[أسئلة لأهل التفسير .. مهم جدا لي.]
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[19 Oct 2010, 02:01 م]ـ
*ما الفرق بين (قاسمهما) وأقسم لهما: ولماذا لم يقل القرآن أقسم لهما.
**ما الفرق بين فوسوس لهما الشيطان. و (فوسوس اليه الشيطان)
بارك الله فيكم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Oct 2010, 05:05 م]ـ
أما السؤال الثاني فقد أجاب عنه الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره فقال:
تنبيه
في هذه الآية الكريمة سؤال معروف، وهو أن يقال: كيف عدى فعل الوسوسة في "طه" بإلى, في قوله {فوسوس إليه الشيطان} مع أنه عداه في "الأعراف" باللام في قوله {فوسوس لهما الشيطان}. وللعلماء عن هذا السؤال أجوبة.
أحدها: أن حروف الجر يخلف بعضها بعضا. فاللام تأتي بمعنى إلى كعكس ذلك.
قال الجوهري في صحاحه: وقوله تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} يريد إليهما، ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ا هـ. وتبعه ابن منظور في اللسان. ومن الأجوبة عن ذلك: إرادة التضمين، قال الزمخشري في تفسير هذه الآية: فإن قلت كيف عدى "وسوس" تارة باللام في قوله {فوسوس لهما الشيطان} وأخرى بإلى؟ قلت: وسوسة الشيطان كولولة الثكلى، ووعوعة الذئب، ووقوقة الدجاجة، في أنها حكايات للأصوات، وحكمها حكم صوت وأجرس. ومنه وسوس المبرسم وهو موسوس بالكسر والفتح لحن.
وأنشد ابن الأعرابي:
وسوس يدعو مخلصا رب الفلق ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
فإذا قلت: وسوس له. فمعناه لأجله. كقوله:
أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش
غير السرى وسائق نجاش
ومعنى: {فوسوس إليه} أنهى إليه الوسوسة. كقوله: حدث إليه وأسر إليه, ا هـ منه. وهذا الذي أشرنا إليه هو معنى الخلاف المشهور بين البصريين والكوفيين في تعاقب حروف الجر. وإتيان بعضها مكان بعض هل هو بالنظر إلى التضمين، أو لأن الحروف يأتي بعضها بمعنى بعض؟ وسنذكر مثالا واحدا من ذلك يتضح به المقصود. فقوله تعالى مثلا: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}، على القول بالتضمين. فالحرف الذي هو "من" وارد في معناه لكن "نصر" هنا مضمنة معنى الإنجاء والتخليص، أي أنجيناه وخلصناه من الذين كذبوا بآياتنا. والإنجاء مثلا يتعدى بمن. وعلى القول الثاني فـ"نصر" وارد في معناه، لكن "من" بمعنى على، أي نصرناه على القوم الذين كذبوا الآية، وهكذا في كل ما يشاكله.
أضواء البيان [4/ 111 - 112]
واما السؤال الأول؛ فإن وجدت الوقت بحثت لك عن كلام أهل العلم عليه إن شاء الله تعالى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Oct 2010, 06:54 م]ـ
سأحاول أن أجيب عن الشق الثاني من السؤال وبالله التوفيق:
أظن والله تعالى أعلم أن الشيطان كان قد سمع الحوار بين الله تعالى وآدم حينما خلقه الله. حيث قال الله تعالى لآدم: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى). وذلك قبل أن تُخلق حواء. فأفرد الشيطان الخطاب لآدم دون حواء. وهذه كانت بداية الوسوسة. عند ذلك جاءت الوسوسة الثانية لآدم وحواء معاً ليأكلا من الشجرة معاً كفعل مشترك فكان الخطاب بالمثنى. والله تعالى أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2010, 07:30 م]ـ
" {وقاسمهما} أي حلف لهما بما يوهم صدقه، والمقاسمة مفاعلة من أقسم إذا حلف، حذفت منه الهمزة عند صوغ المفاعلة، كما حذفت في المكارمة، والمفاعلةُ هنا للمبالغة في الفعل، وليست لحصول الفعل من الجانبين، ونظيرها: عافاه الله، وجعله في «الكشاف»: كأنّهما قالا له تُقسم بالله إنّك لمن النّاصحين فَأقْسم فجُعل طلبُهما القسمَ بمنزلة القسم، أي فتكون المفاعلة مجازاً، قال أو أقسم لهما بالنّصيحة وأقسما له بقبولها، فتكون المفاعلة على بابها " التحرير والتنوير.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Oct 2010, 09:55 م]ـ
سأحاول أن أجيب عن الشق الثاني من السؤال وبالله التوفيق:
أظن والله تعالى أعلم أن الشيطان كان قد سمع الحوار بين الله تعالى وآدم حينما خلقه الله. حيث قال الله تعالى لآدم: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى). وذلك قبل أن تُخلق حواء. فأفرد الشيطان الخطاب لآدم دون حواء. وهذه كانت بداية الوسوسة. عند ذلك جاءت الوسوسة الثانية لآدم وحواء معاً ليأكلا من الشجرة معاً كفعل مشترك فكان الخطاب بالمثنى. والله تعالى أعلم
هناك خطأ مطبعي في كتابة الآية الكريمة؛ والصواب: "لا تظمأ" بالظاء؛ لا بالضاد.
وهذا التقسيم للوسوسة جيد لكنه يحتاج - في نظري والله تعالى أعلم - إلى مسألتين:
1 - إثبات القرق الزمني بين خلق آدم وخلق حواء وخروج إبليس من الجنة حيث إن الآيات عطفت الأحداث بحرف الفاء لا بالواو ولا بثم؛ " ... ولا تضحى؛ فوسوس إليه ... فأكلا منها فبدت لهما "؛ "وقاسمهما ... فدلاهما .. فلما ذاقا ... "
2 - البحث عن سلف من المفسرين في هذا التقسيم أو دليل ظاهر يدل عليه.
والله تعالى أعلم.
¥