تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 03:34 م]ـ

وإليك بعض ما جا ء في الثانية: واختلف أهل العربية في وجه تأنيث "الاثنتي عشرة"، و"الأسباط" جمع مذكر. فقال بعض نحويي البصرة: أراد اثنتي عشرة فرقة، ثم أخبر أن الفرق "أسباط"، ولم يجعل العدد على "أسباط".

* * *

وكان بعضهم يستخِلُّ هذا التأويل ويقول (2) لا يخرج العدد على غيرالتالي، (1) ولكن "الفرق" قبل "الاثنتي عشرة"، حتى تكون "الاثنتا عشرة" مؤنثة على ما قبلها، ويكون الكلام: وقطعناهم فرقًا اثنتي عشرة أسباطًا= فيصحّ التأنيث لما تقدَّم.

* * *

وقال بعض نحويي الكوفة: إنما قال "الاثنتي عشرة" بالتأنيث، و"السبط" مذكر، لأن الكلام ذهب إلى "الأمم"، فغُلّب التأنيث، وإن كان "السبط" ذكرًا، وهو مثل قول الشاعر: (2) وَإِنَّ كِلابًا هَذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ وَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْ قَبَائِلِهَا الْعَشْرِ (3)

ذهب ب"البطن" إلى القبيلة والفصيلة، فلذلك جمع "البطن" بالتأنيث.

* * *

وكان آخرون من نحويي الكوفة يقولون: إنما أنّثت "الاثنتا عشرة"، و "السبط" ذكر، لذكر "الأمم". (4)

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أنّ "الاثنتي عشرة" أنثت لتأنيث "القطعة"، ومعنى الكلام: وقطعناهم قِطَعًا اثنتي عشرة ثم ترجم عن "القِطَع" ب"الأسباط"، وغير جائز أن تكون "الأسباط" مفسرة " تمييز " عن "الاثنتي عشرة" وهي جمع، لأن التفسير فيما فوق "العشر" إلى "العشرين" بالتوحيد لا بالجمع، (1) و"الأسباط" جمع لا واحد، وذلك كقولهم: "عندي اثنتا عشرة امرأة". ولا يقال: "عندي اثنتا عشرة نسوة"، فبيَّن ذلك أن "الأسباط" ليست بتفسير للاثنتي عشرة، (2) وأن القول في ذلك على ما قلنا.

* * *

وأما "الأمم"، فالجماعات= و"السبط" في بني إسرائيل نحو "القَرْن". (3)

* * *

وقيل: إنما فرّقوا أسباطًا لاختلافهم في دينهم.

* * *

وقوله: " اثنتي عشرة والسبط مذكر لأن بعده " أمما " فذهب التأنيث إلى الأمم.

ولو قال: اثني عشر لتذكير السبط جاز، عن الفراء.

وقيل: أراد بالأسباط القبائل والفرق، فلذلك أنث العدد.

قال الشاعر: وإن قريشا كلها عشر أبطن * وأنت برئ من قبائلها العشر

فذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة، فلذلك أنثها.

والبطن مذكر، كما أن الأسباط جمع مذكر.

الزجاج: المعنى قطعناهم اثنتي عشرة فرقة.

" أسباطا " بدل من اثنتي عشرة " أمما " نعت للأسباط.

وروى المفضل عن عاصم " وقطعناهم " مخففا.

" أسباطا " الأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهما السلام.

والأسباط مأخوذ من السبط وهو شجر تعلفه الإبل.

قال النحويون: سنين عطف بيان لثلثمائة لأن مميز مائة وأخواتها مجرور مفرد. وقيل: فيه تقديم وتأخير أي لبثوا سنين ثلثمائة. ومن قرأ بالإضافة فعلى وضع الجميع موضع الجميع موضع الواحد في التمييز كما مر في قوله: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً} [الأعراف: 160] قوله: {وازدادوا تسعاً} أي تسع سنين لدلالة لما قبله عليه دون أن يقول « ولبثوا ثلثمائة سنة وتسع سنين ». فعن الزجاج المراد ثلثمائة بحساب السنين الشمسية وثلثمائة وتسع بالسنين القمرية وهذا شيء تقريبي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير