[أنواع (لا)؟!]
ـ[سيف الإسلام الشعلان]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 05:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
ففي اللغة العربية حروف تتعدد استخداماتها ودلالاتها مع أن صورة الحرف تكون واحدة!!
وهذا التعدد في المعاني والاستخدامات مع كون صورة الحرف واحدة تجعل الكثير من الناس يقع في الخطأ عند استخدام هذا الحرف ..
ومن هذه الحروف حرف (لا).
فسنذكر هنا أقسام هذا الحرف وشيئا مما يميز كل قسم عن الآخر.
لـ " لا " عدة أقسام: ـ
1 ـ " لا " النافية. 2 ـ " لا " الناهية. 3 ـ " لا " الزائدة.
- (لا) النافية للجنس:
تعريفها: حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس اسمها بغير احتمال، لأكثر من معنى واحد.
وتعرف بـ " لا " الاستغراقية، لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير احتمال.
وتعرف بـ " لا " التي للتبرئة، لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر.
مثال: لا محاباة في الدين. لا إله إلا الله. لا كافر ناج من النار.
ومنه قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له}.
وقوله تعالى: {لا غالب لكم اليوم من الناس}.
ومن التعريف السابق يكون قد خرج من حيزها " لا " التي لنفي الوحدة العاملة عمل ليس، لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها.
نحو: لا كرسيٌ في الفصل، ولا قلمٌ في الحقيبة.
ومنه قوله تعالى: {ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
وهذا يعني أن في الفصل أكثر من كرسي، وأن في الحقيبة أكثر من قلم.
غير أن الحكم لم ينتف عن جميع أفراد الجنس الواحد، لذلك كانت " لا " النافية للوحدة تحتمل لأكثر من معنى، وقد ورد عن بعض النحويين أن عمل " لا " النافية للوحدة فيه شذوذ.
عمل " لا " النافية للجنس:
تعمل " لا " عمل " إن " وأخواتها، فتنصب الاسم ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، كما في الأمثلة السابقة.
ومنه قوله تعالى: {لا مبدلَ لكلماته}.
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا أحدَ أغير من الله ".
ومنه قول عمرو القنا:
لا قومَ أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أنسابكم ذودوا
شروط عملها:
لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي:
1 ـ أن يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله، و أو تكون نافية أصلا.
نحو قوله تعالى: {لا إكراهَ في الدين}.
وقوله تعالى: {فلا جناحَ عليهما}.
ومنه قول عبد الله بن الحشرج:
رأيت الفتى يفنى وتبقى فعاله ولا شيءَ خير في الحديث من الحمد
فإذا لم يكن النفي مستغرقا لجميع أفراد جنس اسمها، أو لم تكن نافية أصلا، بطل عملها، وتكون حينئذ اسما بمعنى " غير "، أو زائدة.
فمثال مجيئها اسما بمعنى غير: عاقبت المهمل بلا رحمة.
والدليل على اسميتها قبولها حرف الجر، وحروف الجر لا تدخل على الحروف الأخرى.
وتقدير المعنى: بغير رحمة.
ومثال الزائدة: قوله تعالى في مخاطبة إبليس: {ما منعك ألا تسجد}.
والتقدير: ما منعك من السجود.
2 ـ أن يقصد بنفيها التنصيص، لا الاحتمال، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص، أو الاستغراق، كانت " لا " نافية للوحدة، عاملة عمل " ليس " كما بينا سابقا. نحو: لا لاعبٌ في ارض الملعب.
ومنه قوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ}.
3 ـ ألا تتوسط بين عامل ومعموله، بمعنى: ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها، كحرف الجر، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها.
نحو: حضرت إلى الجامعة بلا تأخير.
ومنه قول الشاعر:
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
الشاهد: بلا جواب، فقد توسطت " لا " بين حرف الجر ومجروره كلمة " جواب ".
4 ـ تنكير اسمها وخبرها، فإن لم يكونا نكرتين، أهمل عملها، وكررت، وعندئذ لا تكون من أخوات " إن "، ولا تعمل عمل ليس، وتكون الجملة بعدها مبتدأ وخبرا. نحو: لا الغنيُ مرتاح ولا الفقيرُ مرتاح.
ومنه قوله تعالى: {لا الشمسُ ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليلُ سابق النهار}.
وقوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم}.
ومنه قول الشاعر:
لا القومُ قومي ولا الأعوانُ أعواني ..............................
¥