تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 11:19 م]ـ

قال سيبويه:

وزعم الخليل رحمه الله أنه يستقبح أن يقول قائم زيد، وذاك إذا لم تجعل قائماً مقدَّماً مبنياً على المبتدأ.

يعني إذا جعلت زيدا فاعلا لم يجز، فقائم خبر مقدم، وزيد مبتدأ مؤخر، لكن إذا أدخلت الاستفهام أو النفي على هذه الجملة، وهما مما يطلبان الفعل، جاز أن يؤدي (قائم) عمل (يقوم)، ولكنه اسم، فيعرب مبتدأ في اللفظ لا في المعنى، أي من الناحية الشكلية فقط، وهو في الحقيقة خبر لأنه مسند، وزيد يعرب فاعلا لاسم الفاعل، ومن الناحية الشكلية يقوم مقام الخبر، وهو في الحقيقة مسند إليه، والمسند إليه لا يكون خبرا، والذي ألجأ النحويين لهذا أن قائما اسم فلا يساوي الفعل في العمل عند البصريين، فهو وإن كان يعمل عمل الفعل لكن ذلك لا يخرجه من دائرة الاسمية، والاسم المبدوء به مبتدأ، فجعلوه مبتدأ شكلا لا أنه يؤدي المعنى النحوي للمبتدأ، ذلك أن المبتدأ كما ذكرنا مسند إليه يذكر ليخبر عنه، وهذا في الحقيقة فعل أي خبر أسند للفاعل، أما عند الكوفيين فقائم فعل دائم، وزيد فاعل، والجملة فعلية، وجد الاستفهام أم لم يوجد.

فالاستفهام والنفي كما ذكرنا يقوي جانب الفعل في (قائم) فيرفع الظاهر بعدهما، فإذا أدخلت فعلا ناسخا مثل كان فقلت: ما كان قائما زيد، رجع (قائم) إلى وضعه قبل دخول النافي الذي جعله كالفعل، لأن النفي أخذ الفعل (كان) ولم يعد يطلب قائما ليكون فعلا له مثلما كان قبل دخول (كان)، فيجب أن يكون قائم خبرا مقدما وزيد اسما لكان مؤخرا، كما كان قبل دخول النفي مع كان خبرا مقدما للمبتدأ المؤخر زيد.

والفعل (ليس) يقوم مقام حرف النفي مع (كان) فيبقى (قائم) على ما كان قبل دخول (ليس) أي يقبح أن تجعل قائما اسما لليس وزيدا فاعلا لقائم سد مسد الخبر.

مع التحية الطيبة.

جزيت خيرا، شرح حقيق بأن يكتب بماء الذهب.

بقي أن أقول إن قولك: ((أي يقبح أن تجعل قائما اسما لليس وزيدا فاعلا لقائم سد مسد الخبر)) هو رأيك الخاص، وعلى ذلك يقبح أيضا نحو ((ليس قائم الزيدان، الزيدون)).

ولكن لماذا قدرت دخول ما أولا وكان ثانيا، فالذي يبدو أن جملة (ما كان قائما زيد) دخلت كان أولا، ثم دخل النفي بما، وهنا النفي ليس مسلطا على (قائما زيد) بل على جملة كان، على خلاف جملة (ليس قائم زيد) فالنفي مستفاد من الفعل، فهو أي النفي مسلط على اسم الفاعل ومعموله، فهناك فارق بين جملة (ليس قائم زيد) و جملة (ما كان قائما زيد). ولعل هذا ما دعا ابن عقيل إلى أن يقرر أن النفي بليس كالنفي بالحرف حيث قال: (( ... لا فرق بين النفي بالحرف كما مثل أو بالفعل كقولك ((ليس قائم الزيدان)) ... )).

شكر الله سعيك.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 02:45 ص]ـ

جزيت خيرا، شرح حقيق بأن يكتب بماء الذهب

أشكرك أخي الكريم على حسن ظنك ..

ولكن لماذا قدرت دخول ما أولا وكان ثانيا

فعلت ذلك لأقرب المسألة، فما قائم زيد، نفي للحال، وما كان قائما زيد، نفي للماضي، فالمقصود أن (ليس) جمعت بين الدلالة على النفي والدلالة على فعل ماض، فكأنها: (ما كان) .. والدليل على ما أقول قول سيبويه:

فمعنى (ليس) النفي، كما أنّ معنى (كان) الواجبُ، وكل واحدٍ منهما يعني كان وليس إذا جرّدته فهذا معناه.

فإن قلتَ (ما كان) أَدخلتَ عليها ما يُنْفَى به، فإن قلتَ ليس زيدٌ إلاّ ذاهبا أَدخلتَ ما يوجِبُ كما أدخلتَ ما يَنْفِي. انتهى كلامه رحمه الله.

فليس في باب (كان) بمثابة (ما كان) فلتعط حكمها.

أما إن جعلتها حرف نفي فهي عندئذ مثل (ما).

مع التحية الطيبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير