[هل تشير هذه الآية الى حرمة المواكب؟؟؟]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:30 م]ـ
يقول الله تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ] (الفرقان:20)
تكررت هذه الآية بمعناها هذا عدة مرات في القرآن الكريم. وأظن انه يستنبط منها الحكم في النهي عن اتخاذ المواكب كما يفعله كثير من الرؤساء والملوك في هذه الأيام والتي تكون مناقضة لسنة التواضع التي ينبغي أن يتميز بها صاحب الرسالة. فالنبي في الأصل يأكل مما يأكل الناس ويشرب مما يشربون ويتجول في الأسواق. يشتري أمتعته وما يحتاج اليه من غير أن يحول بينه وبين السوق حائل من حراسة أو موكب أو تمييز. والمشي في السوق من علامات التواضع التي تقرّب النبي من الناس من خلال المخالطة والمراقبة. لا أن يُحجب عن الناس ويصعب أو يستحيل رؤيته إلا في الحالات النادرة. لأن من حق الناس على النبي والسلطان كذلك المشاهدة والمخالطة وخفض الجناح والتودد بالمحبة لتحصل فائدة الإتباع والقدوة الحسنة.
أما إذا كان الموكب للضرورات الأمنيّة بعيداً عن المبالغة والمزايدة في الإحتراس. فلا أظن أن في ذلك بأس. بشرط الاعتدال وتحقيق الضرورة.والله تعالى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:58 م]ـ
موضوع رائع ويحتاج إلى مزيد من التأصيل
ولكن لو ذهبنا نتحدث في هذا الموضوع وما يتعلق به من مخالفات شرعية ومنها:
الخيلاء والكبر وهدر المال العام والحواجز غير المشروعة بين الحاكم والمحكوم و ............
لربما ظن بنا الظنون ...
وما أشبه مواكب حكام اليوم، بما جاء في قول الله تعالى:
(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص (79)
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[04 Oct 2010, 11:12 م]ـ
هذا الاستنباط في حق حاكم فهم أنه يقوم في رعيته مقام النبي، وأن هدفه الاسمى بقاء التوحيد في الارض، كشأن سيدنا الصديق وعمر الفاروق ... وأين هم اليوم؟!
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[05 Oct 2010, 12:38 ص]ـ
الأخ الكريم تيسير: أشكر لك ما تفضلت به.
هذا الموضوع أحسبه قابلاً للنقاش والرد والاعتراض طالما أنه يدخل في باب الاستنباط، فليس ثمة دلالة صريحة على حُكْم تحريم المواكب الذي أشرتم به من الآية وإنما استنبطت الحُكْمَ بما أشرت إليه مِن أن الآية فيها ذِكْر لأمارات تواضع الأنبياء ثم بنيت عليه حرمت مخالفة هديهم، فجعلتم إقامة المواكب على ما هو عليه الحال هو مناقضة لسنة التواضع التي ينبغي أن يكون عليها الأنبياء، فيكون الحكم التحريم.
فأقول:
إن الآية تبين شيئاً من صفات الأنبياء العلية، وقد جاءت الآية في الردِّ على المشركين في استنكارهم لمشي الرسول صل1 في الأسواق وأكله للطعام فأبطل الله حجتهم.
ولا شك أن الأنبياء هم الأحق بالاهتداء فالتواضع من هديهم _ صلوات الله عليهم وسلامه _ وهو خلق رفيع لأولياء الله وأصفيائه، بيد أن هذا لا يدل على صحة ما ذهبتم إليه _ من وجهة نظري _، من جهتين:
الأولى / أن صفات الأنبياء منها ما يكون واجباً في الاقتداء ومنه ما يكون مستحباً، فالحكم التكليفي يختلف من موضع لآخر في هذه المسألة، ولا يستقيم الحكم بوجوب مطابقة الاقتداء في جميع الصفات ومن كل وجه، وإن كان هو مطلب شرعي في حد ذاته.
الثانية / ينبغي أولاً تقرير حكم التواضع أهو الوجوب أم الاستحباب؟ وما حقيقته المطلوبة شرعاً؟ وما حده المأمور به؟ وهل التنعم بشيء من نِعَم الدنيا من غير فخر أو خيلاء ينافي التواضع؟
كما أنبه إلى أنَّ أي عمل صاحَبَه عُجْب أو كِبْر ولو دَقَّ العمل أو عَظُم فهو مذموم وفاعله متوعد بالعقاب، ولا يشترط أن يكون صاحبه متحلياً ببهرجة الدنيا وزينتها، بل لو كان فقيراً معدماً وفيه كِبْر فهو مذموم بأي حال من الأحوال.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Oct 2010, 05:28 ص]ـ
بارك الله بك استاذ حاتم وأقدر وأحترم وجهة نظركم
ولكن بالنسبة الى المواكب. فالتحريم والحل يعود لصاحب الموكب وهيئته ولا أظنك تقول ان موكب قارون كان في موضع كراهة أو في موضع حل. الموكب المقصود في الحرمة أخي الفاضل هو الموكب الذي يستعلي صاحبه على الناس فيعمل الحواجز دونهم. لا يستمع الى شكواهم بسبب استعلائه وفجوره ولا ينظر الى حالهم. بل لا يعلم شيئاً عن معيشتهم وظروفهم ومعاناتهم. الموكب الذي أقصد حرمته ليس فقد أن يحف الحاكم مجموعة ضخمة من الحرس والسيارات يمنعون الناس عن مشاهدته ورؤياه أو التحاور معه وليس المقصود أيضاً سنّة التواضع بقدر ما هو التفريط في اداء الحقوق والدوس على كرامة الرجال وتحقيرهم. ومن هنا جاء العجب من الكافرين أن رجلاً يدعي النبوة ويتواضع ويمشي في الأسواق مع العامة ويأكل الطعام أمامهم. هذا التواضع ليس مستحباً بحق النبي والحاكم ولكنه واجب. أوجبه الله تعالى عليه لأنه مكلف شرعاً بالتماس حاجات الناس وتلبية طلباتهم وتحسس أخبارهم كما كان يفعل عمر بن الخطاب وتخفيه في الليل يتحسس أخبار الناس وطلباتهم. الموكب أخي الفاضل هو وسيلة لمنع التراحم بين الحاكم والمحكوم. وهو وسيلة للمقاطعة والبعد عن تلبية حقوق الناس التي لا يصلح أن يحول بينها أحد. أظن أن الخلفاء العباسيين كانوا يخرجون بمواكب قريبة من مواكب الملوك. ولكنهم في الغالب كانوا يلتمسون حاجات الناس وقد استثنينا هؤلاء ومواكبهم في الضروارات التي لا تقوم حياة الحاكم إلا بها كالضرورات الأمنيّة من غير كبر ولا عجرفة ولا استعلاء على خلق الله. تلك الصفات التي ابتلي كثير من حكام اليوم بها إلا من رحم الله. أشكرك استاذي الفاضل على مروركم المبارك وكلامكم الحسن. وجزاك الله ألف خير.
¥