اهتم النحويون بعلامة المبني فبينوا أن الأصل السكون لأن الحركة أنسب لبيان حالات المعرب. وهذه مختلفة، فالقول بالرفع هو حديث عن حالة إعرابية وليس عن علامة. ولكن لنقل كما قيل سابقًا لم قالوا بالعامل المعنوي في المبتدأ والخبر وبتجرد المضارع ولم يقولوا بفكرة الأصل والجواب لعلهم طرد العلة وهي كون كل إعراب أو حالة إعرابية إنما هي أثر عامل لفظي إن أمكن أو معنوي إن تعذر اللفظي.
القول بأن الأصل هو الرفع يقتضي بأن وضع الكلمة في جملة وبقاءها على الرفع ليس لمعنًى زائد على ما فيها،، وهو نقل ميت للكلمة من حالة إفراد إلى تركيب. [/
لا تكتسب اللفظة معناها بحركة الإعراب بل بالوظيفة التي تؤديها في الجملة ولذلك تؤدي الوظيفة المعربات بعلامة ظاهرة وبعلامة مقدرة والمبنيات التي لا فرق في لفظها خارج الجملة أو داخلها.
Quote]
[quote
] يسأل دومًا في الكلام عن علة الرفع والنصب .. ولو كان الرفع أصلاً لم يسأل عن علته، لأن ما جاء على الأصل لا يطالب بعلة فيه.
السؤال عن علة الرفع كالسؤال عن علة النصب هو سؤال عن وظيفة اللفظ وأنت تبين العلة وإن اختلفت العلة، ففي تعليل رفع (محمد) في: محمد منطلق، يقول النحوي لأنه مبتدأ ونقول معه لأنه مبتدأ، فإذا انتقلنا إلى العلة الثانية يقول النحوي رفع المبتدأ بالابتداء، وأقول رفع على الأصل في إعراب المعربات.
لو كان الرفع أصلاً لكان للمتكلم أن يلزم حالة واحدة في كلامه.
بهذا المنطق نقول لو كان الأصل في البناء السكون لكانت المبنيات كلها ساكنة. القول بأن الأصل الرفع فكرة تفسيرية تهم النحوي لا المتكلم. والفقهاء يقولون الأصل في الأشياء الطهارة، والأصل في الأطعمة والأشربة كونها حلال.
قيل إن أبا عمروٍ كان يقرأ بالتسكين.
لا أدري ما علاقة هذا بالموضوع.
في كثير من اللغات هناك ما يدل على الإسناد نحو الفعل etre في الفرنسية، و to be في الإنجليزية، و sein في الألمانية، و " ايست " في الفارسية، إذن الإسناد له علامة لا يوجد إلا بها (حسب ما أفهم) فهو الرابطة الإسنادية في الجملة، وذلك مثل الرفع تقريبا الذي يأتي لمعنىً.
الإسناد علاقة معنوية بين الألفاظ قد يكون له علامة وقد لا يكون له علامة، فالمبنيات لا تتحمل العلامة ولكن الإسناد قائم.
أخي الكريم هذا مبلغ اجتهادي وتقبل تحياتي واسلم.
ـ[أبو حازم]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
قبل الفصل في النزاع لا بد من تحديد مفهوم الأصل
فإن أريد به أنه الغالب في الكلام فهي دعوى عريضة محال أن يكون لها برهان
وإن أريد به أن العرب تواضعوا على الكلام معربا بالرفع ثم أضافوا إليه حكمي النصب والجر فهو أبلغ في البطلان مما سبق
وإن أريد به معنى آخر فلبين مدعي الأصالة ذلك
وبالجملة فالنحاة كثيرا ما يؤصلون ويفرعون ولكني كنت أستشكل تلك التأصيلات كقولهم (الأصل في الأسماء الإعراب والأصل في الأفعال البناء) وقولهم (أصل الاشتقاق الأسماء)
فلا أدري أأرادوا به الغالب أم أرادوا به سبق الوضع، ولا شك في بطلان كلا منهما