مَعًا عَلى ضِفَافِ الأَلْفِيَّةِ – ج2
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن نستأنف معا دروس الألفية بعد توقف، ونسال الله التوفيق والإعانة
كما يسعدني أن تتم دروسنا على شكل تفاعلي لتعم الفائدة المرجوة، وبالله التوفيق.
سبق الحديث أحبابي عن الأفعال الناسخة وأنها تعمل في المبتدأ والخبر بحيث ترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها .. نحو: كان الجوُّ صَحْواًفكان: فعل ماض ناسخ مبني على الفتح
الجوُّ: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
صحوا: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
وحديثنا اليوم عن الحروف التي تعمل عمل الأفعال الناسخة، يقول ابن مالك رحمه الله:
إعمالَ (ليس) أُعملتْ (ما) دون (إن) = مَعَ بَقَا النَّفْيِ وترتيبٍ زُكِن
وسبقَ حرفِ جرّ ٍ اَو ظرف ٍكـ (ما = بي أنت معنيًّا) أجازَ العُلَما
وهذه الحروف هي: " ما، لا، لات، وإن " .. ونتساءل لماذا أشبه عمل هذه الحروف عمل " ليس "؟!! بمعنى ما الذي دفع النحويين إلى تشبيه هذه الحروف بـ: ليس؟!
والجواب أن هذه الحروف تعمل عمل الأفعال الناسخة " كان، صار، ظل ..... الخ "
ثم أن هذه الحروف تقتضي النفي، ولا نرى ما يقتضي النفي من جملة الأفعال الناسخة إلا الفعل " ليس "، لذا أشبهت هذه الحروف " ليس " في العمل نسخا ونفيا.
أي أن عمل هذه الحروف يشبه عمل ليس على أنها لنفي الحال من جهة ومن جهة ثانية رفعها لاسمها ونصبها للخبر
لذا نص ابن مالك في بدء الباب بهذا الحكم:
إعمال ليس أعملت ما ...
ونحاول أن نقترب من التنظير هنا بضرب أمثلة على النحو التالي:
ليس زيدٌ فاهما / ما زيدٌ فاهما
أي أن " ما " تعمل عمل ليس، ونتساءل عن العمل الذي عملته ما هنا والجواب عند الشيخ: إعمال ليس أعملت "ما"، بمعنى رفع المبتدأ اسما، ونصب الخبر، وعليه:
ما زيدٌ فاهما / ما نافية تعمل عمل ليس، زيدٌ اسم ما مرفوع، فاهما خبر ما منصوب.
وقد يتساءل بعضكم عن البيت التالي:
وَمُهَفْهَفُ الأَعْطافِ قُلْتُ لَهُ انْتَسِبْ =فَأَجابَ: مَا قَتلُ المُحِبِّ حَرامُ
ويستشهد مستغربا بأن "ما" في البيت السابق لم تعمل شيئا في مدخولها، فلا هي رفعت الاسم ولا هي نصبت الخبر، وعندها يسأل:
أليس ابن مالك قرر أن "ما" تعمل عمل ليس في قوله: إعمال "ليس" أعملت "ما"!!
نقول: بلى، قرر الشيخ حكما كهذا!
ويواصل السائل تساؤلاته: لكنها لم تعمل في البيت!!
يجيب الشيخ: إن "ما" في البيت غير "ما" في معرض الدرس!
كيف ذاك؟!
هي "ما" التميمية وهي غير عامله، أي لا تعمل عمل ليس فهي مهملة، والتميميون يهملونها فلا نجد لها عملا عندهم، والسياق: ما قتلُ المحب حرامُ
ما/ نافية لا عمل لها، قتل / خبر مقدم مرفوع ومضاف / المحب: مضاف إليه / حرام: مبتدأ مؤخر مرفوع.
ونعود لنتساءل عن "ما" العاملة عمل ليس، ماهي؟ نقول هي "ما" الحجازية وتعمل عمل ليس في ظل شروط ذكرها ابن مالك في ثنايا أبيات الباب من ذلك قوله:
دون إن، مع بقا النفي، وترتيب زكن!
وإليكم تفصيل شروط عمل ما:
- ألا يزاد بعدها "إن"، فإن زيدت بطل عمل ما نحو:
ما إنْ زيدٌ فاهمٌ، برفع الخبر "فاهم " ولا يجوز النصب.
- ألا ينتقص النفي بإلا نحو: ما زيدٌ إلا فاهمٌ، برفع الخبر "فاهم" فلا يجوز النصب، ومثله قوله تعالى " ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا "
- ألا يتقدم خبرها على اسمها وهو غير ظرف ولا جار ومجرور، فإن تقدم وجب رفعه نحو: ما فاهمٌ زيدٌ، فلا نقول: " ما فاهما زيدٌ " وفي المسألة خلاف
- ألا يتقدم معمول الخبر على الاسم وهو غير ظرف ولا جار ومجرور، فإن تقدم بطل عملها نحو: ما درسَكَ زيدٌ فاهمٌ، فلا يجوز نصب فاهم، وفي المسألة خلاف أيضا
- ألا تكرر " ما " فإن تكررت بطل عملها نحو: ما ما زيدٌ فاهمٌ، فلا يجوز نصب فاهم، لأن نفي النفي إثبات، أي أن "ما" الأولى نافية، و"ما" الثانية نفت النفي، وفي المسألة خلاف كذلك
- ألا يبدل من خبرها موجب فإن أبدل بطل عملها نحو: ما زيدٌ بشيء إلا شيء لا يعبأ به. فـ: بشيء في موضع رفع خبر عن المبتدأ، ولا يجوز أن تكون في موضع نصب وفي المسألة تفصيل كثير
يتبع
ـ[جلمود]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 01:40 ص]ـ
سلام الله عليكم،
جزى الله خيرا أستاذنا الأديب مغربي وبارك فيه ووفقه لما يحبه ويرضاه!
وأحب أن أسجل شكري وامتناني له على فتحه بستان الألفية ورياضها مرة أخرى،
ولله در أستاذتنا إذ قالت:
لله درُّ شيخنا مغربي وهو يشرح الألفيّة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13499)
فيُمتع ويستمتع ..
هلمُّوا إلى بستانِنا نتأنّقُ فيه
من يأتي معنا؟
ـ[دعدُ]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أستاذنا.
استئناف الدرس بشارة عظيمة، مع أن النعاس غلبني إلا أن متعة الدرس غلبَتْهُ:).
إذن أهل الحجاز يقولون: ما قتلُ المحبّ حرامًا؟ صحيح؟
حسنًا .. بما أن طائر النوم حلق بعيدًا ائذن لي أن أمثل بجملة مفيدة ...
ما سهرُ الليل على ضفاف الألفية إلا شرفًا.
هاه ..
عفوًا ...
لقد غفوت ..
أقصد (شرفٌ):)
¥