تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو قصي]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 01:06 ص]ـ

أخي الأستاذ الفاضل / خالد الشبل - عفا الله عنه -

ذكرتَ - حفظك الله - (أن الجازم حَذف الحرف، لأنه بمنزلة الحركة، والجازم لمّا لم يجد حركة يحذفها حذف الحرف، فكأنّ الواو والياء تنزلتا منزلة الضمة، والضمة لمّا زالت للجازم زالت الواو والياء له، ثم جرت الألف مَجراهما؛ فحروف العلة أشبهت الحركة، لأنّ الحركة مأخوذة منها).

ورددتَ علةَ التمييزِ بنحو (يسعَى) وقد رددتُ هذا الاعتراضَ بقولي:

(فإن قلتَ: فما بالهم يقولون: (هذا موسى) فيقدرون الرفع، و (رأيتُ موسى) فيقدرون النصبَ، ولم يحذفوا شيئًا. قلتُ: لأنهما في المنزلةِ سواءٌ؛ إذ كلاهما علامةُ إعرابه وجوديةٌ).

فالعلة التمييز بين العلامة الوجودية، والعلامة العدمية؛ إذ ليس من العدلِ، ولا العقلِ التسويةُ بين الموجود، والمعدوم.

أما الردُّ على العلةِ التي ذكرتَ فأن يقالَ: إن الشيء المقدَّرَ كالموجودِ؛ فالضمة في (يسعى) مقدرة؛ فكأنها موجودٌ؛ فلِمَ لمْ يكتفوا بحذف الحركة المقدرة في الجزم، فحذفوا معها الحرف، كما اكتفوا بإثباتها مقدرةً في الرفع، فيكون رفع (يسعى) بحركة مقدرة، وجزمه بحذفها، والسباق والسياق ينفيان اللبس بين صورتي الفعل؟ - كما ذكرتَ في المشاركة الأولى -.

ولا يتوجه هذا الاعتراض إلى قولي، لأني لم أقل إن حذفَها لأن الجازم لمّا لم يجد حركة يحذفها حذف الحرف؛ إذ وجد الضمةَ المقدرةَ؛ والمقدَّر في حكمِ الموجودِ؛ ولذلك يعملُ في مسئلة العاملِ.

أما قولك: (والجازم لا يَحذف إلا ما كان علامة للرفع، وهذه الحروف ليست علامة للرفع، وإنما العلامة ضمة مقدّرة) فنعم هو الأصلُ؛ ولكنهم خرجوا عن ذلك في هذه المسئلةِ؛ وهذه الحجة التي ذكرتَ إما أن يكونَ مرجعها العقل، وإما الاستقراء؛ فأما العقلُ فبيّنٌ أنه لا يقتضي ذلك. وأما الاستقراءُ فناقصٌ، لأنه مما يجبُ أن يدخل فيه هذه المسئلةُ؛ فإن كانت داخلةً فيهِ فالحكمُ إذن غيرُ كلّيّ، وإن كانت غيرَ داخلةٍ فيه، فالاستقراء ناقصٌ؛ فلا يحتجّ به.

أبو قصي

ـ[أبو قصي]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 01:45 م]ـ

وهُنا سُؤالٌ:

قد تقرَّرَ أنَّ الأصلَ المفترضَ للإعرابِ أن يَّكونَ بالحركاتِ. ومنَ المعلومِ أنَّ الأمثلةَ الخمسةَ من الأفعالِ تُعربُ بالنونِ، ثُبوتًا، وحذفًا.

وأنا أسأل:

ما العلةُ التي جعلتهم يعربونَ (يفعلون) - مثلاً - بثبوتِ النونِ في الرفعِ، وحذفها في النصبِ، والجزمِ؟

لِمَ لم يعربوها بالحركاتِ، أو بالواو الموجودةِ، أو بواوٍ أخرى مزيدةٍ؟

ولِمَ اختاروا النونَ خصوصًا؟

ولِمَ ساوَوا بينَ النصبِ، والجزمِ؛ إذ حذفوا النونَ، معَ أنَّهما مختلِفانِ، كما في المضارعِ المجرَّدِ الصحيحِ منه، والمعتلِّ؟

أنتظرُ آراءَكم، معَ الشكرِ.

أبو قصي

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 05:49 م]ـ

أود أن أقول كلمة وإن جاءت بعد جهود باحثين لا يشق لهم غبار وإن هي إلا ملحوظات يسيرة.

1 - البصريون يرون الأمر مبنيًّا ابتداء وأما الكوفيون فيرونه فرعًا على المضارع فهو معرب إعرابه.

2 - أهملت الأقوال قولاً أراه جديرًا بالوقوف عنده وهو قول السهيلي الذي يذهب إلى إعراب الفعل المضارع المسند إلى نون النسوة وحذفت الحركة كراهة توالي المتحركات كما حدث في الفعل الماضي.

3 - القضية بعضها ينتمي إلى التصريف وهو إسناد الفعل إلى الضمائر وأثر هذا في بنية الفعل، وهذا يشمل الفعل المضارع المسند إلى ضمير بارز (ا، و، ي، ن). وهذا الفعل غير منته بحرف إعراب تظهر عليه الحركات أو تقدر بل انتهى بضمير أما الفعل المجرد من الضمائر البارزة فهو محل التأثر الإعرابي.

4 - الجزم سلب لحركة آخر الفعل، فالصحيح ينتهي بحركة قصيرة تحذف ويسمى جزمًا وعلامته الكتابية السكون، والمنهي بمد هو صوتيًّا حركة طويلة تقدر بضعفي الحركة القصيرة ولذلك تقصر الحركة الطويلة كأنما حذفت إحدى الحركتين.

5 - القول بأن قبل المدود حركات من جنسها وهم من أوهام النحويين ومن يتابعهم في ذلك.

6 - اللغة ظاهرة منطوقة صوتية في المقام الأول.

7 - ليس من المقبول أن نحمل أذهان البدو الذين استعموا اللغة بسليقة جملة من العلل التي هي في كثير من أفكارها من ابتداع النحويين تأسيسًا على مصادرات هم وضعوها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير