8 - دعوة من القلب لكل مشتغل في علم العربية أن يجعل التواضع منهجه والوضوح سبيله فليس العلم بكثرة المصطلحات ولا بكثرة التفريعات.
9 - في الغالب أني قد رسبت في هذا الاختبار؛ ومع ذلك أرجو أن يتقبل قولي هذا بصدر رحب وأن يلتمس لي العذر إن كنت أخطأت في أمر، فلست بطالب سوى الاجتهاد.
10 - أرجو أن يترفق من يريد ردّ قولي وأن يحسن إلي بأن يتفهم مرادي.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 09:05 م]ـ
وهُنا سُؤالٌ [/ col
[color="blue"] وأنا أسأل:
ما العلةُ التي جعلتهم يعربونَ (يفعلون) - مثلاً - بثبوتِ النونِ في الرفعِ، وحذفها في النصبِ، والجزمِ؟
لِمَ لم يعربوها بالحركاتِ، أو بالواو الموجودةِ، أو بواوٍ أخرى مزيدةٍ؟
ولِمَ اختاروا النونَ خصوصًا؟
ولِمَ ساوَوا بينَ النصبِ، والجزمِ؛ إذ حذفوا النونَ، معَ أنَّهما مختلِفانِ، كما في المضارعِ المجرَّدِ الصحيحِ منه، والمعتلِّ؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أولا: أحيي ذلك العالم الجليل، وهذا التواضع النبيل، وهذا الشخص الحبيب المحبوب الأستاذ الدكتور أبا أوس الشمسان.
وما أجمل ما يكتب، وما أحسن ما يرى!
وإنني - والله - من أصغر تلاميذ الأستاذ الدكتور أبي أوس، وليس لي إلا أن أقبل كلامه، وأطأطئ رأسي احترامًا لما يقول.
واسمح لي - أبا قصي - أن أحاول مجرد محاولة؛ فما أنا ممن يعرف مقاصد النحاة، ولما أشبَّ عن الطوق غِرًّا غمرًا قليل علم.
جوابي - على ضعفه - هو:
الأصل في الفعل المضارع أن يعرب بالحركات، ولكن إذا دخلت واو الجماعة على الفعل المضارع مثل:
يذهبُون + لن يذهبَوا + لم يذهبْوْا.
لا تكون الواو - هنا - علامة إعراب؛ لأنها موجودة رفعًا ونصبًا وجزمًا، ولأن هذه الواو فاعل. ويبدو لي أن العلماء قالوا (والله أعلم):
هنا وقعت مشكلة في اللغة وهي: التقاء الساكنين في حالة الجزم؛ ولكي يجعلوا القاعدة مطلقة مطردة نقلوا الإعراب من آخر الفعل المضارع إلى النون، وهذه النون جعلوها بمثابة النون في المثنى والجمع المذكر السالم.
ففي الرفع تثبت، وفي النصب والجزم تحذف بهما، وللنصب حروف تدل عليه، وللجزم حروف تدل عليه؛ ولهذا ساووا بينهما.
وأنا الآن أقول في نفسي - أبا قصي - يبدو أنني أجبت إجابة صحيحة، أو أجبت إجابة خرافية، وليس هذا بغريب على طالب علم مبتدئ:).
ـ[أبو قصي]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 09:08 م]ـ
أود أن أقول كلمة وإن جاءت بعد جهود باحثين لا يشق لهم غبار وإن هي إلا ملحوظات يسيرة.
1 - البصريون يرون الأمر مبنيًّا ابتداء وأما الكوفيون فيرونه فرعًا على المضارع فهو معرب إعرابه.
2 - أهملت الأقوال قولاً أراه جديرًا بالوقوف عنده وهو قول السهيلي الذي يذهب إلى إعراب الفعل المضارع المسند إلى نون النسوة وحذفت الحركة كراهة توالي المتحركات كما حدث في الفعل الماضي.
3 - القضية بعضها ينتمي إلى التصريف وهو إسناد الفعل إلى الضمائر وأثر هذا في بنية الفعل، وهذا يشمل الفعل المضارع المسند إلى ضمير بارز (ا، و، ي، ن). وهذا الفعل غير منته بحرف إعراب تظهر عليه الحركات أو تقدر بل انتهى بضمير أما الفعل المجرد من الضمائر البارزة فهو محل التأثر الإعرابي.
4 - الجزم سلب لحركة آخر الفعل، فالصحيح ينتهي بحركة قصيرة تحذف ويسمى جزمًا وعلامته الكتابية السكون، والمنهي بمد هو صوتيًّا حركة طويلة تقدر بضعفي الحركة القصيرة ولذلك تقصر الحركة الطويلة كأنما حذفت إحدى الحركتين.
5 - القول بأن قبل المدود حركات من جنسها وهم من أوهام النحويين ومن يتابعهم في ذلك.
6 - اللغة ظاهرة منطوقة صوتية في المقام الأول.
7 - ليس من المقبول أن نحمل أذهان البدو الذين استعموا اللغة بسليقة جملة من العلل التي هي في كثير من أفكارها من ابتداع النحويين تأسيسًا على مصادرات هم وضعوها.
8 - دعوة من القلب لكل مشتغل في علم العربية أن يجعل التواضع منهجه والوضوح سبيله فليس العلم بكثرة المصطلحات ولا بكثرة التفريعات.
9 - في الغالب أني قد رسبت في هذا الاختبار؛ ومع ذلك أرجو أن يتقبل قولي هذا بصدر رحب وأن يلتمس لي العذر إن كنت أخطأت في أمر، فلست بطالب سوى الاجتهاد.
10 - أرجو أن يترفق من يريد ردّ قولي وأن يحسن إلي بأن يتفهم مرادي.
حيَّاك الله أخي المبارَك الدكتورَ أبا أوسٍ
بل شرَّفتَ هذه الصفحةَ بإطلالتِك الكريمةِ.
وأنا إنما أطرحُ هذا معَ معرفتي أنَّ ثَمَّ من هو أعلمُ منِّي وأبصرُ؛ ولكنها آراءٌ، وأنظارٌ. وليس غرضي ممَّا أطرحُ إلا الاستفادةَ، والإفادةَ. ولا أبرِّئ نفسي من الخطأ في هذا، أو التقصير. وأستغفرُ الله لي، ولإخواني المسلمينَ.
أمَّا ما تفضلتَ بهِ من الرأيِ على موضوعي هذا، فلو كانَ موجَّهًا إلى شيءٍ معيَّنٍ من كلامي، لأجبتُ عنه.
هذا، وأشكرُ لكَ هذه اللطائفَ المؤنِقةَ التي أتحفتنا بها. ولعلَّ لي عودةً إلى شيءٍ منها.
- وما زلتُ أنتظرُ الآنَ من الإخوةِ الكرامِ أن يُبدوا آراءَهم في السؤالِ السالفِ.
أبو قصي
¥