تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النفي ب (لن)]

ـ[الدرعمي]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 03:03 م]ـ

عند النفي بالأداة (لن) هل تفيد تأكيد النفي في المستقبل فقط؟ أم تفيد تاكيده مع التأبيد؟

ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 04:34 م]ـ

لا تفيد التأبيد خلافا للزمخشري غفر الله له، ومن الأدلة على ذلك:

قوله تعالى: (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا)، مع أنهم يتمنونه بعد ذلك كما في قوله تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)، ولو كانت للتأبيد لكان ذكر "أبدا" حشوا يتنزه عنه كلام الباري، عز وجل، وقد علم أن الأصل في الكلام: حمله على التأسيس، أي: تأسيس معنى جديد لم يدل عليه الكلام السابق، فلفظ: "أبدا" هنا إما أن يكون: تأكيدا للنفي، وإما أن يكون تأسيسا لمعنى جديد هو: التأبيد، دلالة على شدة تعلقهم بالدنيا، مع أن حالهم سيتغير إذا ما ذاقوا العذاب، وإذا دار المعنى بين: التأسيس والتأكيد، فحمله على التأسيس أولى، فلا تفيد "لن" بمادتها: التأبيد.

ونظيره:

قوله تعالى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا)، ولو كانت تفيد التأبيد بمادتها، لاكتفوا بها دون النص على التأبيد.

وقوله تعالى: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا).

وفي: قوله تعالى: (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)، جعل للنفي غاية، وهي: إذن يعقوب عليه الصلاة والسلام أو حكم الله عز وجل، فدل ذلك على أن النفي غير مؤبد.

وكذا في قوله تعالى: (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)، فجعل للنفي، أيضا، غاية، وهي: رجوع موسى عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن النفي غير مؤبد.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير