تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعجيل البيان عن مسألة في كم يقرأ القرآن؟]

ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:39 م]ـ

[تعجيل البيان عن مسألة في كم يقرأ القرآن؟]

أحببت أن أطرح هذه المسألة بين يدي المشايخ الفضلاء، في هذا البحث المتواضع، المحتاج إلى تقييدات المشايخ الكرام.حتى يتم إشباع البحث بمداخلاتكم جزاكم الله خيرا، وما هذا البحث إلا قطرة تتوالى بإذن الله عقبها سيول علمكم.

أقول وبالله التوفيق:

هذه المسألة طرحها الصحابي الجليل؛ عبد الله بن عمرو العابد على النبي e وجوابه e معلوم؛ فإنه حد له حدودا، جعل ينازله فيها حتى أوقفه على سبع، وحذره أن يقرأه في أقل من ثلاث؛ لعلة انعدام التدبر والفقه، وتدبر القرآن مأمور به عند التلاوة.

وقد خاض في هذه المسألة فريقان من الناس: فريق وقفوا عند هذا النص ورأوا فيه أن حد المجتهد في تلاوة القرآن، المتبع لسنة العدنان، المبتعد عن أسباب الحرمان، من فقه وتدبر القرآن؛ هو مراوحة الختم بين الأربعين يوما، إلى السبعة أيام، فإن جاوز ذلك وقف عند الثلاثة أيام، ولم يروا جواز اجتيازها في الختم، في حين وسعوا قليلا في اجتياز الأربعين لذوي الأعذار والانشغال مع الكراهة منهم لذلك.

والسبب في تجويزهم هنا ومنعهم هناك، أن الاجتهاد في ختم القرآن من المستحبات والسنن المؤكدات، فالإخلال به مذموم، ولا يصل إلى حد التحريم. أما عدم مراعاة حصول التدبر في قراءة القرآن والإخلال بقواعد ترتيله، ابتغاء حصول الختمة في الليلة والليلتين والثلاث فهذا أمر محرم.

وفريق آخر لم يروا بأسا في مجاوزة حد الثلاث نزولا، ورأوا ذلك من الاجتهاد في الطاعات-وأي اجتهاد بربك يفوق من دلنا بهديه على كيفية الإتيان بالطاعات_حين قال للثلاثة نفر الذين ظنوا أن الزيادة فوق طاعته r من الطاعات: "من رغب عن سنتي فليس مني." [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ؛ فالهدي الهدي تبلغوا

ومن أعجب أمرهم؛ أنهم ظنوا أن المعترض عليهم في ما ينقلونه عن بعض السلف، من مجاوزة حد الثلاث، يُكَذّب ذلك، ويعده من قبيل الخرافة، ويغفل عن حصول البركة من الله لأولئك في الأوقات، وهذه مغالطة من المغالطات، أقول جوابا عنها: قل لي بربك، أي الناس أولى بمباركة الله تعالى له في الأوقات؛ صحابة رسول الله r ، أمن جاء بعدهم. وأنت ترى أن الصحابي الجليل؛ عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول لما شاخ: ليتني قبلت رخصة رسول الله r وإنما قال ذلك بعد ما كبر وعجز عن المحافظة على ما التزمه، وفي رواية " لأن أكون قبلت الثلاثة أيام التي قال رسول الله r أحب إلي من أهلي ومالي" [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) . فلم يكن الله تعالى ليدع هذا العابدَ الجليل؛ صاحبَ رسول الله r بلا مباركة في الوقت والقوة، تعينه على الإتيان بختمة في الثلاثة أيام؛ على ما التزم به رضي الله عنه مع قيام العذر به من شيخوخة في طاعة الله تعالى، واحتياجه رضي الله عنه أشد الاحتياج إلى هذه المباركة، ثم يباركَ لمن هو دونه في الفضل من كل النواحي.

فاحذر كل الحذر من مثل هذه المغالطات؛ التي توقعك في تفضيل المفضول، وبخس الفاضل؛ وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل.

ثم ليتهم سلكوا في توجيه ما ثبت من ذلك عن بعض السلف مسلك بعض أهل العلم؛ كالذهبي في ترجمة وكيع رحم الله الجميع: و قد نقل عنه أنه كان يختم القرآن في كل ليلة قال الذهبي: قلت: هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) وإنما قال ذلك بعد ما كبر وعجز عن المحافظة على ما التزمه، وفي رواية " لان أكون قبلت الثلاثة أيام التي قال رسول الله e أحب إلي من أهلي ومالي والدين يسر، ومتابعة السنة أولى، فرضي الله عن وكيع، وأين مثل وكيع؟! [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير