تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 09:03 م]ـ

السلام عليكم

إخوتاه، لا أرى أن المسألة تستحق كل هذا النقاش ..

فاسمحوا لي أن أخوض فيما خضتم فيه، وقبل ذاك أقول ما ينبغي ذكر " صلعم " كاختصار لصلاة – أمرنا الله بها - على أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

ثم أنني أشد على رأي أخي الفاتح فتح الله علينا وعليه في ضرورة عدم الاستشهاد بهذه الاسماء المباركة في أمثلة كهذه.

وعليه سأقلب عبارة السائل هكذا:

ضُربَ الرجلُ بواسطةِ عمرو

وأقول وبالله التوفيق أننا

لم نقع في العربية على بناء الفعل للمجهول أو لما لم يسم فاعله باستخدام " الزائدة " بواسطة!!

فإنشاء العربي لسياقات أو أبنية لا يذكر فيها الفاعل صراحة تتم على حذف الفاعل من السياق المراد إنشاءه للمجهول .. لعلل لا أرى ضرورة ذكرها هنا ..

وفي سياق السائل:

ضُربَ الرجلُ بواسطةِ عمرو

نجد أن فعل الضرب واقع على الرجل بواسطة عمرو لا بفعله. أي أن الفاعل ليس هو عمرو كما يتبادر للوهلة الأولى إلى الذهنية .. وإن أبى إلا أن يتبادر أو يتمكن من الولوج إلى الذهنية فإنه لا يستقيم معنى ومبنى على اعتبارات أهمها:

- عدم وقوع مثل هذا التعبير في الاستعمال العربي

- استخدام شبه الجملة "بواسطة "، ليس محصورا في إنشاء السياق على المجهول، إذ نستطيع إنشاء سياق معلوم بذكر شبه الجملة حيث نقول: أكلت الطعام بواسطة الملعقة

هذا إن سلمنا أن التعبير " بواسطة " لا مناص منه في الاستعمال المعاصر، الذي نتج عن فعل الترجمة وإقحامه في الاستعمال، وإلا فما المانع من قولنا: أكلت الطعام بالملعقة.

شطحنا قليلا ... إذن نعود! ونسأل عن معنى الواسطة.

الواسطة ما يُتَوصَّلُ بِه إلى الشَّيْءِ. كأن أقول: وصلت إلى مكان كذا بواسطة كذا

فلو قال قائل: ضربَ الرجلُ، وسكت لكان المعنى تاما والفائدة جلية.

وإن استزاد المتلقي فسأل: كيف تم ضرب الرجل .. قلنا: بواسطة عمرو!

فالتعبير " بواسطة عمرو " يضعنا أمام معنيين:

أولهما أن الضرب تم من قبل عمرو فهو فاعل الضرب وموجده

وثانيهما أن الضرب تم بواسطة عمرو وليس بفعله أي أن عمرا ليس هو فاعل الضرب، إنما هو خادم للضرب والمتوصل إليه وبواسطته تم الأمر والحدث.

وعليه فالعبرة بما هو كائن

إذ أن السياق "

ضُربَ الرجلُ بواسطةِ عمرو " محمولا على جهتين:

- جهة صائبة إن سلمنا بالنص وككناه إلى وحدتين أو إلى سياقين فينتج معنا سياق مبني للمجهول، وآخر يأتي لتمثيل الفاعل من جهة، وتمثيل واسطته من جهة أخرى، إن دعت الضرورة لجلبه.

- جهة فاسدة إن تم أخذ السياق على أساس وحدة كلية مكتملة، فينتج معنا نص ركيك لا يستقيم مبنى ومعنى

ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 09:36 م]ـ

الأستاذ مغربي .. تعليقك أذهلني وتحليلك أشجاني فألهمني لذكر آية كريمة في قراءةٍ سبعية تتعلق بموضوع النقاش، ألا وهي قوله عز وجل: {يسبَّحُ له فيها بالغدوِّ والآصالِ رجالٌ} ببناء (يسبَّح) للمفعول، وقد جعلها سيبويه رحمه الله وحدتين كما جعلتَ الجملة مدار الحديث وحدتين، فقدَّر لقوله: (رجال) رافعًا محذوفًا، تقديره: (يسبِّحُه).

ـ[خانع للعلم]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 09:57 م]ـ

بارك الله فيك اخى مغربى , وزادك علما على علم , ونحن على شوق لرؤية المزيد منك ومن الافاضل

.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:13 م]ـ

الأستاذ مغربي .. تعليقك أذهلني وتحليلك أشجاني فألهمني لذكر آية كريمة في قراءةٍ سبعية تتعلق بموضوع النقاش، ألا وهي قوله عز وجل: {يسبَّحُ له فيها بالغدوِّ والآصالِ رجالٌ} ببناء (يسبَّح) للمفعول، وقد جعلها سيبويه رحمه الله وحدتين كما جعلتَ الجملة مدار الحديث وحدتين، فقدَّر لقوله: (رجال) رافعًا محذوفًا، تقديره: (يسبِّحُه).

ولقد أذهلني ما فتح الله عليك به وانقداحه في ذهنك، فهلا تمدنا أبا الفوارس

باستفاضة في مسألة الرافع المحذوف كما قدره سيبويه، وكيف تحتمل الآية الكريمة في القراءة السبعية وحدتين؟

أشكرك مجددا على فاعليتك الرائقة وذهنك الوقاد

ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:30 م]ـ

لك ذلك يا رافع الهمم

قال ابن هشام في المغني: (وأما قراءة من قرأ (يُسبَّح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ) بفتح الباء، فالذي سوَّغ فيها أن يُذكر الفاعل بعدما حُذف أنّه إنّما ذُكر في جملةٍ أخرى غير التي حذف فيها) ..

مع تحياتي القلبية الخالصة لك وحبي لأسلوبك الرائع الأخّاذ.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:49 م]ـ

لله درك أبا الفوارس

دمت عطرا

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 05:26 م]ـ

إخوتي الفصحاء كنت أبحث قدَرا عن مسألة نحوية في كتاب جامع دروس العربية للغلاييني فوجدت هذا النص الذي أنقله لكم للإفادة:

(متى حذف الفاعل، وناب عن نائبه، فلا يجوز أن يذكر في الكلام ما يدل عليه، فلا يقال: (عوقب الكسول من المعلم، أو الكسول معاقب من المعلم) بل يقال: (عوقب الكسول) أو (الكسول معاقب) وذلك لأن الفاعل انما يحذف لغرض، فذكر ما يدل عليه مناف لذلك. فان أردت الدلالة على الفاعل أتيت بالفعل معلوماً، (فقلت عاقب المعلم الكسول)، أو باسم الفاعل، فقلت: (المعلم معاقب الكسول).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير