[حول كتاب " زاد المسير في علم التفسير"]
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[11 Oct 2010, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
التعريف بالكتاب و مؤلفه:
زاد المسير في علم التفسير للعلامة أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، يعتبر كتابا مهما و متميزا بين كتب التفسير بالمأثور، التي جمعت أقوال السلف و أئمة التفسير - رحمهم الله تعالى -، وهي مبثوثة في هذا الكتاب بشكل محرر و مختصر.
وابن الجوزي رحمه الله تعالى اختصر "زاد المسير" من كتابه "المغني في التفسير"، وزاد بأن اختصر أيضا " زاد المسير " فجعله في كتاب بعنوان " تذكرة الأريب في تفسير الغريب".فزادُ المسير إذن وسط بين ثلاثة كتب في التفسير للمؤلف.
التعريف بمؤلفه:
اسمه و نسبه وولادته:
هو " الشيخ العلامة، الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، جمال الدين، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ،من أعلام القرن السادس، صاحب التصانيف، من سلالة الصحابي الجليل: أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه -، المشهور بابن الجَوْزي، نسبة إلى جده التاسع: جعفر الجوزي، نسبة إلى (جَوْزَة) وهي: فرع من النهر، أو شجر الجوز المعروف. ولد سنة تسع أو عشر وخمس مئة للهجرة.
مكانته العلمية:
هو أحد أفراد العلماء، له في العلوم كلها اليد الطولى، كان بحراً في التفسير، علامة في السير والتاريخ، فقيهاً، عليماً بالإجماع والاختلاف، له المشاركات في سائر أنواع العلوم من الحديث و الحساب والطب وغير ذلك من اللغة والنحو. حدث عن خلق كثيرين مجموعهم نيف وثمانون شيخا –كما قال الذهبي - قد خرج عنهم (مشيخة) في جزءين
وانتفع في الحديث بملازمة ابن ناصر، وفي القرآن والأدب بسبط الخياط، وابن الجواليقي، وفي الفقه بطائفة.
قال الذهبي في السير (21/ 367):"وكان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديها، ويسهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، وإكباب على الجمع والتصنيف، مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والأوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدا صنف ما صنف توفي أبوه وله ثلاثة أعوام، فربته عمته."
يحضر مجالس وعظه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء، لا يكاد المجلس ينقص عن ألوف كثيرة، حتى قيل في بعض مجالسه: إن حزر الجمع بمئة ألف.
آثاره ومصنفاته:
جمع ابن الجوزي المصنفات الكبار والصغار؛ نحواً من مائتين وخمسين كتاباً، و كتب بيده نحواً من مائتي مجلد،وقد تقدم قول الذهبي - رحمه الله تعالى -: " ما عرفت أحداً صنف ما صنف ”.
و ألف في التفسير وعلوم القرآن، والمناقب والتراجم والتاريخ والحديث والوعظ، و الطب والشعر، وغيرها،أذكر بعضها اختصارا على سبيل المثال وقد ذكرها الذهبي في سيره:
" فنون الأفنان في علوم القرآن " و " الناسخ والمنسوخ "، و " زاد المسير في علم التفسير "و " النبعة في القراءات السبعة "، و " تلقيح الفهوم "، و " الموضوعات " و " الضعفاء " في الحديث، و " تذكرة الأريب " في اللغة، و " المنتظم في التاريخ "، و " تلبيس إبليس" و " المدهش " في الوعظ، و " جامع المسانيد " في الحديث و " صيد الخاطر ". "الوجوه والنظائر"، "الحدائق"، "نقي النقل"، "عيون الحكايات"، "التحقيق في مسائل الخلاف"، "مشكل الصحاح"، "الواهيات". "الضعفاء"، "تلقيح الفهوم"، "المذهب في المذهب"، "مشهور المسائل".
وذكر محقق السير أن الأستاذ عبدا لحميد العلوجي ألف كتابا في مصنفاته طبع ببغداد سنة 1965 وتتبع أسماءها ونسخها والمطبوع منها ورتبها على حروف المعجم ووضع لكل كتاب رقما،
وفاته رح1:
كانت وفاته - رح1 تعالى، عام 597 هـ، وله من العمر سبع و ثمانون سنة.
منهجه في التفسير:
ولا أحد أعلم بالكتاب من صاحبه وكما يقال:"أهل مكة أدرى بشعابها."يقول
¥