[علمت زيدا أخا من ...]
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال أظن جوابه سهلا، لكني طرحته للتسلية النحوية، ولعله لا يخلو من فائدة!
عَلِمْتُ زيداً أخا مَنْ هو غالبٌ؟
علِمْتُ زيداً أخا مَنْ هو غالبٌ.
لعلنا نلحظ التطابق اللفظي في الجملتين مع اختلاف المعنى كما تعلمون، والسؤال:
في الجملة الأولى حكم إعرابي متعين لايستقيم الإعراب إلا به، وحكم ممتنع، فإذا انتقلت إلى الجملة الثانية وجدت الحكمين نفسيهما لكنْ يصير الحكم الممتنع متعينا والمتعين ممتنعا. مع العلم أن الحكمين المتضادين يدوران حول كلمة واحدة في الجملتينن.
فما الحكمان؟ وما سبب كل من الامتناع والتعين في كل؟
ولكم الود كل الود.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 11:57 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله
أهلا أخي علي
هي محاولة:
في الجملة الأولى (أخا) اسم مقصور، وهي لغة في الأسماء الستة، وهي مفعول به ثان منصوب وعلامته فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والجملة الاستفهامية فيها قول مضمر، أي: أخا مقول فيه من هو يغلب؟، فجملة (من هو يغلب؟) في محل نصب مقول القول، وجملة (مقول ... ) في محل نصب صفة لـ (أخا).
أما الثانية فـ (من) موصولة، وهي مضافة إليه، و (أخا) مضاف، وهو منصوب على أنه مفعول به ثان وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة.
لعل الحكم الممتنع أنّ الأسماء الخمسة لا تضاف للجمل كما في الجملة الأولى لذا اعتبرناها أتت على لغة القصر، والحكم المتعين أن تضاف للمفردات كما في الجملة الثانية حينما أضيفت لـ (من) الموصولة لذا أعربت إعراب الأسماء الستة بالألف نصبا.
والله أعلم
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 12:30 ص]ـ
أخا: في الأولى مفعول به لاسم الفاعل مقدم وجوبا، ولا يجوز أن تكون مفعولا به لعلمت. والمعنى: علمت زيدا غلب أخا من؟
أخا: في الثانية: مفعول به لعلمت، ولا يجوز أن تكون مفعولا به لاسم الفاعل.
والمعنى: علمت زيدا أخا الذي غلب.
والله أعلم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 10:17 م]ـ
مرحبا أخي العزيز أبا تمام
محاولتك موفقة في إعراب الجملة الثانية، ولولا أنك استعجلت لوصلت إلى المطلوب؛ لأنه يسير على أمثالك، ولم يكن السؤال إلا تذكيرا بجانبين من قاعدتي الاستفهام والموصول، فلك الشكر، وليجزك الله خيرا على اجتهادك.
أهلا بك أخي الحبيب محمد عبد العزيز
لا أملك إلا أن أزجي إليك عظيم الشكر على طرحك المتميز ولا سيما سلسلة (فكر معي) التي أنا من المعجبين بها.
أما جوابك هنا فقد كنت إلى المطلوب (أهدى من قطاة)! فليزد الله بصرك وبصيرتك نورا إلى نور!
واستكمالا للفائدة أستأذنك في التعليل لما ذكرتَ:
في الجملة الأولى: امتنع انتصاب (أخا) بالفعل (علم) لأن (أخا) مضاف إلى اسم الاستفهام فلا يعمل فيه ما قبله لحقه في الصدارة.
وتعين أن يكون ناصبه اسم الفاعل (غالب) لأنه العامل الوحيد المتأخر عنه.
وفي الجملة الثانية: امتنع ما كان متعينا في الجملة الأولى حيث امتنع هنا انتصاب (أخا) باسم الفاعل (غالب) لأن اسم الفاعل بعض جملة الصلة ولا يجوز أن يكون معموله متقدما على الموصول.
وتعين ما كان ممتنعا في الجملة الأولى، حيث تعين هنا أن يكون (أخا) منصوبا بالفعل (علم) لأنه العامل الوحيد المتقدم على الموصول.
هذا والله أعلم.
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 11:10 م]ـ
أستاذي الفاضل عليا بارك الله فيك، وأخبرك أن مثل هذا الطرح يستهويني، فأنت تصنع أسئلة من عقلك واستنتاجك وتترك لنا مساحة من التفكير، أما أن أنقل شاهدا من كتاب، أو آية من كتاب الله ونسأل فيهما، ويأتي أحد الإخوة، ويفتح كتاب إعراب، وينقل منه صفحة أو اثنتين، فمثل ذلك لا يستهويني، فلا بد أن نحاول الإبداع ما أمكن، وأن نعرض آراءنا نحن ما أمكن، وألا نسلم كل التسليم لآراء السابقين مع كل احترامنا لهم، ولكن أقوالهم تحتمل الصواب والخطأ؛ فهم بشر غير معصومين.
مع خالص تحياتي أستاذي العزيز
ـ[أبو تمام]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 11:38 م]ـ
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا على ما تقدموه هنا وهناك.
أخي الحبيب عليا، هناك قاعدة عند النحاة تقول: ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله، وهذا القاعدة مشهورة جدا عندهم، لذا وجهت الكلام على مقتضاها.
والسؤال كيف التوفيق بين توجيهكما وهذه القاعدة؟
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 01:20 ص]ـ
أخي الحبيب عليا، هناك قاعدة عند النحاة تقول: ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله، وهذا القاعدة مشهورة جدا عندهم، لذا وجهت الكلام على مقتضاها.
والسؤال كيف التوفيق بين توجيهكما وهذه القاعدة؟
مرحبا بالحبيب أبي تمام
لا تعارض بين القاعدة وبين إعراب أخينا محمد الذي وافقتُه فيه، وبيان ذلك أن اسم الاستفهام نفسه لا يعمل فيه ما قبله إلا الجار والمضاف، ولكنه يقع معمولا لما بعده مثل: منْ رافقتَ في سفرك؟ فإذا قلت: أخا من رافقتَ في سفرك؟ اكتسب المضاف حق الصدارة فأخذ حكم اسم الاستفهام قبل الإضافة.
على أن المضاف (أخا) لا يعد ـ من حيث الحكم ـ متقدما على اسم الاستفهام لأنهما بمنزلة الكلمة الواحدة، فامتنع أن يعمل فيه ما يمتنع أن يعمل في اسم الاستفهام، وجاز أن يعمل فيه ما يعمل في اسم الاستفهام.
والله أعلم.