تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مختصرات "البحر المحيط"، وسهو لأبي حيان، ورأيه في مختصر الصفاقسي.]

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Sep 2010, 02:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.

تمهيد:

منذ ألَّف أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي (654هـ - 745هـ) تفسيره العظيم: "البحر المحيط"، وهذا التفسير طلبة الطلاب والعلماء، خصوصا في مباحثه النحوية واللغوية والبلاغية التي أهلته لاحتلال الصدارة بين التفاسير اللغوية. ومن مظاهر الاهتمام بهذه المباحث اللغوية أن تلاميذ أبي حيان ومعاصريه بدؤوا في حياته يفردون هذه المباحث في كتب مستقلة ويعلقون عليها موافقين أو مخالفين؛ فجرد ثلاثة من أصحاب أبي حيان، المباحث النحوية من "البحر المحيط"؛ كأنما استشعروا أن أبا حيان إنما أبدع في هذا الجانب، وأما في مباحثه الأخرى فهو كسائر المفسرين. ولن نستغرب هذا إذا تذكرنا أن أبا حيان - حسب عبارة الصفدي (في ترجمته في أعيان العصر وأعوان النصر) -: "كان أمير المؤمنين في النحو" "وعلى الجملة فكان إمام النحاة في عصره شرقا وغربا، وفريد هذا الفن الفذ بعدا وقربا، ( .. ) خدم هذا العلم مدة تقارب الثمانين، وسلك من غرائبه وغوامضه طرقا متشعبة الأفانين". وإذا كان أبو حيان في "البحر المحيط" قد أكثر من مناقشة أبي البقاء العكبري وابن عطية والزمخشري، فإن أصحاب أبي حيان قد اتبعوا المنهج نفسه مع شيخهم، فناقشوه كما ناقش هو سلفه من المعربين.

مختصرات "البحر المحيط":

1 - النهر الماد من البحر:

لأبي حيان نفسه، لكنه خالف سائر المختصرين في أنه لم يقتصر في هذا الاختصار على المباحث النحوية، لكنه مع ذلك أشار إلى أنه يوليها اهتماما خاصا، كما يقول في مقدمته عن منهجه (النهر الماد من البحر: 1/ 4 – 12): "وبعد فإني لما صنفت كتابي الكبير، المسمى بـ"البحر المحيط" في علم التفسير، عجز عن قطعه لطوله السابح، وتفلت له عن اقتناصه البارح منه والسانح، فأجريت منه نهرا تجري عيونه، وتلتقي بأبكاره فيه عونه، لينشط الكسلان في اجتلاء جماله، ويرتوي الظمآن بارتشاف زلاله، وربما نشأ في هذا النهر، ما لم يكن في البحر، وذلك لتجدد نظر المستخرج للآليه، المبتهج بالفكرة في معانيه ومعاليه، وما أخليته من أكثر ما تضمنه البحر من نقوده، بل اقتصرت على يواقيت عقوده، ونكبت فيه عن ذكر ما في البحر من أقوال اضطربت بها لججه، وإعراب متكلف تقاصرت عنه حججه، وتفكيك أجزاء يخرج بها الكلام عن براعته، ويتجرد من فاخر بلاغته ونصاعته، وهذا النهر مده من بحر ليس له جزر، فيعسر ورده على من حظه من النحو نزر، لأن إدراك عويص المعاني، مرتب على تقدم معرفة المباني".

2 - الدر اللقيط من البحر المحيط:

للإمام أبي محمد تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي الحنفي النحوي (682 – 749هـ)، وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان. يقول في مقدمته عن منهجه (الدر اللقيط: 1/ 4 - 11): "وبعد فهذا كتاب يشتمل على ذكر ما في كتاب شيخنا الأستاذ العالم الحافظ أبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي نزيل القاهرة، أيده الله، في تفسير القرآن المسمى بـ"البحر المحيط"، من الكلام مع الإمام العلامة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر بن محمود الزمخشري، والقاضي المفسر العالم أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي، رحمهم الله، والرد عليهما في ما ذكراه في كتابيهما في التفسير، والتنبيه على خطئهما في الأحكام الإعرابية، وتقرير ذلك أحسن تقرير، جردته منه لنفسي، وجعلته عمدة عند الوحشة لأنسي، إذ كان نخبة ما فيه، وزبدة ما يتضمنه من المعاني الشريفة ويحويه، وإن كانت فرائده تزهو على الزهر، وفوائده تزيد على عدد نقط القطر، وربما ذكرت فيه من فوائد الكتاب المذكور غير ذلك من ما يعم به النفع ويثلج الصدر". وإن كان ابن مكتوم قد يخرج عن "البحر المحيط" ويأتي بزيادات من عنده، كما يقول الصفدي (في ترجمة ابن مكتوم من أعيان العصر وأعوان النصر): "وملكت بخطه "الدر اللقيط من البحر المحيط" وهو في مجلدين، التقطه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير