثت هذه السورة عن الاختلاف بنوعيه الشرعي والكوني ,وأنه سنة ماضية , وذكرت حكم الاختلاف الشرعي (أي الأختلاف في الأحكام) ودعت إلى ترك الخلاف ونبذه , وذكرت بعض أسبابه , و كيفية معالجته , و ذكرت جزاء المختلفين من الطرفين.

وبهذا يظهر لي والعلم عند الله ربط اسم السورة بهذا الموضوع حيث أن الشورى والمشورة من أفضل الوسائل و أنفعها في اجتماع الكلمة ودفع الاختلاف كما لايخفى.

فاتحة السورة وخاتمتها:

افتتحت السورة بذكر القرآن: كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ واختتمت به: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا وكأنها اشارة الى أهمية القرآن ومحوريته في دفع الاختلاف بل جاء الأمر صريحا في ثنايا السورة بالرجوع الى كتاب الله وحكمه عند الاختلاف: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10).

وتوسطت السورة ذكر القرآن وعربيته ووضوحه والحكمة من إنزاله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)

وتوسطت السورة كذلك ذكر انزال القرآن بالحق وأنه الميزان العدل عند الاختلاف: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) {اللهُ الذي أنزل الكتابَ} يعني القرآن {بالحق} أي: لم ينزله لغير شيء " زاد المسير.

وقال الشوكاني:"والمراد ب {الميزان}: العدل، كذا قال أكثر المفسرين وقيل: الميزان ما بيِّن في الكتب المنزّلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به. وقيل: هو: الجزاء على الطاعة بالثواب، وعلى المعصية بالعقاب. وقيل: إنه الميزان نفسه أنزله الله من السماء، وعلم العباد الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم".

الاختلاف سنة كونية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير