أل + بيت + تنوين، وعلة المنع أن أل تكون للتعريف فحين نقول (كتابٌ) فهو اسم شائع يصدق على أي كتاب فهو نكرة إذن، والتنوين فيه يسمى تنوين التمكين إذ أنه مكن الاسم من الإسمية والإعراب ثم أنه صرفه إلى التنكير
فالتنكير أصل في الاسم والتعريف فرع ..
وإذا كان ذلك كذلك، فإن أل تقلب النكرة إلى معرفة (كتابٌ - الكتابُ) نلاحظ اختفاء التنوين من الاسم المعرف بأل لعلة أنه لا يجتمع الضدان هنا فهل ثمة كلمة نكرة ومعرفة في آن؟!!
أمثل هذه الحالة بقطعة مغناطيس لها قطبان (+) و (-)، وإذا ما أتينا بقطعة أخرى نجد أن القطبين المختلفين يتجاذبان أطراف الحوار بينهما، أما القطبان المتشابهان فيتنافران ..
إذن التنوين ليس عوضا عن المفرد في الاسم (الطالبان) لأن مفرده (الطالبُ).
حسنا، كيف نقول عن النون إذن في (الطالبان) إن لم تكن عوضا عن التنوين؟!
النون هنا لرفع اللبس بين المفرد والمثنى، فلو قلنا: جاء الطالبان، وحذفنا النون: جاء الطالبا، لتوهم السامع أننا نريد المفرد لا المثنى، وكذا الحال مع: شرح المعلمون الدرس، فلو حذفنا النون لتوهم السامع أننا نريد المفرد لا الجمع، فالنون هنا (فارقة) لرفع التوهم وإزالة اللبس ..
أيضا تكون النون لرفع توهم الإضافة في قولنا: رأيت بنين كرماء، فلولا النون لاختلف المعنى المقصود وصارت الجملة: رأيت بني كرماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخي الحبيب خالدا المغربي، ومرحبا بالإخوة الأعزاء جميعا!
أتيت متأخرا، وما عندي أكثر مما قيل، ولا أود الخوض في خلافات النحاة فيما يخص تحديد المعوض عنه، غير أني أود الإشارة إلى أن الاختلاف بين التنوين ونون المثنى والجمع في بعض الأحكام لا ينقض القول بالتعويض (إنْ كان عن التنوين والحركة وإنْ كان عن أحدهما فقط حسب آراء النحاة) إذ قد يغتفر في العوض ما لا يغتفر في المعوض عنه، كما قد يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل، فالعوض قد يطابق المعوض عنه في بعض الأشياء ويخالفه في بعضها، وقد لا يطابقه في شيء سوى أنه حضر حين غاب. ومعظم صور التعويض في أبواب النحو والصرف قلما نجد فيها تطابقا تاما بين العوض والمعوض عنه، وكذا النائب والمنوب عنه، والملحق والملحق به.
وسأكتفي بأمثلة لأشد صور التعويض اختلافا بين العوض والمعوض عنه لنرى أن ما نحن فيه ليس بأبعد منها:
1ـ التعويض بالميم المشددة عن (يا) النداء في قولنا (اللهم) حيث كان المعوض عنه متقدما على لفظ الجلالة مفصولا منه في النطق، ولكن العوض جاء متأخرا عن لفظ الجلالة متصلا به نطقا.
2ـ التعويض بتاء التأنيث عن الواو في (وعد) حيث كان المعوض عنه في أول المصدر، ولكن التاء جاءت في آخره (عدة)، وتميزت عليه بلزوم فتح ما قبلها وهو ما لم يكن لازما للمعوض عنه، وكذا لو سميت بـ (وعد) رجلا لم تمنعه من الصرف، ولو سميته بـ (عدة) لمنعته من الصرف.
3ـ التعويض بالياء عن لام (سفرجل) عند التصغير في إحدى صيغتيه فتقول (سفيريج)، فالمعوض عنه كان آخر الاسم وكان متحملا علامة الإعراب، ولكن العوض جاء قبل الآخر غير متحمل علامة إعراب.
فإذا علمنا هذا الاختلاف الكبير بين العوض والمعوض عنه فيما سبق علمنا أن الاختلاف بين نون المثنى والجمع وبين التنوين فيما يخص اجتماع النون وأل وعدم اجتماع أل والتنوين .. علمنا أنه ليس بأبعد من ذاك، ولا سيما أن النون والتنوين يتطابقان في بعض الأحكام كحكمهما عند الإضافة وحكمهما عند إعمال بعض المشتقات.
تحياتي ومودتي.
ـ[الياسين]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 05:07 م]ـ
ربما كانت النون في المثنى والجمع لقطع الإضافة، سواء دخلت ألـ التعريف أم لم تدخل. والله أعلم