ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد فقد وجدت خلطا في هذه النافذة فأردت تحرير المسألة
المثال الذي يذكره النحاة في جواز فتح همزة (إن) وكسرها هو: أول ما أقول إني أحمد الله، أو أني أحمد الله، أو: أول قولي .....
وفي كلتا الحالتين لا يجوز أن يكون (إن) مع اسمها وخبرها جملة محكية أو مقول القول، لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون الكلام ناقصا، حيث يبقى المبتدأ (أول) بدون خبر، وقد قدر أبو علي الخبر بـ (ثابت) ورد عليه ابن مالك ومعه الحق فإننا إذا جعلنا (إن) مع معموليا مقول القول يكون أول القول لفظة (إن) فيجب أن يقول القائل: أول قولي إني أحمد الله (إني) فيكون (أول) المبتدأ ولفظة (إني) الخبر، لذلك لا يصح جعل (إن) مع معموليها مقول القول أو مفعولا به أو محكيا، ولا يصح تقدير خبر محذوف.
والفرق بين حالة الكسر والفتح أنك في حالة الكسر تنص على أن أول قولك هو هذه الجملة بلفظها أي: (إني أحمد الله) وفي حالة الفتح تعني أن أول قولك هو حمد الله دون النص على صيغة معينة للحمد.
أما في المثال المذكور: أول ما أقول إني عبد الله، فالكسر هو الوجه لأن المعنى: أول قولي هو هذا الكلام بلفظه وهو (إني عبد الله) ولا يجوز الفتح إلا بتأويل، وذلك أنك إذا فتحت كان المعنى: أول قولي عبوديتي لله، والعبودية ليس من جنس القول بخلاف الحمد فإنه يؤدى بالقول، وإنما يجوز مثل هذا بتقدير مضاف محذوف أي: أول قولي إعلان عبوديتي لله أو إقرار عبوديتي لله.
وأود التنبيه على أن المراد من (محكي) و (مقول القول) و (مفعول للقول) واحد عند النحاة.
ولا يجوز جعل (إني عبد الله) في المثال المذكور مقول القول بأي حال.
أما الفعل نبأ فالغالب فيه أن يكون متعديا لمفعول واحد وللثاني بحرف الجر فيقال: نبأته بكذا، ثم قد يقع أن مع معموليا مكان (كذا) فيقال مثلا: نبأته بأن الحق لا يغلب، ويجوز حذف الباء فيقال: نبأته أن الحق لا يغلب، فيكون المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر المحذوف أو في محل نصب بتعدي الفعل إليه بعد حذف حرف الجر.
وقد يتعدى إلى ثلاثة مفعولين وهو قليل كقولنا: نبأت زيدا عمرا منطلقا، ويجوز أن يسد أن مع معموليها مسد المفعول الثاني والثالث فيقال: نبأت زيدا أن عمرا منطلق. ولكن الغالب فيه الوجه الأول.
أرجو أن يكون فيما ذكرت إصلاح لما وجدت من خلل في بعض التعليقات.
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 02:08 ص]ـ
استدراك:
والعبودية ليس
ليست.
أن مع معموليا
معموليها.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أوّل ما أقول إنّي عبد الله/ أني عبد الله.
يجوز الكسر والفتح، وكل على اعتبار:
فأما جوازالكسر فليس لأنها جاءت بعد القول فالكسر الذي نص عليه النحاة بعد القول ليس هذا موضعه، وإنما أرادو الجملة المصدرة بـ (إن) التي هي معمول للقول وهذا ما لم يتحقق هنا. وإنما جاز الكسر هنا لأن الخبر جملة هي نفس المبتدأ فجملة (إني عبد الله) هي (أول قوله) فالكسر على هذا الأساس، وهو جائز متى ما تحقق كون الخبر جملة هي نفس المبتدأ في المعنى، ولو لم يرد القول، فمن كسَرَ في جملتنا كسَرَ في مثل: أول ما قرأتُ إن الله على كل شيء قدير، وآخر ما كتبتُ إن الدنيا إلى زوال. ألا ترون أن الكسر هنا لا علاقة له بالقول وإنما هو على اعتبار آخر، وأظن هذا ما أراد أخونا الصياد بيانه.
وأما الفتح فهو على اعتبار الخبر مفردا هو المصدر المؤول من أنّ ومعموليها، ويكون المعنى (أولُ ما أقول الإقرار بالعبودية لله)، كما جاءت أن مفتوحة في قوله تعالى (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) أي (حمدُ الله).
خلاصة القول: إنْ أراد القائل جعل خبر المبتدأ نص الجملة كسرَ على أساس أن الجملة هي نفس المبتدأ وليس لأن (إن) جاءت بعد القول في مثل جملتنا. وإن أراد جعل الخبر مضمون الجملة فتحَ على أساس أن الخبرمؤول بمعنى أي مصدر مؤول من أن المفتوحة ومعموليها.
هذا والله أعلم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 02:31 ص]ـ
معذرة أستاذي د. الأغر
شرعت في كتابة مشاركتي ولم تكن مشاركتكم موجودة، لكني استغرقت بعض الوقت في الكتابة ثم تعثر إرسال المشاركة أكثر من مرة لسوء الاتصال عندي، ولما نجح الإرسال وجدت مشاركتكم القيمة، ولو علمت بها لكفتني مؤونة الكتابة ومعاناة الإرسال المتعثر.
فإليكم اعتذاري مع أطيب تحياتي.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 02:58 ص]ـ
بارك الله في أنامل استجابت لنداء بصر وبصيرة ..
وكل الشكر والتقدير لأستاذنا الأغر، ويكفيني منه هذا المقتبس:
أما في المثال المذكور: أول ما أقول إني عبد الله، فالكسر هو الوجه لأن المعنى: أول قولي هو هذا الكلام بلفظه وهو (إني عبد الله) ولا يجوز الفتح إلا بتأويل، وذلك أنك إذا فتحت كان المعنى: أول قولي عبوديتي لله، والعبودية ليس من جنس القول بخلاف الحمد فإنه يؤدى بالقول، وإنما يجوز مثل هذا بتقدير مضاف محذوف أي: أول قولي إعلان عبوديتي لله أو إقرار عبوديتي لله.
وأود التنبيه على أن المراد من (محكي) و (مقول القول) و (مفعول للقول) واحد عند النحاة.
ولا يجوز جعل (إني عبد الله) في المثال المذكور مقول القول بأي حال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
¥