ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 10:57 ص]ـ
أخي الكريم الدكتور / أبا أوس - وفقه الله لرضاه -
لا أدري لِمَ تصِرُّ على أن تُظهرَني بصورةِ مَن يلَذّ له إيذاءُ الآخرين، و (تصيدُ أخطائهم)، والسرورُ بمُصابِهم. وواللهِ ما بي شيءٌ من هذا. وإني لأتمنّى أن أمَرّ على المقالِ بعدَ المقالِ، والفكرةِ بعقِب الفكرةِ، فلا أنكرُ منها شيئًا؛ ولكن ما حيلتي، وأنا أمرُّ، فأرى قِبَل وجهي ما لا تطاوعني نفسي على السكوتِ عنه، وما يوجِب عليَّ حقُّ العلمِ أن أفعلَه. وما إنْ في كلامي إلا ما يستدعيهِ كلامُك من الأسلوبِ، والطريقةِ.
أخي الحبيب /
كما أنّك ترى لنفسِك حقَّ النظر، والاجتهادِ، فلغيرِك الحقُّ أن يَردّ عليكَ، وينتقدَك بالطريقةِ التي يراها ناجِعةً، وليس هذا من (تصيد الأخطاء) كما ذكرتَ؛ إلا أن يكون هذا رأيُك في النّقدِ.
وقد كنتُ قرأتُ لك ردًّا على صالح اللحيدان في (جريدة الجزيرة - الملحق الثقافي) أتيتَ فيهِ ما كرهتَه أنت؛ فمما قلتَ له:
http://www.al-jazirah.com/culture/02052005/madak43.htm
= فقد اتهمتَه بأشياءَ لا ترضاها الآن لنفسِك. والاقتباسُ الأخيرُ خاصّةً ينطبق عليكَ؛ فنحن لا نسألك إلا أن تراجعَ معلوماتِك قبل أن تضعها، ولا نقول لك: التمسْ عقلاً غيرَ عقلِك. فمثلاً لما أردتَّ أن تورد شواهدَ على (عارج) بمعنى (أصابه عرَج حادِث)، أوردتَّ شواهِد كلُّها لا دخلَ لها بهذا؛ إنما هي بمعنى (راقٍ). وذلك يدُلّ على أنك لم تقرأها أصلاً. ولو قرأتَها ثمّ فهمتَ شيئًا آخرَ، لقلنا: نقدّر لك رأيَك، وفهمَك، ولم نرجع عليك بالملامةِ.
آلأمرُ مسألة اختلافٍ في الرأي، أم هو أكبرُ من ذلك؟
وتأكدْ أن ليس في نفسي عليك شيءٌ؛ فبيننا ميثاقُ الإسلام، والمحبةُ فيهِ، واتحادُ القصد. وما زالَ أهلُ العلم يختصمون، وينكر بعضهم على بعضٍ، بأساليبَ مختلِفةٍ، ثمَّ لا يغيّر ذلكَ ما في أنفسِهم من المودّةِ. وإنَّي لأعرفُ رجالاً كانوا يسعَون في تشويه سمعتي، والإيذاء لي، فلم أتغيَّر عليهم، ولم أبالِ بمسعاتِهم، ولم أحمِل عليهم في قلبي شيئًا، ولم أنتقم منهم معَ قدرتي على ذلك، لأني أعلمُ أنهم إن يكونوا مظلومين، فلِمَ أغضبُ منهم، وأنا الظالم؟ وإنْ يكونوا ظالمين، فما أفلحَ ظالمٌ. وإنما أغضبُ يومَ أغضبُ لهذه اللغةِ الشريفةِ التي يجِب علينا الذِيادُ عنها، والحِفاظ عليها.
محبك:
أبو قصي
أخي العزيز ومحبي أبا قصي
1 - لا خلاف بيننا في وجوب تصحيح ما نراه من الخطأ ولكن الخلاف في الوسيلة.
2 - إن كنت أنكرت ردّي على الشيخ فحري بك أن تتجنب ما تنكر لا أن تتخذه ذريعة ومسوغًا، فإنت من يصحح الأخطاء لا من يقع فيها.
والشيخ نفسه سئل عن كتابتي فأثنى ولم يستنكر جزاه الله خيرًا وهذا مكتوب في المجلة الثقافية أيضًا.
3 - المداخلة التي كتبتُها وهي منشورة أمام الجميع هي مجموعة من الأبيات الشعرية مأخوذة من الموسوعة الشعرية كما أشرت أنت، وهي إجابة غير مباشرة لمسألة أثارها زميل وهي أنه لم يجد في التراث (عارجًا) حالاً فأردت أن أضع أمامه الاستعمال كما يظهر في الأبيات، وأنت ترى أني لم أعلق على الأبيات بشيء يخص معنى (عارج) ولم أصنفها أي تصنيف، ثم تأتي لتستنتج ما تريد.
4 - أن تقول إنني نسيت موضعًا هو (عارج سمعان) لا يحمل سوى السخرية بمن تحب يا أبا قصي فما ستفعل في من لا تحب؟
مرحبًا أخي مع كل قول يقال أو رأي يطرح في إطار من النقاش الهادف والحوار المثمر، فهذا المنتدى أراد له أهله ومرتادوه أن يكون ساحة حوار علمية لا فضائية إثارة ولجاجة.
متعك الله بقواك ونفعك بها وحفظها عليك وهداك إلى حسن استعمالها واسلم ودم بخير.
أخوك ومحبك أبوأوس