أرشيف ملتقى أهل التفسير

[الإصلاح والتغيير في سورة الكهف]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:56 ص]ـ

سورة الكهف من السور المهمة التي تميزت بالتغيير والإصلاح المجتمعي في طيات آياتها. فرحلة موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام كانت مليئة بعوامل التشويق والتغيير. حفظت الأموال تارة واستخرجتها تارة أخرى وهذبت التربية بقتل الغلام الذي سيكون فاجراً لو بقي على قيد الحياة تارة ثالثة. وقابلت أيضاً الإساءة بإحسان حينما رفض أهل القرية إطعامهم ومع ذلك فقد أقدم الخضر عليه السلام على تعميير الجدار وإصلاحه وإظهار ما تحته من كنوز وفوائد أدت الى تحسين الظروف الإجتماعية للغلامين اليتيمين.

أما رحلة ذو القرنين فهي مليئة هي الأخرى بعوامل التتغيير والإصلاح. منذ انطلاقتها وحتى نهايتها. فقد أخذ على يد الظالم وذلك بقول الله تعالى (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذاباً نكراً) وألآن الجانب بحق الفئة المستضعفة (وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً)

وكذلك فقد قضى ذو القرنين على مشكلة يأجوج ومأجوج الإفسادية في الأرض. فعمل حضراً اقتصادياً عليهم وحجزهم عن غيرهم من المصلحين. وأراح الناس من شرورهم الى الآن. مما يُظهر دور المصلحين الكبير الفعال على الأرض الذين لم تذهب جهودهم هباءً منثوراً وبقيت آثارهم الإصلاحية تتناقلها الأجيال الى أن يرث الله تعالى الأرض وما عليها.

هذه المقدمة حول الإصلاح والتغيير في سورة الكهف تقودنا الى فكرة بحث متميز في الوصول الى جميع الآيات التي تتحدث عن الإصلاح والتغيير في القرآن الكريم. ولا أدري هل بحث أحد في ذلك أم لا. ولكنها فكرة تظل تراود الباحثين كلٌ حسب رؤيته وتصوراته. والحمد لله رب العالمين.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:56 م]ـ

ولا يفوتنا أيضاً أن نذكر ثورة أصحاب الكهف التصحيحية التي اعلنوا خلالها التوحيد بدلاً من عبادة الأصنام والإشراك بالله في زمنهم. وقد لاقوا ما لاقوا من اضطهاد حتى آووا الى الكهف وكان من قصتهم ما كان.

وكذلك قصة الرجلين والجنتين. أحدهما مؤمن والآخر كافر. فكان من شأن الكافر إحراق حديقته لأنه لم يكن من الشاكرين الموحدين. وكان المؤمن مضرب المثل للناس بسمو أخلاقه وتوكله على الرازق سبحانه الذي ابدله بجنة خير من جنة ذلك الكافر الجاحد.