تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم (زقوم)]

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:33 م]ـ

زَقُّوم:

وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع (الصافات: 62، الدخان: 43، الواقعة: 52)

القراءات الواردة فيها: ليس فيها سوى قراءة واحدة، لا غير، هي: زَقُّوم

التفسير:

هي شجرة ملعونة، قال تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} الإسراء:60، وهي تنبت في جهنم، قال تعالى {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} الصافات64. وقد جاء في سبب نزولها أنه "لما نَزَلت آيةُ الزَّقّوم، لم تعرفْه قُرَيشٌ؛ فقَدِمَ رجلٌ من إفريقيّةَ، وسُئِلَ عن الزَّقّومِ فقال الإِفريقيُّ: الزَّقّومُ - بلغة إفريقيَّةَ - الزُّبْدُ والتَّمْر، فقال أبوجَهْل: هاتي يا جاريةُ تَمْراً وزُبْداً؛ نَزْدَقِمُه. فجَعَلوا يَتَزَقَّمُون منه ويأكُلُونَه، وقالوا: أَبِهذا يُخَوِّفُنا مُحَمَّدٌ؟ " [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1). وقد تناقلت كتب التفسير – عن الخليل – هذه الرواية. وما يهمنا هنا هو هذا اللفظ (ازدقم) ومن أين استدل عليه أبوجهل. والجواب: أنه في اللهجة اليمنية "زقم" بمعنى "أمسك – قبض عليه بيده" [2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2). وقد يكون أبوجهل يعرف هذا من اللهجة اليمنية؛ في رحلته الشتوية - كغيره من تجار قريش - إلى اليمن.ويمكن فهم العلاقة بين (الزقم اليمني القرآني و المسك العربي) في إطار ظاهرتين لغويتين، هما:

1 - الإبدال الصوتي بين القاف والكاف، وأوضح مثال له اليوم هو اللهجة الفلسطينية، التي لا تعرف القاف، وتنطقها أبدا كافا.

2 - القلب المكاني بين فإن "ز ق م" اليمنية القرآنية تطورت إلى "م س ك" العربية. وعلى هذا فإن أباجهل استعمل اللفظ اليمني، الذي يدل على الإمساك باليد فهو فهم – بمعرفة باللهجة اليمنية – أن القرآن يحدثه عن شيء "يزقمه" يمسكه بيده، فيلتقمه بفمه. أما تضعيف القاف، فهو يدل -كأي فعل مضعف العين - على أحد ثلاثة أشياء أو جميعها: 1 - الشدة والقوة في الفعل 2 - السرعة في الأداء 3 - الزيادة في العدد .. ولنا أن نتصور صورة العذاب الرهيبة؛ فالكافر يتزقم شيئا ما – الله أعلم به – بيده إلى فمه بقوة وشدة، وسرعة، مرارا وتكرار ودون إمهال، فهو يعذب نفسه بيده، فهي مأمورة كما قال تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يس65. ولو كان هذا الشيء - الذي يتزقمه - الماء الزلال لشرق به، ومات، فكيف بغيره؟!

[1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) العين للخليل (ز ق م) 5/ 94

[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) المعجم اليمني في اللغة والتراث، مطهر الإرياني: 396 (ز ق م)

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Oct 2010, 02:14 ص]ـ

السلام عليكم

اسمح لي بالاعتراض على منهج تناول هذه اللفظة القرآنية، وجعلها يمانية، وهي عربية أولاً وعربية آخراً .. والدليل على عربيتها ورودها في القرآن العربي المبين.

ويلزم على ذلك أمور:

1 - أول نقطة أعترض عليها هنا فيما تذكره: مصطلح " اللغة اليمنية "، فهو مصطلح غير منضبط ولا محرر في سياقك الكريم .. فأية يمانية هي المقصودة؟ أهي السبئية أم الحميرية أو الشآمية أو الأنصارية؟؟؟؟ غير واضح .. أهي اليمانية الممتزجة بالعربية، فهي عربية تماماً، أم اليمانية التي ذكرها ابن العلاء، فيستحيل ورودها في الكتاب العزيز؟.

2 - الثانية أن جهل أبي جهل بعربية لفظة (الزقوم) أو تهوره في التفسير التهكمي للألفاظ، أو مكابرته في تقبل سعة القرآن البيانية (وله في ذلك سوابق أو لواحق) .. هذا كله أو أكثر منه من الاحتمالات المنبثقة من موقف أبي جهل = لا يعني يمنية بفظ (الزقوم) ولا أفريقيتها .. فكم من لفظ سواه لم يعرفه بعض العرب إبان تنزل القرآن كـ (أبّ) (فاطر) (قسورة) .. ولكنه لم يغب عن مجموعهم .. فصار معروفاً بعد أن أنكروه.

3 - الثالثة أن هذه الكلمة (الزقوم) قد وردت في لغة أهل السروات، منهم هذيل وغيرها، وهم العرب الفصحاء، قال في اللسان: قال أبو حنيفة:

" أخبرني أعرابي من أَزْد السراة، قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مدوّرتها لا شوك لها، ولها وريد ضعيف جداً يجرسه النحل، ونورتها بيضاء، ورأس ورقها قبيح جداً ".

وهذه الرواية تكشف أن لفظ (الزقوم) لم يكن معروفاً في أفريقية فحسب (على مخالفة ظاهرة مضحكة [زبد وتمر!!!] عن دلالة اللفظ القرآني وسياقه الرهيب) فقد كان معروفاً في أرض العرب كذلك؛ يعرفون شكله القبيح ورائحته الخبيثة وطعمه المر، على الوصف الأقرب إلى الوصف القرآن، ولعله من أخبث شجر البوادي العربية!.

4 - ثم إن شجرة الزقوم (التي هي من شجر جهنم) جعلها الله فتنة للمستعجلين للتفسير بما حضر!! الظالمين للبيان القرآني .. فقال تعالى: (إنا جعلناها فتنة للظالمين) ..

ثم إن الله بين أي نوع من الشجر هي، فقال: (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم .... ) إلخ الآيات .. فلم يسلم الله لكفار مكة استنكارهم لاسمها ورسمها، بل بينها وفصلها وقطع ألسنتهم وتخرصاتهم .. (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل تغلي في البطون ... ) .. حتى أسكتهم وخوفهم (والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيراً).

5. لم يقل أحد من أهل اللغة إن في الزقوم قلباً من (مسك) أو إبدالاً من (زكوم) .. واللغات مأتاها في هذا الباب النقل.

ولكن لو قيل: إن النبات المر (كالزقوم هنا) يجرعه شاربه بسرعة (زقم)؛ لئلا يتذوقه بآلة الذوق فيغلي في بطنه فيشرب الحميم فيمتلئ البطن بما لا يسمن ولا يغني .... ، لكان له وجه .. ولا حاجة معه إلى تقدير تغير في التصريف لا دليل عليه.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير