ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:10 ص]ـ
كلامي سيكون بناء على المنقول، وأخشى أن يكون للنص تعلقٌ بكلام قبله للمؤلف ينبني عليه فهم كلامه هنا فأرجو التنبيه إن وقع خطأ في الفهم بسبب ذلك، حيث يظهر أن هذا الكلام للمؤلف جاء وسط كلام طويل متعلق به.
حيث ذكر الخلاف في مسألة ترتيب السور والآيات كما هو معلوم؛ لكنه ذكر في أول كلامه (آحاد السور) فما المقصود من آحاد السور؟.
كلامه متشابك ويحتاج إلى تفكيك:
اشتمل كلامه على الحديث عن:
1 - ترتيب الآيات في السور. وقد ذكرها بقوله: (اعلم أَنَّ آحادَ السورِ، وجَمعَ بعض الآيات إلى بعضٍ، ونسبتَها إلى سورةٍ واحدةٍ)
2 - ترتيب السور بعضها في إثر بعض (على الولاء) كما قال: (وترتيبَ السورِ على الولاءِ).
3 - الاختلاف في الحروف التي رُويتْ عن القُرَّاءِ.كما ذكر في بقية كلامه.
والمقصود بآحاد السورِ في كلامه أنَّ ترتيبَ الآياتِ في كُلِّ سورةٍ بِمُفردها ثابتٌ بأَنَّهُ تَوقيفٌ عن النبي صل1، وهذه مسألة لا خلافَ فيها بين العلماء، والأدلة على ذلك معروفة في كتب علوم القرآن، وهذه المسألة الأولى في كلامه. وليتك تراجع كتاب (المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع ص 123 - 130).
وهو يرى في النص السابق أن ترتيب السور أيضاً في المصحف توقيفي، وهذا أحد قولين للعلماء في المسألة، ولكل قولٍ منهما أدلته القوية، وإن كان الأرجح في نظري - والله أعلم - أن ترتيب السور توقيفي كما قال المؤلف هنا. ولك مراجعة الاستدلالات في مظانها في كتب علوم القرآن التي لا تخفى عليك.
وقوله بعد ذلك: (والخُلفُ فيهِ، واضطرابُ الرواياتِ ظاهرٌ. وكذا اختلافُ القراءِ في حُروفِهم في القراءةِ المنسوبةِ إلى كلٍّ منهم) غريبٌ، فإن كان يعود إلى كلامه الذي قبله وهو قد ذكر أنه ثابت بالتواتر، فكيف يكون التواتر مع ظهور الخلاف فيه، واضطراب الروايات؟ إلا إن قصد أنه بالرغم من تواتره فقد وردت روايات كثيرة لكنها لم تقدح في التواتر.
وقوله: (وإِنَّما ثَبتَ جَمعُ السورِ، وتوالي آياتِها، وترتيبِها بالإجماعِ) يحتمل أنه يقصد جمع السور كل سورة على حدة بآياتها وهذا ثابت بالإجماع فعلاً، ويحتمل أنه يقصد جمع السور مرتبةً في المصحف وهذا فيه خلافٌ قوي، فلعل هذا يرجح أن المقصود جمع السور بآياتها مفردة دون ترتيبها في المصحف، مع كونه يميل هو إلى أن ترتيب السور في المصحف ثبت بالتواتر، ولكنَّ القول بأنه ثبت بالإجماع غير مسلم لشهرة الخلاف فيه بين العلماء قديماً وحديثاً.
ولعله يقصد بقول أبي بكر بن مجاهد وأبي جعفر الطبري قوله: (وكذا الحرفُ الذي نقرأُ بهِ في المصحف الإمامِ.
هكذا قال أبو بكر بن مجاهد، وأبو جعفر الطبري، وعامةُ علماءِ هذا الشأَنِ) خصوصاً، حيث إِنَّ الطبري يذهب إلى أنَّ الأحرف السبعة قد استُبعِدَ منها ستةٌ في جَمع عثمان بن عفان رض1 وأبقي على واحدٍ من الأحرف السبعة هو الذي بقي في المصحف الإمام. (انظر: تفسير الطبري (ط. دار هجر) 1/ 53 وما بعدها)، وهذا القول رده الدكتور عبدالعزيز القارئ في كتابه (حديث الأحرف السبعة) ص 57 من هذه الطبعة هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21044) .
ولست أدري عن قول أبي بكر بن مجاهد في المسألة فلعلها تراجع في كتابه (السبعة في القراءات)، أو حيث نُقِلَ عنه قولُه في كتب علوم القرآن وغيرها.
وتبقى مسألة المقصود بالتواتر عند القراء مسألةً طويلة الذيل، ولا زالت بحاجة إلى تتبعٍ دقيق، وبيان ودراسة ترفع كثيراً من اللبس في كتابات العلماء حولها.
وأدع الحديث للزملاء لإثراء هذا الموضوع وفقهم الله وتصويب ما وقع في كلامي.
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:10 ص]ـ
حياك الله شيخنا الكريم ولا زالت سحائب خيركم تمطر علينا .. اسم المخطوط الانتخاب لما قصد من آيات الكتاب ...
وأعتذر إليك أشد الاعتذار فقد سقط في نقلي حرف - غير مسار الكلام- ولوكان كان على الأمر الذي ذكرتم لسهل ذلك.
قال المؤلف -رحمه الله- بعد أن تكلم عن جمع القران وتحزيبه (اعلم أَنَّ آحادَ السورِ، وجَمعَ بعض الآيات إلى بعضٍ، ونسبتَها إلى سورةٍ واحدةٍ، وترتيبَ السورِ على الولاءِ لم يثَبَتَ بالتواترِ.)
فأعتذر فلقد سقط ذلك سهوا، وهذا الذي أوقع الإشكال لدي.
وحسب فهمي من كلامكم - بارك الله فيكم - أن معنى آحاد السور السورة الواحدة بكامل آياتها، أليس كذلك؟
(ولو تسنى تعديلها في المشاركات السابقة فأظنه أولى لأنه يغير مسار الحديث كاملا)
وفقكم الله ورعاكم
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:14 م]ـ
جزاك الله أبا أنس على الاستدراك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:28 م]ـ
بارك الله فيك.
وهذا من أسباب الخطأ في فهم كثير من كلام أهل العلم، وهو الاستعجال وعدم التثبت.
جزيت خيراً وأرجو التثبت مستقبلاً في مثل هذا.
¥