[الإضمار في العربية.]
ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 12:55 م]ـ
سلام عليكم
هل من يفيدني في قواعد الإضمار (أو التقدير) في العربية؟ ذلك لأن ثمة سؤالا يؤرقني فيما يخص الإضمار في العربية, ذلك لأني تعلمت أن المضمَر هو يتخلى عنه المتكلم فيسقطه من الكلام إما رغبة منه في الاختصار أو ضرورة تمليها قواعد اللغة نفسها, ولكن هذا المضمَر قابل للظهور, أي أنه من الممكن أن يظهر في جمل مشابهة. ولكني واجهت في العربية استعمالات وتقديرات لا يظهر فيها المضمَر أبدا, حتى حسبته تقديرا نحويا إعرابيا لا لغويا استعماليا, أي أن النحاة لجؤوا إلى تقدير الإضمار لحل مشاكل إعرابية معينة فرضها عليهم قانون اللغة العربية.
مثال:
الجمل الاسمية التي يكون خبرها "جملة فعلية منقوصة":
الرجل يقول الحق.
حيث يقدر النحاة بعد \يقول\ فاعلا لا يظهر أبدا, فلا نقول أبدا \الرجل يقول الرجل الحق\, فإضمار فاعل لا يظهر أبدا أعتبره تعسفا مع اللغة ذلك وحسب رأيي أن النحاة وضعوا القاعدة وهي \فعل فاعل مفعول به\ وأرغموا كل الجمل أن تأتي حسبها, فلما لم يكن ذلك, لجؤوا إلى الإضمار والتقدير.
ربما يختلف معي الكثيرون أو الكل, ولكنها قضية مهمة جدا بالنسبة إليّ أعطيكم تفاصيلها لاحقا بإذن المولى.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27968
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 02:07 م]ـ
أكرمك الله أخي ضاد، وأهلا بك غائبا حاضرا
وأقدر سلفا مدى حيرتك في أمور أشكلت عليك نتيجة وعي مسبق منك بأمر اللغة، ولا سيما وأنت اللساني المبدع، وأسأل الله لك التوفيق
وفيما يخص الإضمار فأتداخل معك على عجل، وإلا فالمسألة برمتها تحتاج إلى تداخلات
أمسك هنا بطرف الخيط حول الجملة العربية، فالجملة كما لا يخفى عنك مركب إسنادي يحيلنا إلى تقصي نوعين من الجمل إسمية وفعلية، تركيب كل منهما إسنادي، فالإسمية من مبتدأ وخبر، والفعلية من فعل وفاعل .. وفيما يخص استشكالك إضمار الفاعل في نحو: الرجل يقول الحق، وقولك بأنك ترى تعسفا ملموسا كون الفاعل غير ظاهر!
والقضية يا صديقي ليس للنحاة فيها احتكار بل هي ما يفرضه الاستعمال اللغوي أو اللساني إن شئت الدقة في التعبير
أظننا تملصنا من المسألة، لا عليك، نعود إليها!
في قولنا: يقول الرجل الحق، لا إشكال هنا، فالمركب فعلي، أسند الفعل إلى فاعله
ويتجلى الإشكال عندك في نحو: الرجل يقول الحق! وهنا نقول بأن ثمة تركيبان متداخلان تركيب اسمي يمثل الوحدة الكبرى: الرجل / المبتدأ المرفوع، وخبره / الجملة الفعلية أو المركب الإسنادي الفعلي - الوحدة الصغرى، وكلاهما يمثل نسيج النص
والمركب الإسنادي الفعلي أو الوحدة الصغرى: يقول الحق، مكون من فعل / يقول، والفاعل المضمر / هو. ولا يمكن بحال تصور فعل في مركب فعلي دون فاعل، نص على ذلك المشتغلين على اللغة، فقال أحدهم:
وبعد فعل فاعل ... أي أن وجود الفاعل حتمي، ولا يمكن الاستغناء عنه كركن من ركني الجملة الفعلية، وتلك الحتمية أي حتمية وجود فاعل في سياق تركيبي فعلي له صورتان لا يخرج عن إحداهما، فإما أن يكون الفاعل ضاهرا كقولنا: يرسمُ الفنانُ لوحةً، وهنا لا بد من ظهور الفاعل، وإلا ينصرف السياق إلى غير فائدة مرجوة تتموضع في ذهنية المتلقي، وربما يترك السياق احتمالات تصدق ولا تصدق، فكيف يدرك المتلقي ما تعنيه في سياق: يرسم لوحة؟؟؟ سيبادرك المتلقي بسيل من الأسئلة من مثل: أين الفاعل في خطابك؟ من يرسم اللوحة في سياقك؟ ما الذي تحيلني إليه جملتك؟؟ أين ما يفسر سياق تعبيرك؟؟
والصورة الثانية للفاعل هي أن يكون الفاعل مضمرا في نحو: الفنانُ يرسمُ ? لوحةً
ولا يجد المتلقي للخطاب هنا أدنى حيرة، إذ أن سياقا مقدما يفسر الفاعل ويدل علية، فلا حاجة لظهوره من جهة، ومن جهة أخرى يحسن تقديره كمضمر فسره سياق مذكور قبله، ودعني أقحم لك أمثلة، إذا قلت مثلا: ضادُ يكتب مشاركة في منتدى النحو!
ألا ترى معي أنك لست في حاجة إلى إعادة تكرار الفاعل ظاهرا في سياق: يكتب مشاركة في منتدى النحو؟! إن أجبتني بقولك: نعم لست في حاجة إلى ذكر الفاعل ظاهرا بل نقدره مضمرا. فأشد على يديك بقوة وأسألك مجددا ما الذي جعلك تستغني عن ذكر الفاعل ضاهرا وتكتفي بتقديره مضمرا؟؟
ستبادرني بقولك: هذا ما أسأل عنه، وأجيبك بدوري: ما يجعلك تستغني عن ذكر الفاعل ظاهرا هو وجود سياق دل على الفاعل في السياق وهو " ضاد "
وعليه أحال، فيحسن بنا ألا نكرره على نحو: ضاد يكتب ضاد مشاركته
أما إن أجبتني - وهذا في معرض قولك عن التعسف - أنك لا توافق على إضمار الفاعل، فهنا أحيلك إلى سياق وعليك أن تذكر فيه الفاعل ظاهرا غير مقدر، وأترك عندها النص برمته إلى ذائقتك اللسانية:
يقبل الدارس على الدرس، منتبها إلى الشرح، يصغي في اهتمام، يسأل المعلمَ، يشارك في الإجابة.
تحياتي
¥