تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 02:31 ص]ـ

أخي الكريم أبا أوس

النفي يدخل على المركب الإسنادي الخبري المثبت، فينفي اتصاف المسند إليه بالمسند، فعندما نقول: زيد قائم، ففي الإثبات هذا التركيب يدل على خبر يفيد اتصاف المبتدأ بالخبر، أو اتصاف المسند إليه بالمسند، فإذا أدخلت عليه (ما) نفيت اتصاف المسند إليه بالمسند فتقول: ما زيد قائم، وكذلك: مثال المبرد: زيد في الدار، وما زيد في الدار، إنما يدخل النافي على طرفي الإسناد (بمعناه الاصطلاحي واللغوي) المثبت جملة واحدة، فيقع نفي الإسناد (بمعناه اللغوي) ويبقى الإسناد بمعناه الاصطلاحي. ولهذا قال المبرد: (فترد كلامه ثم تنفيه) أي: فتعيد كلام القائل المثبت ثم تدخل عليه حرف النفي، وهذا يفيد أن المعاني النحوية تبقى كما كانت في الجملة المثبتة.

وأما قوله الذي أشرتم إليه فلو نظرت إليه بتمامه لاختلف فهمك له، فهو يقول:

(ومع هذا فإن قولك: يضرب زيد، (يضرب) هي الرافعة، فإذا قلت: لم يضرب زيد، فـ (يضرب) التي كانت رافعة لزيد قد رددتها قبله) يعني أنك في النفي رددت أي: أعدت (يضرب) قبل (زيد) فبقي الفعل (يضرب) هو الرافع له كما كان في الإثبات، بدليل أنه قال: (و (لم) إنما عملت في (يضرب) ولم تعمل في (زيد)، وإنما وجب العمل بالفعل.) أي: إنما وجب الرفع بالفعل (يضرب)، و (لم) إنما جزمت الفعل (يضرب) ولم يتعد عملها الفعل إلى زيد، فلم تخرجه من الرفع على الفاعلية إلى حالة أخرى، فبقي كما كان مرفوعا بالفعل يضرب.

وباختصار:

زيد: في قولنا: يضرب زيد، فاعل في اللغة والاصطلاح.

وزيد: في قولنا: لم يضرب زيد، فاعل في الاصطلاح لا بالمعنى اللغوي لفاعل. فالنفي إنما يتناول الفاعلية من حيث الدلالة اللغوية.

وكما أن النفي لا تغير إعراب الكلمات في التركيب في الجملة الاسمية في نحو: ما مسيء من أعتب، كذلك لا تغير معاني الكلمات النحوية في الجملة الفعلية في نحو: ما جاء زيد، وغيرها.

وأرى قول من يقول إن عدمَ فعل شيء فعلٌ، من قبيل الجمع بين النقيضين، فبحسب هذا المفهوم الغريب يكون الميت قائما بأفعال لا تعد ولا تحصى، فهو لا يتنفس، وهذا فعل، وهو لا يسمع، وهذا فعل وهو لا يرى، وهذا فعل، وهو لا يتحرك، وهذا فعل، وهو لا يحس، وهذا فعل ... كل هذا أفعال في نظر هؤلاء .. ولو شئت لأتيت لك بآلاف الأفعال من هذا القبيل، كأن تطلق لنفسك العنان .. فتقول أيضا: هو لا يقود السيارة، وهذا فعل، ولا يستعمل الحاسوب، وهذا فعل، ولا يدخل شبكة الفصيح، وهذا فعل، ولا يقرأ ما يقال من أن عدم الفعل فعل، وهذا فعل:):)

ربما قيل: الميت ليست له إرادة، ومن ثم لا يقال عن عدم فعله: هذا فعل، وإنما عدم الفعل فعل عند القادر على الفعل وعدمه، فأقول: هذا إنما يعتبر في الثواب والعقاب المبنيان على وجود الإرادة القادرة الحرة، أما في التركيب اللغوي فالأمر واحد، فقولنا: لا يتحرك زيد (وهو حي) مثل قولنا: لا يتحرك الميت، فإذا جعلنا (لا يتحرك) فعلا واقعا من زيد، فهو أيضا فعل واقع من الميت، وعليه فالميت يقع منه مال يحصى من الأفعال.

وهذا آخر ما في الجعبة.

مع شكري وتقديري للأخ الأستاذ الدكتور أبي أوس الذي فتح هذا الباب التالد الطريف.

ـ[حرف]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 06:56 م]ـ

بارك الله فيكم جميعًا.

هل نفهم من ذلك كلِّه أنَّ المقصود بالفاعل الاصطلاحي هو ما يُعرب فاعلاً في التركيب النحوي بغض النظر عن حقيقة قيامه بالفعل من عدمه.

وأنَّ الفاعل اللغوي هو الفاعل الحقيقي الذي قام بالفعل حقيقة.

ـ[ضاد]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 07:10 م]ـ

بارك الله فيكم جميعًا.

هل نفهم من ذلك كلِّه أنَّ المقصود بالفاعل الاصطلاحي هو ما يُعرب فاعلاً في التركيب النحوي بغض النظر عن حقيقة قيامه بالفعل من عدمه.

وأنَّ الفاعل اللغوي هو الفاعل الحقيقي الذي قام بالفعل حقيقة.

نعم, فاعل إعرابي وفاعل معنوي.

وتدخل فيها قضية إعراب الفاعل مبتدأ في الجملة الاسمية.

ـ[ضاد]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 11:14 م]ـ

ويدخل في هذا إعرابنا لقوله تعالى: "وقالوا اتخذ الله ولدا" (القضية مثارة في منتدى النحو العام)

ـ[النسر العربي]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 07:16 ص]ـ

لنفترض مثلا أننا ثلاثة رجال في رحلة صيد وكان زيد معنا. أنا وزيد وأوس

اختلفنا فقمت أنا بضرب زيد ولم يبدر من أوس أي فعل مشين كالضرب مثلا.

بعد أيام علم القوم بما وقع بيني وبين زيد. فماذا ستقول العرب عن أوس؟

(أما أنت يا أوس فقد فعلت الخير بعدم ضربك لصاحبك)

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 09:57 ص]ـ

لنفترض مثلا أننا ثلاثة رجال في رحلة صيد وكان زيد معنا. أنا وزيد وأوس

اختلفنا فقمت أنا بضرب زيد ولم يبدر من أوس أي فعل مشين كالضرب مثلا.

بعد أيام علم القوم بما وقع بيني وبين زيد. فماذا ستقول العرب عن أوس؟

(أما أنت يا أوس فقد فعلت الخير بعدم ضربك لصاحبك)

لا أظن العرب ستقول ذلك. ولكن ما الأمر لو أن زيدًا ذهب إلى الشرطة فاتهمكما بضربة، فسألك المحقق: أضربت زيدًا؟

أفأنت في هذا السؤال فاعل قبل الاعتراف؟ وما جوابك للمحقق وأنت صادق؟

نعم: ضربت زيدًا.

وما جواب أوس؟

لا، لم أضرب زيدًا؟

فهل أنتما ميساويان، أنت فاعل للضرب، وأوس فاعل للضرب؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير