وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا؟
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:00 م]ـ
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا. الاسراء (28)
هل يصح أن نفسر الآية على عموم ألفاظها فيكون المراد بالرحمة: كلما فيه رحمة لنا من العمل الصالح وطلب العلم وتعلم القران"قل بفضل الله وبرحمته" مع أن أكثر كلام المفسرين على أن المراد بها الرزق , أو التوسعة في المال ..
وبناء عليه: هل يصح أن نستدل بهذه الآية على مشروعية رد بعض طلب الوالدين ومن دونهم من الأقربين والإعراض عنهم ابتغاء رحمة من الله نرجوها , كطلب علم أو اعتكاف أو نحوه , بشرط أن يكون الإعراض بأدب وبخفض جناح مع تطييب خاطرهم ووعدهم بالتلبية بعد الفراغ من الشغل "فقل لهم قولا ميسورا" ,وليس هذا من باب تقديم مثل هذه النوافل والمستحبات على طاعة الوالدين , وإنما من باب أدب الوقت وتقديم مايفوت بفوات الوقت على ما يدرك في كل وقت , خاصة إذا علم المرء أنه ربما يفوته الكثير من الخير بفقدان مثل هذه الاولويات؟
هذا ما ظهر لي في العشر الأخير من شهر رمضان حينما سألني بعض إخواني في أي الأمرين أفضل: أن يجاور مسجد رسول الله للصلاة والقيام , أم أنه يرافق أمه لبعض حاجاتها مما قد يستطيع تعويضه بعد العشر؟ فقلت له اغتنم هذه الأوقات بالصلاة والقيام فهو فضيلة الوقت وأدبه , وقل لها قولا ميسورا وعدها خيرا ,وأنك انما فعلت ذلك ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ,, ما لم يكن ثمة أمر طارئ أو ضروري لا يعوضه زمان أو شخص آخر؟؟ والله أعلم
هل يصح مثل هذا التوجيه؟؟ ثم هل يصح أن يستدل له بهذه الآية؟؟؟ أفتوني في ما رأيت , وفقنا الله لكل خير ,,,,
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:43 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقد تذكرت بهذا السؤال الوجيه ما أملى علي شيخنا محمد أمانة الله الإصلاحي فى هذه الآية حيث قال: المراد بالآية أن المؤمن إذا توجهت إليه النداء أن ينفق ماله فى الجهاد فى سبيل الله مثلا حيث يبتغي أجرا ورحمة من الله بهذا الإنفاق واضطر بذلك أن يعرض عن الإنفاق على الأقربين والمسكين وابن السبيل الوارد ذكرهم فى الآية السابقة فليكن معاملته لهم قولا ميسورا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:01 م]ـ
أخي الكريم الدكتور عمر النشيواتي وفقه الله وتقبل منه.
استئذان الوالدين أو أحدهما عن طيب نفسٍ منهما في تأجيل قضاء أمرٍ أو نحوه جائزٌ ولا حرج فيه، وإنما سؤالك عن صحة هذا الفهم من هذه الآية بعينه، والذي يبدو لي أن الآية تحتمل هذا التوجيه الذي تفضلتم به، حيث إن الضمير في قوله (عنهم) يحتمل أن يعود على الوالدين لدخولهم في ذوي القربى، ولأنَّ ما ترجوه من رحمة الله يدخل فيه الرزق وهو معنى واسع يدخل فيه ما ذكرتم من طلب العلم وغيره.
ولعلك لو رجعت لكلام ابن الجوزي في (زاد المسير) عند هذه الآية تجد الأقوال في مرجع الضمائر في الآية.
أسأل الله لكم التوفيق.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:16 ص]ـ
وفقك الله أخي دكتور عمر على عرضك ما فهمت من معنى الآية ولكن الذي يظهر لي والله أعلم أن الاستدلال بالآية على هذا المعنى لا يصح وليتك ترجع لما قاله ابن عاشور والشعراوي والشنقيطي
وما ذكره حبيبنا أبو عبدالله عن ابن الجوزي ربما أنه استعجل في قراءة النص وإن أصر على فهمه وافقته! فتأمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:14 ص]ـ
إنما قلتُ ما قلتُ يا أبا صالح من باب المدارسة والبحث، واستدراكك على عيني ورأسي وفقك الله.
لقد كنت أريد التحقق من خلال استقراء مواضع التعبير بـ (أولي القربى) في القرآن هل يدخل فيها الوالدان أم لا، وعندما مررت عليها مروراً سريعاً يحتاج إلى تحقق لم أجدها دلت على دخول الوالدين فيها، وفي هذه الآية قدم ذكر الوالدين ثم ثنى بعدهم بذي القربى والمسكين وابن السبيل. ولذلك فأنا أعود عن القول الذي قلته أولاً في دلالة الآية مباشرة على المقصود الذي ذكره أخي عمر.
لكن يبقى دلالة الآية على سبيل القياس والاعتبار.
فنقول: نقيس الوالدين على هذه الأصناف في الآية، ونقيس على الرزق الذي تدل عليه عبارة (رحمة) سائر ما ينتفع به المرء من العلم والعبادة وغيرها من الخير، ويكون ذلك تفسيراً من باب القياس، كما قاس بعضهم من ينتقص من صلاته على من ينقص الكيل والميزان فأدخله في زمرة المعنيين بقوله تعالى (ويل للمطففين).
ونسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم لكلامه، ونعوذ بالله من القول عليه بغير علم، وجزاك الله خيراً يا ابا صالح على التنبيه والتصحيح.