ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 12:23 م]ـ
أخي الفاضل حازم، هناك أفعال كثيرة في كلام العرب لا تتعدى أصلا ولا يمكن إخضاعها للتعدية بأية وسيلة من الوسائل التي أشرت إليها، مثل اقشعر واطمأن واقعنسس واحرنجم، فهذ الأفعال المزيدة لا تتعدى، وكذلك الفعل أثرى وأفلس استعمله العرب مزيدا لازما، فكيف نخالفهم ونستعمله متعديا؟ وما الداعي لذلك؟ وهنالك أفعال كثيرة تدل على المعنى الذي يريده من يخطئ في استعمال هذا الفعل متعديا، مثل أغنى ووسع وكثروأكثر وأفقر وغيرها كثير. والله أعلم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 01:07 م]ـ
أخي الكريم جلمود، ألا ترى أن قرار المجمع وبحث الأخ الأستاذ الشبل لا صلة لهما بما نحن فيه؟ فهما عن الفعل الثلاثي المجرد اللازم يتعدى بالهمزة أو التضعيف وأثرى ثلاثي في أصله مزيد لازم في استعمال العرب، فما الصلة بين الأمرين، أرجو التكرم بإعادة النظر في موضع النزاع تحديدا ثم الطعن في الفيل لا في ظله (ابتسامة)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 01:40 م]ـ
وبمناسبة إعادة النظر ومن باب حبي لك وعلمي بمكانتك في هذه اللغة الشريفة أرجو أن تعيد النظر في توقيعك البدوي القح، فإنه يبدو لي فيه -وقد أكون مخطئا في ذلك-نقص وزيادة وخطأ إملائي: فزد واوا قبل "مسكنه"،واحذف اللام من "لفضائله"؛ليستقيم وزن الرجز، وضع نقطتين على التاء في آخر" القاحلة"؛لأن هذه التاء تنقلب هاء في الوقف لفظا وصوتا لا كتابة وخطا.
وقد لحظت هذا منذ مدة وكنت كلما هممت بتنبيهك إليه تذكرت قول امرئ القيس في معلقته:
مكر مفر مقبل مدبر معا * كجلمود صخر حطه السيل من عل
وقد تشجعت اليوم وفعلتها وأنا بين جبلي طيئ أجا وسلمي حيث عاش امرؤ القيس، فأصبحت ألتفت إلى هذا مرة وهذا أخرى، ولعل ربي يلطف، فتأتي العواقب سليمة (ابتسامات ... )
ـ[جلمود]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 06:50 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا بشر، وإنه ليشرفني ـ أنا وكل فصيح ـ تصحيحكم وتعليقكم، فإن لم نتقبل كلام العلماء فكلام من نتقبل!
ولكن أليس قبل الرمي يراش السهم! ففي كلامكم وهم ولبس.
فالتوقيع من بحر الكامل لا الرجز، وقد أُضمرت بعض تفعيلاته فتشابهت تفعيلة الكامل المضمرة (متْفاعلن دن دن ددن) مع تفعيلة الرجز (مستفعلن ـ دن دن ددن) في الإيقاع الموسيقي، ولعل هذا الإضمار هو سبب اعتقادكم أنه من بحر الرجز، فغفر الله لكم وأضمر للإضمار الشر كله لإضماره لكم السوء عن قصد. (ابتسامة ... )
أما عن الخطأ فهو عن الخطأ بمعزل؛ حيث إنه يجوز قلب تاء التأنيث عند الوقوف عليها هاء كتابة، ومثال ذلك قول الشافعي:
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم ... لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي ... وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه
وأما عن الفيل وطعنه فربما طعنتُه فجرا فلا يركبن عليه أحد الليلة. (ابتسامات)
ولقد حجزت عنك الصخر هذه المرة، وربما في المرة القادمة لا أستطيع؛ فاحذر لنفسك أو خذ ساترا ودع الصخر يحط من عل (دعابة ومحبة).
والسلام!
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 09:23 م]ـ
أخي العزيز جلمود، أما أنت فنعم، فعلمي بحبك للصواب هو الذي جرأني عليك، وسابق معرفتي بقبولك الحق إذا ظهر هو الذي حملني على تصحيح ما بدا لي خطأ من قولك، ولم أستبعد أن أكون مخطئا في مشاركتي السابقة. أما كل فصيح فلا، ألم تر المعارك التي نشبت وكادت تتحول إلى داحس وغبراء أخرى بسبب تصحيح خطأ صغير، مثل لجئت في لجأت، ونحوها. ولولا حكمة بعض المشرفين الكرام، كأبي طارق مثلا- والحكمة يمانية-لكنت ترى غبار تلك المعارك في أرجاء الفصيح إلى اليوم. فالحمد لله الذي عصم سيفك من تلك الدماء كما عصم لسانك-والقلم أحد اللسانين-من تلك الأعراض.
صدقت-أخي الكريم- في ردي من الرجز إلى الكامل، وليست هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها هذا، ولعلها تكون الأخيرة، غفر الله لي ولك وأضمر عني هذا الإضمار الذي جعلني أخطئ قبل ذلك في بيت أميرالشعراء-أعني شوقيا-رحمه الله- لا الزيف الذي نرقبه هذه الأيام من غير شوق مراقبة المشوق المستهام-:
قم في فم الدنيا وحي الأزهرا * وانثرعلى سمع الزمان الجوهرا.
فحسبته من الرجز حتى قرأت بقية القصيدة الرائعة، فعلمت أنه من الكامل وقد فعل به-كما فعل بي- الإضمار الأفاعيل.
¥