[يونس بن حبيب ويوسف عليه السلام]
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:14 م]ـ
قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
فتذكرت ما اشتهاه يونس بن حبيب رحمه الله وعفا عنه مناظرة يوسف عليه السلام في هذه الآية ........
يقول: (ثلاثة والله أشتهي أن أمكن من مناظرتهم يوم القيامة:
آدم عليه السلام فأقول له: قد مكنك الله من الجنة وحرم عليك الشجرة فقصدتها حتى طرحتنا في هذا المكروه،
ويوسف عليه السلام فأقول له: كنت بمصر، وأبوك يعقوب بكنعان وبينك وبينه عشر مراحل يبكي عليك حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم ترسل اليه اني في عافية وتريحه مما كان فيه من الحزن.
وطلحة والزبير (رضي الله عنهما) أقول لهما: إن علي ّ بن أبي طالب بايعتماه بالمدينة وخلعتماه بالعراق فأي شيء أحدث.)
فما تقولون فيما ذكره عفا الله عنه؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:27 ص]ـ
هذا مذكور في ترجمة يونس في كتاب (أخبار النحويين) لأبي طاهر المقرئ، ويبقى التثبت من صحة نسبة ذلك له محل نظر وتأمل فما أكثر ما يروى عن أمثال هؤلاء من القصص الباطلة التي تقدح في علمهم وفضلهم.
والمقصود بيونس بن حبيب إذا أطلق هو يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم البصري النحوي، روى القراءة عرضاً عن أبان بن يزيد العطار وأبي عمرو بن العلاء وأخذ العربية عنه وعن حماد بن سلمة، روى القراءة عنه ابنه حرمي بن يونس وأبو عمرو الجرمي وإبراهيم بن الحسن بن عبد الله ابن سليمان وعيسى الأسدي وموسى بن عبد الصمد الأبلي، توفي بعد اثنتين وثمانين ومائة وقال القاضي سنة خمس وثمانون وله ثمان وثمانون سنة وقيل قارب المائة وقيل جاوزها. وهو من شيوخ سيبويه الثقات الذين نقل عنهم كثيراً.
فالظاهر أن مثل هذه العبارات من مُمازحات يونس بن حبيب التي قد يكون قالها في شبابه، والمظنون به في علمه وفضله وجلالته أنه لا يقصد بها التنقص لهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو يعلم أن ما وقعوا فيه مُقَدَّرٌ عليهم قبل خلقهم كما ثبت في الحديث الصحيح، في محاججة آدم وموسى عليهما الصلاة والسلام. وأما أمر طلحة والزبير رضي الله عنهما فالأمر معهما أهون.
وإلا فالنفس تنفر من مثل هذا الكلام الذي قاله رحمه الله رعاية وتعظيماً لجناب الأنبياء عليهم السلام، وهو أكثر توقيراً لهم مني رحمه الله وغفر له، وإحسان الظن بيونس بن حبيب مُقدَّمٌ.