وللذهبي أيضاكلام اشتق من اسمه رحمه الله فهو ذهبي وكلامه ذهب قال: وصح أن رسول الله r نازله إلى ثلاث ليال، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5). وهذا كان في الذي نزل من القرآن، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن. فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث، فما فقه ولا تدبر من تلا في أقل من ذلك.
ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملا فاضلا، فالدين يسر، فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والاخلاص في جميع ذلك، لشغل عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب.
فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم، فقد خالف الحنيفية السمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه.
هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ: ليتني قبلت رخصة رسول الله [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)e
وكذلك قال له عليه السلام في الصوم، وما زال يناقصه. حتى قال له: " صم يوما وأفطر يوما، صوم أخي داود عليه السلام ". [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) وثبت أنه قال: " أفضل الصيام صيام داود " [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
ونهى عليه السلام عن صيام الدهر [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) وأمر عليه السلام بنوم قسط من الليل، وقال: " لكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني" [10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
وكل من لم يزم نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية، يندم ويترهب ويسوء مزاجه، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال e معلما للأمة أفضل الأعمال، وآمرا بهجر التبتل والرهبانية التي لم يبعث بها، فنهى عن سرد الصوم، ونهى عن الوصال، وعن قيام أكثر الليل إلا في العشر الأخير، ونهى عن العزبة للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي.
فالعابد بلا معرفة لكثير من ذلك معذور مأجور، والعابد العالم بالآثار المحمدية، المتجاوز لها مفضول مغرور، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.
ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة، وجنبنا الهوى والمخالفة. اهـ كلام الذهبي من السير
أوسلك هؤلاء أيضا مسلك ذهبي العصر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حينما قال: ولا يشكل على هذا ما ثبت عن بعض السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة، فإن الظاهر أنها لم تبلغهم.
والله ولي التوفيق
وفي انتظار إشباع المشايخ الموضوع بحثا وتوجيها.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أخرجه: أحمد (3/ 241) والبخاري (9/ 129/5063) ومسلم (2/ 1020/1401) والنسائي (6/ 368 - 369/ 3217) من حديث أنس رضي الله عنه.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) سيأتي تخريجه إن شاء الله.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) أخرجه البخاري 4/ 195 من حديث مغيرة، عن مجاهد، عن عبدالله بن عمرو، وفيه: فقال رسول الله e: " اقرأ القرآن في كل شهر " فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: " في ثلاث ".وفيه أيضا 9/ 84 في فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن، ومسلم (1159) (182): أن رسول الله e قال لعبد الله بن عمرو: " اقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك ".)
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) سير أعلام النبلاء 3/ 143
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) أخرجه أبو داود (1394) في الصلاة: باب تخريب القرآن، والترمذي (2950) في القراءات: باب في كم يختم القرآن، وابن ماجه (1347) عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي e قال: " لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث " قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) جزء من حديث أخرجه البخاري: 4/ 189، 191 في الصوم: باب حق الجسم في الصوم، و 9/ 83 في فضال القرآن: باب في كم يقرأ القران،.
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) الحديث السابق
[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) أخرجه البخاري: 3/ 13، 14 في قيام الليل: باب من نام عند السحر، ومسلم (1159) (189) في الصيام: باب النهي عن صوم الدهر، من حديث عبدالله بن عمرو.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) أخرجه البخاري: 4/ 195 في الصوم: باب صوم داود، ومسلم (1159) (187) في الصيام: باب النهي عن صيام الدهر بلفظ " لا صام من صام الأبد.
[10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) سبق تخريجه
¥