تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة تَرْخِيصًا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَّقُونَ مُؤَاكَلَة أَهْل الزَّمَانَة فِي مُؤَاكَلَتهمْ إِذَا شَاءُوا ذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19878 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ: ثنا سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ مِقْسَم , فِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} قَالَ: كَانُوا يَتَّقُونَ أَنْ يَأْكُلُوا مَعَ الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج , فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}. وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي مَعْنَى قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِيَ بِذَلِكَ وَكِيل الرَّجُل وَقَيِّمه , أَنَّهُ لَا بَأْس عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُل مِنْ ثَمَر ضَيْعَته , وَنَحْو ذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19879 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثنا مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} وَهُوَ الرَّجُل يُوَكِّل الرَّجُل بِضَيْعَتِهِ , فَرَخَّصَ اللَّه لَهُ أَنْ يَأْكُل مِنْ ذَلِكَ الطَّعَام وَالتَّمْر وَيَشْرَب اللَّبَن. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ: مَنْزِل الرَّجُل نَفْسه أَنَّهُ لَا بَأْس عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19880 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول: قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} يَعْنِي: بَيْت أَحَدهمْ , فَإِنَّهُ يَمْلِكهُ , وَالْعَبِيد مِنْهُمْ مِمَّا مَلَكُوا. 19881 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} مِمَّا تُحِبُّونَ يَا ابْن آدَم. 19882 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} قَالَ: خَزَائِن لِأَنْفُسِهِمْ , لَيْسَتْ لِغَيْرِهِمْ. وَأَشْبَه الْأَقْوَال الَّتِي ذَكَرْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} ... إِلَى قَوْله: {أَوْ صَدِيقكُمْ} الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه , وَذَلِكَ أَنَّ أَظْهَر مَعَانِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج وَلَا عَلَى الْأَعْرَج حَرَج}: أَنَّهُ لَا حَرَج عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سُمُّوا فِي هَذِهِ الْآيَة أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت مَنْ ذَكَرَهُ اللَّه فِيهَا , عَلَى مَا أَبَاحَ لَهُمْ مِنَ الْأَكْل مِنْهَا. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ أَظْهَر مَعَانِيه , فَتَوْجِيه مَعْنَاهُ إِلَى الْأَغْلَب الْأَعْرَف مِنْ مَعَانِيه أَوْلَى مِنْ تَوْجِيهه إِلَى الْأَنْكَر مِنْهَا , فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , كَانَ مَا خَالَفَ مِنْ التَّأْوِيل قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: لَيْسَ فِي الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج حَرَج , أَوْلَى بِالصَّوَابِ. وَكَذَلِكَ أَيْضًا الْأَغْلَب مِنْ تَأْوِيل قَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ} أَنَّهُ بِمَعْنَى: وَلَا عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس. ثُمَّ جَمَعَ هَؤُلَاءِ وَالزَّمْنَى الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ قَبْل فِي الْخِطَاب , فَقَالَ: أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت أَنْفُسكُمْ. وَكَذَلِكَ تَفْعَل الْعَرَب إِذَا جَمَعَتْ بَيْن خَبَر الْغَائِب وَالْمُخَاطَب , غَلَّبَتِ الْمُخَاطَب فَقَالَتْ: أَنْتَ وَأَخُوك قُمْتُمَا , وَأَنْتَ وَزَيْد جَلَسْتُمَا , وَلَا تَقُول: أَنْتَ وَأَخُوك جَلَسَا , وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ} وَالْخَبَر عَنْ الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج وَالْمَرِيض , غَلَّبَ الْمُخَاطَب , فَقَالَ: أَنْ تَأْكُلُوا , وَلَمْ يَقُلْ: أَنْ يَأْكُلُوا. فَإِنْ قَالَ قَائِل: فَهَذَا الْأَكْل مِنْ بُيُوتهمْ قَدْ عَلِمْنَاهُ كَانَ لَهُمْ حَلَالًا إِذْ كَانَ مِلْكًا لَهُمْ , أَوْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير