تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الكتاتيب القرآنية بالمغرب بين الموجود والمقصود "سبل تطويرها مع الحفاظ على خصوصياتها "]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:10 م]ـ

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل:" اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم". والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين القائل:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ، وعلى آله وأصحابه الذي ورثوا علمه، وشهدوا أموره، وبلغوها لمن كان غائبا لحظتها، وعلى أتباعه ومن تحملها بعدهم وعلينا الى يوم الدين.

وبعد:

إذا كان قد قيل على لسان الأستاذ محمد إقبال رحمه الله:" إن التعليم -الغربي- هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي، ثم يكون كما شاء، وأن هذا الحامض هو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيماوية". ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) فإني أقول بأن:" الكتاتيب القرآنية هي خط الدفاع الأول عن هذا الكائن الحي، والمحافظ الأول على فطرته". إنها الحقيقة التاريخية التي لا تُنكر، حقيقة دور الكتاب القرآني في الأمة الاسلامية بصفة عامة، والأمة المغربية في كل مدنها وقراها بصفة خاصة.

أولا: الكتاتيب القرآنية بالمغرب، دواعي الوجود وتجلياته:

لا يستطيع أحد أن ينكر وجود هذه الكتاتيب وانتشارها انتشارا أفقيا وعموديا في كل أرض المغرب الحبيب، وقد تحدث السيد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور أحمد التوفيق يوم الأربعاء 28 ذو القعدة 1424/ موافق 21/ 01/2004، في قبة البرلمان عن عددها، وهو يجيب السائلين عن ذلك من نواب الأمة، فقال: يبلغ عدد مؤسسات الكتاتيب القرآنية ما يناهز (16400) كتابا قرآنيا، حسب إحصاء مؤقت تتوفر عليه الوزارة، وأنها قد تكون أكثر من ذلك بزيادة ثلاثين في المائة، وأن الوزارة مهتمة حاليا بإحصاء جديد ودقيق لهذه الكتاتيب. وذكر سيادته أن (3600) كتاب منها تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، من حيث الانفاق والاشراف المباشر عليها، بينما يتكفل الخواص والجماعات بنحو اثني عشر ألفا وثمانمائة (12800) كتاب قرآني. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).

- كما لا يمكننا أن ننكر دور الدولة وخاصة الوزارة المعنية في الاهتمام بهذا المجال المعرفي الهام من حيث التمويل والعناية والتسيير.

بل واهتمام جلالة الملك محمد السادس بها وبإحيائها والتشجيع على تجديدها، حيث أحدثت جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية باعتبارها من مؤسسات التعليم العتيق بتاريخ 23/ 07/2002. تشمل منهجية التلقين، وطرق التسيير، ومردودية التعليم.

ثانيا: واقع الكتاتيب القرآنية بالمغرب (الموجود):

يعتبر الكتاب القرآني رافدا من روافد العلم والمعرفة التي أسهمت في حماية وصقل المجتمع المغربي قديما وحديثا، وهو نوع من التعليم المحصن للسان من حيث الأداء اللغوي، وللفكر من حيث سلامة العقيدة، وللروح من حيث البناء السليم.

لكن هذا النوع من التعليم عرف منافسة شديدة من قبل الوسائل التعليمية الأخرى المتطورة، كالمدارس التعليمية المهنية المتخصصة، والفضائيات التعليمية، والشبكة العنكبوتية. كما عرف هذا النوع من التعليم نوعا من التراجع النسبي من حيث كثرة رواده، وضعف المتخصصين في التدريس فيه من حيث عدم مواكبتهم للتطور التقني العلمي المعاصر. وهذا العرض هو محاولة لتقديم وسائل معينة على تطوير الكتاب القرآني، يستطيع من خلالها وبها مواكبة تطور العصر وتطور الانسان.وهذا لن يتم إلا بالنظر السديد في مكوناته الست الأساسية، بقصد النظر فيها والسعي لتطويرها مع الحفاظ على خصوصيتها.وتتمثل هذه المكونات الست في:

1 - واقع الفضاء التعليمي:

إذا انطلقنا من التقرير الذي أعدته وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية عن عدد الكتاتيب والجوائز التي تقدمها تشجيعا لهذه المؤسسات وأهلها، تبين لنا أن الكتاتيب موجودة في حياتنا وحياة المغاربة، وأن أثرها واقع على شريحة كبيرة، إن لم نقل على قسم كبير منهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير