تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 08:51 م]ـ

أخي ضاد

إن كانت الجملة هي (الحق يدل أنك على حق) فالفاعل موجود وهو (الحق)!

ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 09:04 م]ـ

لا بل هي:

أن تقول الحقَّ يُدلّ أنك ذو خلق.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 09:15 م]ـ

ليسمح أخي أبو أوس أن أورد ما ذكره المبرد وأشرحه ليعلم القراء مراد المبرد:

قال المبرد:

فإن قال قائل: إنما رفعت زيدا أولا لأنه فاعل، فإذا قلت: لم يقم، فقد نفيت عنه الفعل فكيف رفعته؟

قيل له: إن النفي إنما كان على جهة ما كان موجبا، فإنما أعلمت السامعين الذي نفيت عنه أن يكون فاعلا، فكذلك إذا قلت: لم يضرب عبد الله زيدا، علم بهذا اللفظ من ذكرنا أنه ليس بفاعل، ومن ذكرنا أنه ليس بمفعول، ألا ترى أن القائل إذا قال: زيد في الدار، فأردت أن تنفي ما قال أنك تقول: ما زيد في الدار، فترد كلامه ثم تنفيه.

ومع هذا فإن قولك: يضرب زيد، (يضرب) هي الرافعة، فإذا قلت: لم يضرب زيد، فـ (يضرب) التي كانت رافعة لزيد قد رددتها قبله، و (لم) إنما عملت في (يضرب) ولم تعمل في (زيد)، وإنما وجب العمل بالفعل.

فهذا كقولك: سيضرب زيد، إذا أخبرت، وكاستفهامك إذا قلت: أضرب زيد؟ إنما استفهمت فجئت بالآلة التي من شأنها أن ترفع زيدا وإن لم يكن وقع منه فعل، ولكنك إنما سألت عنه هل يكون فاعلا، وأخبرت أنه سيكون فاعلا، فللفاعل في كل هذا لفظ واحد يعرف به حيث وقع وكذلك المفعول والمجرور وجميع الكلام في حال إيجابه ونفيه. انتهى كلامه رحمه الله.

يرى المبرد هنا أن الفاعل في النفي هو الفاعل في الإيجاب، وإنما يفهم النفي بالأداة، وذلك أن ما بعد أداة النفي أو ما بعد أداة الاستفهام أو ما بعد أداة الاستقبال كحاله في حالة الإيجاب، فتعرب الكلمات فيه بحسب ما كان قبل دخول أدوات المعاني، فزيد في قولنا: ما جاء زيد، هو فاعل للفعل: جاء، وهو الرافع له، لأنك تعيد كلام المُثبِتِ (جاء زيد) ثم تدخل عليه أداة النفي وهذا معنى قوله: (فترد كلامه ثم تنفيه) أي: تعيد كلامه المثبت ثم تنفيه بأداة النفي، فأداة النفي لا تغير المعنى النحوي (من فاعلية أو مفعولية أو إضافة) في الجملة، وإنما تبقى المعاني النحوية كما كانت في حالة الإيجاب، فعندما نقول: جاء زيد راكبا، نعلم أن زيدا فاعل، وراكبا حال، فإذا أدخلنا أداة النفي (ما) وقلنا: ما جاء زيد راكبا، فإن زيدا يبقى فاعلا مرتفعا بالفعل جاء، ويبقى راكب حالا، وإن كان كل ذلك بالنفي، وقد سوّى المبرد في هذا الأمر بين النفي والاستفهام والاستقبال، لأن الفعل في كل هذه الأحوال غير واقع ومع ذلك يرتفع به الفاعل لا بغيره من الأفعال المقدرة أو غير المقدرة، وهذا الذي ذكره أبو العباس هو الذي عليه النحويون جميعا.

لذلك يجب التفريق بين الفاعل في اصطلاح النحويين والفاعل بالمعنى اللغوي والخلط بين المعنيين هو الذي يؤدي إلى الإشكالات، وفي عبارة المبرد نفسها يجب أن نميز بين الفاعل الاصطلاحي واللغوي حتى نفهم كلامه، فـ (فاعل) في قوله: فإنما أعلمت السامع من الذي نفيت عنه أن يكون فاعلا، هو الفاعل في اللغة، وكذلك فاعل ومفعول في قوله: (علم بهذا اللفظ من ذكرنا أنه ليس بفاعل ومن ذكرنا أنه ليس بمفعول) هنا (فاعل) و (مفعول) بمعناهما اللغوي لا الاصطلاحي.

لذلك لا يصح بحال أن نقول: إن الفاعل في نحو: ما جاء زيد راكبا ولا ماشيا، ليس للفعل جاء، وإنما للفعل: تخلف، أو للفعل ترك المجيء، لأن الفعل جاء عندئذ يبقى بدون فاعل، بل لا يصح مثل هذا تقديرا، لأن العبارة تصبح: ماجاء تخلف زيد راكبا ولا ماشا، فلا يصح مثل هذا إلا إذا وقفت على ما جاء، ثم تبتدئ فتقول: تخلف زيد راكبا لا ماشيا، فتحتاج مرة أخرى أن تقدر لجاء ضميرا يعود لزيد يكون فاعلا، وتضطر لتجعل راكبا ولا ماشيا حال للمجيء مع الفصل بين الحال والفعل العامل فيه بجملة مستأنفة، وبعد كل هذه التقديرات والتجاوزات ليس معنى: ما جاء زيد راكبا ولا ماشيا، مثل معنى: تخلف أو ترك المجيء، وليس معنى: ما نام زيد، مثل معنى: ترك زيد النوم، وإن كان المعنى العام أن النوم لم يقع.

أما مسألة إسناد الأفعال إلى الجمادات والحيوانات فمن باب الاستعارة والتشبيه وهو أمر معروف وباب واسع من أبواب البلاغة.

أرجو أن أكون قد أفدت إخواني في المنتدى، وأرجو أن يكونوا مدركين لما أصله النحويون حتى صار ما يشبه معلوما من النحو بالضرورة:)، فلا يؤثر في موقفهم من الأصول ما قد يقدم في صور من الإشكال وهو ليس من الإشكال في شيء.

مع التحية الطيبة.

ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 11:10 م]ـ

أنا أرى أن اشتقاق الفاعل من الجذر (ف ع ل) ساهم كثيراً في طرح مثل هذه الأسئلة.

ـ[الكاتب1]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 11:21 م]ـ

بورك فيكم جميعا.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 07:39 ص]ـ

أستاذنا د. الأغر

الذي فهمته من قول المبرد أن لدينا فعلين فعل مثبت: جاء زيد، وفعل منفي: لم يجئ زيد.

فالفاعل في الجملة الأولى هو للفعل (جاء) والفاعل في الجملة الثانية للفعل (لم يجئ)، ولذلك قال:

و (لم) إنما عملت في (يضرب)

أي نفت معنى الفعل ولم تنف النسبة إلى الفاعل، ولذلك قلت إن المعنى هو تخلف زيد.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير