تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف نقرأ باسم الله؟]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 09:54 ص]ـ

هل يمكن إجابتي على هذا السؤال الذي وصلني من أحد الإخوة بارك الله بكم؟

قال تعالى في سورة العلق (إقرأ باسم ربك الذي خلق) كيف نقرأ باسم الله؟ (حرف الباء يحيرني)

وقال تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا بما شاء الله) ما المراد من هذه الآية؟

شكر الله لكم مسبقًا ونفع بعلمكم

ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[29 Oct 2010, 12:07 م]ـ

لو توضحين السؤال أكثر بارك الله فيك لنستفيد جميعا.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 12:12 م]ـ

هكذا وصلني السؤال أخي الكريم من السائل ولست أنا التي طرحته بنفسي.

ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[29 Oct 2010, 12:19 م]ـ

هل بالإمكان طلب التوضيح من السائل؟

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Oct 2010, 01:53 م]ـ

هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها المفسرون اختلافاً كثيراً، وبعض الأقوال فيها متقاربة، وغالبها مبني الاختلاف في معنى الباء في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك).

وهذا تلخيص لأقوال العلماء في هذه المسألة الكبيرة، وهي مجال رحب للمدارسة والتعرف على مآخذ العلماء في الاستدلال والترجيح واختلاف النظر، ومن العجيب فيها أنك تجد للمفسر الواحد فيها أكثر من قول، وهذا يدل على تقارب بعض هذه الأقوال في المعنى تقارباً كبيراً:

القول الأول: الباء صلة (زائدة)، والمعنى: اقرأ اسم ربك، أي: اذكر اسم ربك.

قال به أبو عبيدة، وذكره عنه جماعة من المفسرين.

واستُشهد له بقول الشاعر: هن الحرائر لا ربات أخمرة = سود المحاجر لا يقرأن بالسور.

وضعفه الرازي.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ((اقرأ باسم ربك) مجازه: اقرأ اسم ربك)

تنبيه: هذه الجملة تدل على أن أبا عبيدة يرى أن الباء زائدة، ولذلك نقل بعض العلماء عنه أنه قال: (الباء صلة) وهذا لازم قوله وليس نص قوله.

وقال ابن خالويه: ({بِاسْمِ} جَرٌّ ببَاءِ الصِّفَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا العِلَلَ في ذَلِكَ في أوَّلِ الكِتَابِ، فأغْنَى عَنِ الإعَادَةِ، غَيْرَ أنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ أخْبَرَنِي عَنْ أبِي حَاتِمٍ عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: الباءُ زَائِدَةٌ، والمَعْنَى اقْرَأِ اسْمَ رَبِّكَ، كَمَا قَالَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}، وَأُنْشِدَ: سُودُ الْمَحَاجِرِ لاَ يَقْرَأْنَ بِالسُّوَر).

القول الثاني: الباء للاستفتاح، والابتداء، أي اقرأ القرآن مستفتحاً أو مبتدأً بذكر اسم ربك.

قال به: الماوردي، والسمعاني، وابن عطية، والزمخشري، والقرطبي وزكريا الأنصاري، وجماعة من المفسرين.

قال الماوردي: ({اقرأ باسم ربك الذي خلق} أي: استفتح قراءتك باسم ربك الذي خلق)

قال ابن عطية: (ومعنى هذه الآية: اقرأ هذا القرآن باسم ربك، أي: ابدأ فعلك بذكر اسم الله، كما قال تعالى: (وقال اركبوا فيها باسم الله) هذا وجه)

قال الزمخشري: (مَحَلُّ {بِاسْمِ رَبِّكَ} النَّصْبُ على الحالِ؛ أي ِ: اقْرَأْ مُفْتَتِحاً باسمِ ربِّكَ، قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ اقْرَأْ).

القول الثالث: الباء للاستعانة، والمعنى: اقرأ القرآن مستعيناً باسم ربك.

وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي والرازي، والبيضاوي، والخازن، وأبو حيان، والسمين الحلبي، وابن عاشور، وغيرهم.

ورجحه أبو حيان في النهر الماد.

قال أبو الليث السمرقندي: ((اقرأ باسم ربك) يعني: اقرأ بعون الله ووحيه إليك)

قال الخازن: (وقيلَ: معناهُ اقْرَأِ القرآنَ مُسْتَعِيناً باسمِ ربِّكَ على ما تَتَحمَّلُهُ من النُّبُوَّةِ وأعباءِ الرسالةِ)

قال ابن عاشور: (وقوله: (باسم ربك) فيه وجوه: أولها: أن يكون افتتاح كلام بعد جملة (اقرأ) وهو أول المقروء، أي: قل باسم الله؛ فتكون الباء للاستعانة، فيجوز تعلقه بمحذوف تقديره: ابتدئ، ومعنى الاستعانة باسم الله ذكر اسمه عند هذه القراءة، وإقحام كلمة (اسم) لأن الاستعانة بذكر اسمه تعالى لا بذاته كما تقدم في الكلام على البسملة، وهذا الوجه يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (باسم الله) حين تلقى هذه الجملة).

القول الرابع: الباء للتبرك، والمعنى: اقرأ متبركاً باسم ربك

ذكره ابن جزي الكلبي

قال ابن جزي: ({اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} فيه وَجهان: أحدُهما: أنَّ معناه اقْرَأْ القرآنَ مُفْتَتِحًا باسمِ رَبِّكَ أو مُتَبَرِّكًا باسمِ رَبِّكَ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير