تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 ـ عدم الفصل بينها وبين اسمها، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا. نحو: لا في الإهمال منفعةٌ لأحد. لا فيها إنسٌ ولا جن.

ومنه قوله تعالى: {لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون}.

كما أنه لا يجوز تقدم خبرها، أو معموله على اسمها، فإذا تقدم أحدهما أهمل عملها. نحو: لا لفاشل نجاحٌ في الحياة.

ومثال تقدم معمول الخبر: لا وطنه مواطنٌ ناسٍ، ولا علمه عالمٌ مهمل.

حكم اسم " لا " النافية للجنس غير المكررة:

ينقسم اسم " لا " النافية للجنس إلى قسمين:

1 ـ اسم مفرد: وهو الاسم الذي لا يكون مضافا، ولا شبيها بالمضاف، ويكون مبنيا دائما في محل نصب. نحو: لا خائنَ محبوب.

ومنه قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}.

ونحو: لا مهملين ناجحان. ولا مقصرين فائزون. ولا خائنات محبوبات.

فخائن: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، ومهملين: اسم لا مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب، ومقصرين اسم لا مبني على الياء لأنه جمع مذكر سالم، وخائنات اسم لا مبني على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم، كما يجوز في جمع المؤنث السالم الواقع اسما لـ " لا " أن يبنى على الفتح.

نحو: لا مهملاتَ مشكورات.

2 ـ الاسم المضاف: وهو ما أضيف لاسم بعده، وحكمه: واجب النصب.

نحو: لا طالبَ علم مذموم، ولا طالبي علم مذمومان، ولا طالبي علم مذمومون، ولا طالبات علم مذمومات.

ومنه: لا ذا حلم متسرع.

فطالب اسم لا منصوب بالفتحة، وطالبي اسم لا منصوب بالياء لأنه مثنى، وطالبي اسم لا منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وطالبات اسم لا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وذا اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.

3 ـ الشبيه بالمضاف: وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمم معناه، ويستفيد منه معنى الإضافة. حكمه: واجب النصب.

نحو: لا كريماً خلقه مضام، ولا طالعاً جبلا موجود.

فـ " كريما، وطالعا، " أسماء لا النافية للجنس منصوبة بالفتحة.

حذف خبر لا:

يجب حذف خبر لا النافية للجنس كما هو الحال في خبر إن وأخواتها، إذا دل عليه دليل، وذلك في جواب الاستفهام.

كأن نقول: هل من طالب مهمل؟ فنجيب: لا طالب.

حُذف الخبر، والتقدير: لا طالب مهمل.

ومثال حذف خبر لا النافية للجنس إذا كان شبه جملة: جارا ومجرورا:

هل في المنزل أحد؟ نجيب: لا أحد، والتقدير: لا أحد في المنزل.

ومنه قول الشاعر:

إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب

الشاهد قوله: لا محالة، فحذف خبر لا، والتقدير: لا محالة في ذلك.

ومثال شبه الجملة: الظرف المكاني:

قولهم: هل عندك مال؟ فتجيب: لا مال. والتقدير: لا مال عندي.

ويكثر حذف خبر لا النافية للجنس بعد تركيب " لاسيما ".

نحو: أحب قراءة الكتب ولاسيما كتب الأدب.

لا: نافية للجنس، وسي اسمها، وخبرها محذوف وجوبا. تقديره: موجود.

كما يكثر حذف خبر لا النافية للجنس قبل " إلاّ " الاستثنائية.

نحو قوله تعالى: {لا إله إلا أنا فاتقون}.

وقوله تعالى: {لا إله إلا هو إليه المصير}.

والتقدير: لا إله موجود إلا أنا.

ويجوز كذلك حذف اسم (لا). فيقال: لا عليك , أي: لا بأسَ عليك , لكنه نادر.

- (لا) الناهية:

لا تدخل إلا على الفعل المضارع , وهي من جوازم الفعل المضارع.

فتقول: لا تأكلْ , لا تقمْ , لا تأكلا , لا تقوموا.

- تأتي (لا) استفتاحية لمجرد التنبيه , فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء.

فمثال دخولها على الجملة الاسمية قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

وقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم}.

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.

وقوله تعالى: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم}.

ونختم الآن بذكر بعض الأمثلة لكل نوع مما ذكرنا آنفا:

- (لا) النافية للجنس:

قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له}

قول الشاعر:

لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا

قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}

- (لا) الناهية:

قوله تعالى: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}

قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

- (لا) الزائدة , وهي التي تفيد مطلق النفي فقط:

قوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار}

قول الشاعر:

متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب

قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}

قوله تعالى: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر}

- (لا) استفتاحية لمجرد التنبيه ولا تفيد النفي:

قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}

قوله تعالى: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم}

قول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

وختاما أسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه: سيف الإسلام الشعلان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير