تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والنص لا يخفى على أمثالكم، وقد ذكر السيوطي - رحمه الله - ما يشابه هذا النص في الهمع ولولا خشية الإطالة لنقلت لك، لكن المهم لسيبويه فيه قولُ أبي حيّان - رحمه الله " وبهذا فسّر السيرافي كلام سيبويه، وهو اختيار ابن عصفور " إذ إن السيرافي - رحمه الله - قد فسّر نصا لسيبويه على حسب فهمه على الكثرة، والقلة في المنع، ولم يفرق بينهما، وهذا فيه نظر، إذ نصّ سيبويه - لا أعلم إن كان هو النص الذي فسره السيرافي أم لا - هو ما يلي:" باب جمع الجمع:-

أمّا أبنية أدنى العدد فتكسّر منها أفعلة وأفعل على فاعل، وعلى أفاعل؛ لأنَّ أفعلاً بزنة أفعل، وأفعلةً بزنة أفعلة، كما أنَّ أفعالاً بزنة إفعال. وذلك نحو: أيدٍ وأيادٍ، وأوطب وأواطب.

قال الأجز:

تحلب منها ستَّة الأواطب

وأسقية وأساقٍ.

وأمَّا ما كان أفعالاً فإنّه يكسّر على أفاعيل؛ لأنَّ أفعالاً بمنزلة إفعال، وذلك نحو: أنعامٍ وأناعيم، وأقوالٍ وأقاويل.

وقد جمعوا أفعلةً بالتاء كما كسّروها على أفاعل، شبّهوها بأنملةٍ وأنامل وأنملات، وذلك قولهم: أعطيات، وأسقيات.

وقالوا: جمال وجمائل، فكسّروها عل فعائل لأنها بمنزلة شمالٍ وشمائل في الزِّنة. وقد قالوا: جمالات فجمعوها يالتاء كما قالوا: رجالات، وقالوا: كلابات.

ومثل ذلك: بيوتات، عملوا بفُعول ما عملوا بفِعال ... .

واعلم أنه ليس كلُّ جمع يجمع، كما أنَّه ليس كلُّ مصدر يجمع ... ". الكتاب تحقيق إيميل بديع، دار الكتب العلمية، 4/ 94 - 96

كلام مهم:

قوله " أمّا أبنية أدنى العدد فتكسّر منها أفعلة وأفعل على فاعل، وعلى أفاعل" فواضح الدلالة على أنّ قصده جموع القلة، وكل ما مثّل به أوزانه، والدليل على ذلك أنّه بدأها بكلمة (فتُكسر) أي كأنه على القياس.

وحينما أتى على جمع الجموع المسموعة التي لا يقاس عليها قال: (وقد جمعوا أفعلةً بالتاء ... )، و (وقالوا: جمال وجمائل ... )، و (وقد قالوا: جمالات فجمعوها .. ) إلخ ... ، فدلّ بذلك على أنها مسموعة وليست مقيسة، لأنها من أوزان الكثرة وليست للقلة (عملوا بفُعول ما عملوا بفِعال)، إلا أنّه ذكرها في هذا الباب ليدلك على أنّ جمع جمع الكثرة جمعت ولكنها مسموعة.

ولو يرى قياسه فلماذا لم يقل (تُكسّر) كما قاله في جموع القلة، ولماذا حينما وصل لأوزان الكثرة قال (وقالوا - وكسّروا)؟

هذا أمر، والأمر الآخر أنه - رحمه الله- ختم بخاتمة أرى أنها هي الفيصل يقول:" واعلم أنه ليس كلُّ جمع يجمع، كما أنَّه ليس كلُّ مصدر يجمع " وهذه قاعدة مقيسة لا سماعية، فدلّ بكلامه أنّ هناك جموع تجموع قياسا، وجموع لا تجمع قياسا أي سماعية.

وما ذكره الأستاذ الفاضل أبو مالك عن الرضي -رحمه الله- خير شاهد على أنه فهم النص فهما مغيارا لفهم السيرافي - رحمه الله- ولو كان يرى برأيه لذكره.

والله أعلم

ـ[ابن النحوية]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 06:35 ص]ـ

أحسن الله إليك أخي وأستاذي أبا تمام.

جَمْعُ جموعِ القلة فيها خلاف هذا ما أفادنا به أبو حيان ــ رحمه الله ــ.

لكن مشكلة (ما عليه الأكثر) و (السواد الأعظم من النحاة) فيها نظر.

ونصُّ سيبويه كما ترى وكالعادة يختلف النحويون في تفسيره حتى قال ابنُ يعيش: إن كلامه فيه تسامح في العبارة.

لكن الذي أفادناه الموضوع أن جمع القلة مختلفٌ في جَمْعه، وهذا ما أردناه هنا، أما الترجيح فله بابٌ آخر، وكلٌّ يختار ما يراه صوابا.

شكر الله لك ولأستاذنا أبي مالك.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 11:37 م]ـ

وفقكم الله

الأخ الكريم (ابن النحوية)

قول ابن يعيش (صاحب الكتاب) إنما يقصد به الزمخشري، لا يقصد سيبويه، وأما سيبويه فقد استشهد ابن يعيش بكلامه ليقرر أن جمع الجمع غير مقيس، ففهم ابن يعيش لكلام سيبويه موافق لفهم السيرافي ولفهم الرضي، وموافق لفهمك وفهمي.

والذي يظهر أن السيوطي نقل عبارة (الأكثر) عن أبي حيان كما هي عادته، رحم الله الجميع.

وفيها نظر كما قال الأستاذ ابن النحوية؛ وذلك لأسباب:

الأول: أنه لم يسم هؤلاء الأكثر، والذين وقفنا نصا على أقوالهم وجدناهم يمنعون، بل السيوطي نفسه نقل في موضع آخر من الهمع عن الفراء الإجماع على أنه لا ينقاس.

الثاني: أبو حيان نفسه منع قياسية جمع الجمع، مع أن طريقته أن يقول بقول الأكثر عادة.

الثالث: أن ما سمع من جمع الجمع في جموع الكثرة أكثر مما سمع عن العرب في جموع القلة!! وذلك يتضح بالنظر في الأمثلة التي ذكرها أبو حيان والسيوطي.

الرابع: نص أهل اللغة على أن ما سمع على (فِعْلَة) قليل جدا أصلا، فأحرى أن يكون ما سمع من جمع الجمع في ذلك أقل، فكيف يقال إن ذلك مقيس؟!

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 11:41 م]ـ

(إضافة)

قال ابن يعيش:

((وقد كثر جمع السلامة في التكسير قالوا رجالات وكلابات وبيوتات لأنها جموع مكسرة مؤنثة فجمعوها بالألف والتاء كما يجمع المؤنث، وقالوا حمرات وجزرات وطرقات جمعوا حمارا وجزورا على حمر وجزر وطريقا على طرق ثم جمعوها بالألف والتاء لما ذكرنا من تأنيث التكسير، .... )) إلخ

فقوله (كثر) يؤذن بأن المسموع في ذلك أكثر من المسموع في تكسير بعض جموع القلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير